العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

صناعة الـمـحـتوى الإبـداعي الـمستدام

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٢٦ فبراير ٢٠٢٣ - 14:12

مبدئيًّا‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬المحتوى‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬وبين‭ ‬الاستدامة،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬المحتوى‭ ‬مستداما‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬ببساطة‭ ‬إنه‭ ‬ثابت‭ ‬ومستمر‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬المنوال،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬إنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جامدًا،‭ ‬إلا‭ ‬إننا‭ ‬عندما‭ ‬نربط‭ ‬الاستدامة‭ ‬بكتابة‭ ‬المحتوى‭ ‬فإننا‭ ‬نقصد‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬منهجية‭ ‬واضحة‭ ‬ومستمرة‭ ‬ومتطورة‭ ‬لكتابة‭ ‬المحتوى،‭ ‬سواء‭ ‬كنا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬المحتوى‭ ‬الأدبي،‭ ‬أو‭ ‬التسويقي،‭ ‬أو‭ ‬الإداري‭ ‬والمؤسسي،‭ ‬أو‭ ‬الإعلامي،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المحتويات‭ ‬التي‭ ‬نمارسها‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى،‭ ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬المحتوى‭.‬

في‭ ‬دورة‭ ‬تدريبية‭ ‬نفذناها‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬شقيقة،‭ ‬كان‭ ‬موضوع‭ ‬الدورة‭ ‬هو‭ ‬موضوع‭ ‬عنوان‭ ‬المقال،‭ ‬لذلك‭ ‬حصل‭ ‬هذا‭ ‬اللبس‭ ‬الذي‭ ‬بدأنا‭ ‬فيه‭ ‬مقالنا،‭ ‬إلا‭ ‬إننا‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬الدورة‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬فك‭ ‬خيوط‭ ‬اللبس‭ ‬وتبسيطه،‭ ‬وظهر‭ ‬ذلك‭ ‬واضحًا‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬ومخرجات‭ ‬الدورة‭.‬

عمومًا،‭ ‬نعني‭ ‬بالمحتوى‭ ‬ببساطة،‭ ‬أنها‭ ‬رسالة‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بتوصيلها‭ ‬إلى‭ ‬جمهور‭ ‬مستهدف،‭ ‬وهذه‭ ‬الرسالة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬رسالة‭ ‬فكرية‭ ‬قيمية،‭ ‬أو‭ ‬توعوية،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تسويقية‭ ‬إعلانية،‭ ‬فالرسالة‭ ‬إذن‭ ‬هي‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفكري‭ ‬الإنساني‭ ‬المحتوي‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬والأفكار‭ ‬والخبرات‭ ‬التي‭ ‬تخزن‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬وسائط‭ ‬العقل‭ ‬البشري،‭ ‬والوسائط‭ ‬الرقمية‭ ‬والورقية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والتطبيقات‭ ‬البرمجية‭ ‬وقواعد‭ ‬البيانات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخزن‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الوسائط‭ ‬الورقية‭ ‬والإلكترونية‭ ‬والإعلامية‭ ‬مثل‭ ‬الوسائط‭ ‬المتعددة‭ ‬والبرمجيات‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬وألعاب‭ ‬فيديو‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬الإبداعي‭ ‬للفكر‭ ‬الإنساني‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬المعلوماتية‭ ‬والإحصاءات‭.‬

فالمحتوى‭ ‬إذن‭ ‬هو‭ ‬المادة‭ ‬الخام‭ ‬الموجودة‭ ‬التي‭ ‬قمنا‭ ‬بتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬منتج،‭ ‬هذا‭ ‬المنتج‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مادة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنشر‭ ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬عدة‭ ‬وسائل‭ ‬مختلفة،‭ ‬مثل‭: ‬المحتوى‭ ‬المرئي،‭ ‬كالتلفزيون‭ ‬والفيديو‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬إذ‭ ‬يظهر‭ ‬صانع‭ ‬المحتوى‭ ‬ويلقي‭ ‬بما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬محتوى،‭ ‬المحتوى‭ ‬الصوتي‭: ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬المحتوى‭ ‬ويعتمد‭ ‬على‭ ‬صوت‭ ‬مقدم‭ ‬البرنامج،‭ ‬مثل‭ ‬الراديو‭ ‬البودكاست،‭ ‬والنوع‭ ‬الآخر‭: ‬هو‭ ‬النصي‭ ‬ككتابة‭ ‬كتاب‭ ‬أو‭ ‬مقال‭ ‬أو‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينشر‭ ‬في‭ ‬مدون‭ ‬أو‭ ‬تويتر‭ ‬أو‭ ‬الفيس‭ ‬بوك‭.‬

بنية‭ ‬صناعة‭ ‬المحتوى

المحتوى‭ ‬كصناعة،‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬أي‭ ‬مادة‭ ‬صناعية‭ ‬فهي‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬هيكل‭ ‬تنظيمي‭ ‬وفني‭ ‬متعدد،‭ ‬وعناصر‭ ‬يجب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬المكونات‭ ‬تقلصت‭ ‬اليوم‭ ‬بسبب‭ ‬استخدام‭ ‬التقنية‭ ‬الرقمية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المحتوى‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬وأن‭ ‬يحتاج‭ ‬العامل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬إلى‭ ‬المكونات‭ ‬التالية‭:‬

1‭-  ‬المواد‭ ‬الخام‭ (‬مادة‭ ‬المحتوى‭): ‬وهي‭ ‬الأفكار‭ ‬والمعلومات،‭ ‬وكل‭ ‬المخزون‭ ‬الإبداعي‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يمتلكه‭ ‬صانع‭ ‬المحتوى،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬لصنع‭ ‬محتوى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬نملك‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع؟

2-‭  ‬وحدات‭ ‬الإنتاج‭: ‬ونقصد‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬الإطار‭ ‬التنظيمي‭ ‬والمؤسسي‭ ‬لعمل‭ ‬المحتوى،‭ ‬وكذلك‭ ‬كل‭ ‬الأجهزة‭ ‬والأدوات‭ ‬والقوة‭ ‬العاملة‭ ‬المبدعة‭ ‬لتحويل‭ ‬تلك‭ ‬الأفكار‭ ‬إلى‭ ‬مادة‭ ‬أخرى‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬الجمهور‭ ‬المستهدف‭.‬

3-‭  ‬أدوات‭ ‬وأساليب‭ ‬الإنتاج‭: ‬وتشمل‭ ‬العمليات‭ ‬الرقمية‭ ‬والتحويل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬البرمجيات،‭ ‬والحواسيب‭ ‬وشبكات‭ ‬المعلومات‭ ‬الرقمية،‭ ‬وأجهزة‭ ‬الوسائط‭ ‬الإعلامية‭ ‬المتعددة‭.‬

4-‭  ‬العنصر‭ ‬البشري‭: ‬وهو‭ ‬الإنسان‭ ‬المبدع‭ ‬المتدرب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬

5-‭  ‬السوق‭ ‬والجمهور‭: ‬نحن‭ ‬نعمل‭ ‬محتوى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العرض،‭ ‬سواء‭ ‬لزيادة‭ ‬المتابعين‭ ‬في‭ ‬القناة‭ ‬أو‭ ‬العملاء‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬يشترون‭ ‬المنتج‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدينا‭ ‬سوق‭ ‬وجمهور‭ ‬وعملاء،‭ ‬فما‭ ‬الداعي‭ ‬لصناعة‭ ‬محتوى؟

6-‭  ‬رأس‭ ‬المال‭: ‬وكأي‭ ‬صناعة‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬رأس‭ ‬وأصول‭ ‬مالية‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬صناع‭ ‬المحتوى‭ ‬من‭ ‬العمل،‭ ‬فكل‭ ‬تلك‭ ‬الأجهزة‭ ‬والأدوات‭ ‬والعنصر‭ ‬البشري،‭ ‬وحتى‭ ‬الاستديو‭ ‬أو‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬نعمل‭ ‬فيه‭ ‬فإنه‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رأس‭ ‬مال‭ ‬حتى‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬الاستمرارية‭ ‬والاستدامة‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تحدثنا‭ ‬عنها‭ ‬هي‭ ‬أمور‭ ‬نظرية‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التطرق‭ ‬إليها‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬الأهم،‭ ‬وهي‭ ‬حسب‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭: ‬كيف‭ ‬نكتب‭ ‬محتوى؟‭ ‬وكيف‭ ‬أصبح‭ ‬كاتب‭ ‬محتوى؟

على‭ ‬ماذا‭ ‬نركز‭ ‬حينما‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬محتوى؟

وجدنا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬مهمة‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تميز‭ ‬محتوى‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬وهي‭:‬

1-‭  ‬الأفكار‭: ‬حينما‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬محتوى‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬فكرة‭ ‬ورسالة‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نروجها،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الفكرة‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬أشرنا‭ ‬قيمة‭ ‬أخلاقية،‭ ‬أو‭ ‬معلومة‭ ‬توعوية،‭ ‬أو‭ ‬فكرية،‭ ‬أو‭ ‬إعلان‭ ‬تسويقي،‭ ‬المهم‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬فكرة‭ ‬ورسالة،‭ ‬فالهدف‭ ‬ليس‭ ‬الخروج‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬فقط‭ ‬لمجرد‭ ‬‮«‬أني‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬يشاهدني‭ ‬الجمهور‮»‬،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬فكرة‭ ‬منطقية‭ ‬صحيحة‭.‬

2‭-  ‬المشاعر‭ ‬والعواطف‭: ‬في‭ ‬أي‭ ‬حديث‭ ‬أو‭ ‬حوار‭ ‬أو‭ ‬إعلان‭ ‬تسويقي‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬العاطفية‭ ‬للإنسان‭ ‬أولاً،‭ ‬وتحريك‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المشاعر‭ ‬والعواطف‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬طاقة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وفن‭ ‬وإبداع‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬صانع‭ ‬المحتوى‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬النقاط‭ ‬العاطفية‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬والمحادثة‭.‬

3-‭  ‬السلوك‭: ‬حسنُ،‭ ‬أنت‭ ‬‭ ‬كصانع‭ ‬محتوى‭ ‬أخذت‭ ‬بيد‭ ‬جمهورك‭ ‬المستهدف،‭ ‬وقدمت‭ ‬له‭ ‬فكرة‭ ‬معقولة،‭ ‬وقمت‭ ‬بتحريك‭ ‬عاطفته،‭ ‬وهو‭ ‬الآن‭ ‬مستعد‭ ‬للتحرك‭ ‬ماذا‭ ‬تريد‭ ‬منه؟‭ ‬بمعنى‭ ‬ما‭ ‬التغذية‭ ‬الراجعة‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬الجمهور؟‭ ‬ما‭ ‬السلوك‭ ‬الذي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬به؟‭ ‬هل‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬يضغط‭ ‬على‭ ‬زر‭ ‬الإعجاب،‭ ‬أم‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬إرسال‭ ‬المحتوى،‭ ‬أو‭ ‬تريده‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بشراء‭ ‬تلك‭ ‬السلعة‭ ‬التي‭ ‬تبيعها؟

إن‭ ‬تمكن‭ ‬صانع‭ ‬المحتوى‭ ‬أن‭ ‬يركز‭ ‬في‭ ‬محتواه‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأمور،‭ ‬فإنه‭ ‬حتمًا‭ ‬سيتميز‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬ويقدم‭ ‬محتوى‭ ‬مقبولا‭ ‬عند‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭.‬

كيف‭ ‬نصنع‭ ‬محتوى‭ ‬ناجحا؟

المحتوى‭ ‬‭ ‬كأي‭ ‬صناعة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬أدوات‭ ‬تسهم‭ ‬بصورة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬تلك‭ ‬الصناعة،‭ ‬فعلى‭ ‬صانع‭ ‬المحتوى‭ ‬أن‭ ‬يمتلك‭ ‬تلك‭ ‬الأدوات‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يستعين‭ ‬بشخص‭ ‬أو‭ ‬عدة‭ ‬أشخاص‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعدونه‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأدوات‭:‬

1-‭  ‬اللغة‭ ‬السليمة‭: ‬سواء‭ ‬كنا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬محتوى‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬بأي‭ ‬لغة‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬صانع‭ ‬المحتوى‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬تلك‭ ‬اللغة،‭ ‬وأبجدياتها‭ ‬وتركيبها،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬اليوتيوب‭ ‬‭ ‬مثلاً‭ ‬‭ ‬ويقدم‭ ‬محتواه‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يركب‭ ‬الجملة،‭ ‬كذلك‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬اللغات‭ ‬الأخرى‭.‬

2-‭  ‬التخطيط‭: ‬والتخطيط‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬مطلوب،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬محتوى‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬نقول،‭ ‬وكيف‭ ‬نتحدث‭ ‬أو‭ ‬نكتب،‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬الجمهور،‭ ‬وأي‭ ‬سوق‭ ‬نقصد،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬تلخيص‭ ‬التخطيط‭ ‬في‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬العشرة‭ ‬التالية‭:‬

{‭ ‬ما‭ ‬نوع‭ ‬المحتوى‭ ‬الذي‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نقدمه؛‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬تسويقي،‭ ‬أم‭ ‬معرفي‭ ‬فكري،‭ ‬أو‭ ‬توعوي‭ ‬لأي‭ ‬علم؟

{‭ ‬ما‭ ‬قالب‭ ‬المحتوى؛‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬فيديو،‭ ‬أو‭ ‬مادة‭ ‬كتابية،‭ ‬أو‭ ‬رسومات‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر؟

{‭ ‬ما‭ ‬هدف‭ ‬المحتوى؛‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬لبيع‭ ‬منتج‭ ‬أو‭ ‬خدمة،‭ ‬أم‭ ‬لمجرد‭ ‬الظهور‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬أم‭ ‬ماذا؟

{‭ ‬ما‭ ‬اللغة‭ ‬المستخدمة‭ ‬لعرض‭ ‬المحتوى؛‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬أو‭ ‬لغة‭ ‬أخرى؟

{‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬المستهدف؛‭ ‬وموضوع‭ ‬الجمهور‭ ‬موضوع‭ ‬كبير‭ ‬جدًا‭ ‬تدخل‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬التحدث‭ ‬عنها‭ ‬الآن،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬الجمهور‭ ‬الافتراضي‭ ‬للمحتوى،‭ ‬هل‭ ‬هم‭ ‬رجال،‭ ‬نساء،‭ ‬عوائل،‭ ‬أطفال،‭ ‬فلكل‭ ‬فئة‭ ‬طريقة‭ ‬للتحدث‭ ‬معهم؟

{‭ ‬ما‭ ‬اللهجة‭ ‬المستخدمة؛‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬نضطر‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬بعض‭ ‬اللهجات‭ ‬المحلية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬معرفتنا‭ ‬بالجمهور‭ ‬المستهدف‭. ‬

{‭ ‬نبرة‭ ‬الصوت؛‭ ‬وهذه‭ ‬أمور‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الفنية‭ ‬المهمة‭ ‬جدًا‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يتقنها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬المحتوى،‭ ‬فهو‭ ‬يتحدث‭ ‬دائمًا‭ ‬بنفس‭ ‬النبرة‭ ‬أو‭ ‬مستوى‭ ‬الصوت،‭ ‬سواء‭ ‬طوال‭ ‬فيلم‭ ‬الفيديو،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬يتحدث‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬أو‭ ‬الرجال؟

{‭ ‬هل‭ ‬درست‭ ‬أمثلة‭ ‬مشابهة‭ ‬لما‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تقدم؛‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مهم،‭ ‬فماذا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الذي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬محتواك‭ ‬إليه،‭ ‬فهل‭ ‬هناك‭ ‬نماذج‭ ‬قمت‭ ‬بدراستها‭ ‬أو‭ ‬التفكير‭ ‬فيها،‭ ‬وهنا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نأتي‭ ‬بمبدأ‭ ‬مهم‭ ‬جدًا‭ ‬وهو‭ (‬كن‭ ‬متشابهًا‭ ‬وكن‭ ‬مختلفًا‭)‬،‭ ‬بمعنى‭ ‬أدرس‭ ‬المتشابهة‭ ‬بالصنعة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬بقدر‭ ‬الإمكان‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬حاول‭ ‬بقدر‭ ‬الإمكان‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مختلفا‭ ‬عنهم،‭ ‬بهدف‭ ‬التميز‭.‬

{‭ ‬ما‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬معلوماتك؛‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬أمر‭ ‬معين‭ ‬وكل‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تقولها‭ ‬أو‭ ‬تكتبها‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬محض‭ ‬الخيال‭.‬

{‭ ‬أين‭ ‬سيتم‭ ‬نشر‭ ‬المحتوى؛‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬السوق‭ ‬الذي‭ ‬تقصد،‭ ‬والجمهور‭ ‬الذي‭ ‬تستهدف،‭ ‬فهل‭ ‬ستنشر‭ ‬المادة‭ ‬في‭ ‬قناتك‭ ‬في‭ ‬اليوتيوب‭ ‬أو‭ ‬سيتم‭ ‬نشر‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬مدونتك،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬مصدر‭ ‬آخر‭.‬

3-‭  ‬القراءة‭ ‬واستقصاء‭ ‬المعلومات‭: ‬كل‭ ‬صانع‭ ‬محتوى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قارئًا‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬وأنت‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬عن‭ ‬ماذا‭ ‬تتحدث؟

4-‭  ‬الخيال‭ ‬والتفكير‭ ‬الإبداعي‭: ‬والتفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الصعب‭ ‬وإنما‭ ‬قد‭ ‬يحتاج‭ ‬صانع‭ ‬المحتوى‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬تساعده‭ ‬في‭ ‬التفكير‭.‬

5-‭  ‬وضع‭ ‬المخطط‭ ‬على‭ ‬ورق‭: ‬وهذه‭ ‬المسودات،‭ ‬اعملها‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬تحبذها‭.‬

6-‭  ‬وأخيرًا،‭ ‬ابدأ‭ ‬بالتنفيذ‭: ‬اكتب‭ ‬المحتوى‭ ‬نصًا،‭ ‬ثم‭ ‬قم‭ ‬بعمل‭ ‬بروفات‭ ‬وتجارب،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬نفذ‭.‬

عمومًا،‭ ‬العملية‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬بمكان‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تحتاج‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬تمرين‭ ‬وتمارين‭.‬

zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا