الحديدة – رويترز: رست سفينة حاويات محملة بالسلع التجارية العامة في ميناء الحديدة الرئيسي باليمن يوم السبت للمرة الاولى منذ 2016 على الأقل فيما تجري الاطراف في حرب اليمن المستمرة منذ ثماني سنوات محادثات للعودة الى هدنة تتوسط فيها الامم المتحدة وانتهى أجل العمل بها. وأثار الصراع الذي يدور بين تحالف عسكري تقوده السعودية وبين الحوثيين المتحالفين مع ايران انقساما في اليمن وتسبب في أزمة انسانية جعلت 80 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 30 مليون نسمة بحاجة الى المساعدة.
ويتعين أن تخضع البضائع التي تصل الى الحديدة للتفتيش من قبل هيئة تابعة للأمم المتحدة تشكلت لمنع تهريب شحنات الاسلحة لليمن. وخلال السنوات السبع المنصرمة كانت آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة في اليمن ومقرها جيبوتي لا تعطي تصاريح الا للسفن التي تحمل سلعا معينة مثل المواد الغذائية والوقود وزيت الطهي. وقال مسؤول في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لرويترز ان السماح بالسفن التجارية خطوة لبناء الثقة تهدف الى دعم المحادثات بين السعودية والحوثيين لإعادة تفعيل الهدنة التي انقضت في أكتوبر.
وذكر مسؤولو موانئ أن السفينة شبيلي التي تظهر بيانات تتبع السفن أنها سفينة شحن عامة ترفع علم اثيوبيا حصلت على تصريح من آلية التحقق والتفتيش التابعة للام المتحدة في اليمن. وأوضح محمد أبو بكر بن اسحاق رئيس مؤسسة موانئ البحر الاحمر التي يديرها الحوثيون أن الآلية كانت لا تصرح الا بشحنات محددة لكنها أصبحت تمنح تصاريح لمختلف أنواع الشحنات للوصول لميناء الحديدة.
الا أنه لم يتطرق لنوعية البضائع المحملة على السفينة. وقال لرويترز ان زيادة تدفق السلع على الميناء الواقع في غرب البلاد ستقلل تكلفة نقل المنتجات بالنظر الى أن أغلبها كان يدخل عبر ميناء عدن الجنوبي الخاضع لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. ولم ترد آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة في اليمن على طلب من رويترز للحصول على تعليق. ولم يرد متحدث باسم التحالف العسكري بقيادة السعودية على طلب تعليق. وينفذ التحالف دوريات في المياه قبالة الساحل اليمني. ورصدت رويترز ثلاث سفن حاويات راسية يوم السبت.
وتدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن في مارس 2015 بعد أن أجبر الحوثيون الحكومة التي تدعمها الرياض على الخروج من العاصمة صنعاء. وبدأت آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة في اليمن العمل في مايو أيار 2016. وتأسست بعد أن اتهم التحالف الحوثيين أصحاب السلطة الفعلية في شمال اليمن بتهريب أسلحة ايرانية. وينفي الحوثيون وإيران تلك الاتهامات.
وتجرى محادثات مباشرة بين السعودية والحوثيين بوساطة من عمان بالتوازي مع جهود تقودها الامم المتحدة لإعادة الهدنة التي صمدت الى حد كبير وتنفيذ وقف رسمي لإطلاق النار وإطلاق مفاوضات سياسية شاملة. وتسببت الحرب في قتل عشرات الآلاف وجوع الملايين ودمرت الاقتصاد اليمني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك