إصابة ٣٥٠ فلسطينيا وإحراق عشرات المنازل والمحال التجارية في الجرائم الإرهابية
حوارة (الأراضي الفلسطينية) - الوكالات: استفاق الفلسطينيون في قرية حوارة شمال الضفة الغربية المحتلة أمس على آثار الدمار والتخريب اللذين وقعا خلال ساعات الليل على يد مستوطنين إسرائيليين.
توهجت سماء الليل مع اشتعال النيران ليل الأحد الاثنين في القرية التي دمر فيها المستوطنون وفق عضو مجلس بلديتها وجيه عودة وأحرقوا «أكثر من 30 منزلا و100 مركبة».
وأكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل 350 إصابة، معظمها بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع.
ورصد مصور وكالة فرانس برس منازل محترقة اكتست جدرانها باللون الأسود بسبب ألسنة اللهب، بالإضافة إلى السيارات والأشجار المتفحمة والنوافذ المحطمة.
وقال كمال عودة وهو أحد سكان القرية إن «عشرات المحال التجارية وعشرات المنازل أحرقت ودُمّرت». وأضاف لوكالة فرانس برس: «حتى الأشجار لم تسلم، أحرقوا كل شيء، أحرقوا كل ما كان أمامهم».
هاجم المستوطنون الذين جاؤوا من أنحاء مختلفة القرية بعد مقتل مستوطنين شقيقين من مستوطنة هار براخا. وأطلق المنفذ الذي مازال الجيش يلاحقه النار عليهما أثناء قيادتهما مركبتهما قرب مفترق حوارة على الطريق الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس.
والتوتر متصاعد في الضفة الغربية. فيوم الأربعاء، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في مدينة نابلس استمرت أكثر من 3 ساعات وأسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيا وجرح أكثر من 80 بالرصاص الحي.
ومساء الأحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية «استشهاد سامح حمدلله أقطش (37 عاما) متأثرا بجروح بالغة أصيب بها بالرصاص الحي في البطن جراء اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على قرية زعترة» قرب نابلس. وجرى تشييع أقطش في المساء نفسه.
وقال شقيقه عبدالمنعم: «من أطلق النار على أخي الجيش وليس المستوطنين». وأضاف: «كنا نقف أنا وشقيقي أمام مشغل الحدادة المحاذي للطريق الرئيسي، جاء المستوطنون وحاولوا الهجوم علينا لكننا قاومناهم؛ فغادروا ومن ثم عادوا ومعهم جيش الاحتلال».
أما ضياء عودة الذي يسكن في حوارة فقال واصفا ما جرى: «بالأمس كانت الحرب هنا». وأضاف الشاب البالغ من العمر 25 عاما: «كانوا ما بين 200 و300 مستوطن، يحملون الحجارة وصفائح بنزين، أحرقوا السيارات والبيوت وكسروا كل شيء».
وقال عودة إن «الجيش كان يراقب من دون أن يحرك ساكنا، بدأنا بصدّ المستوطنين بينما كان الجيش يطلق علينا قنابل الغاز المسيل للدموع».
وأدانت الرئاسة الفلسطينية «الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون» في الضفة الغربية. وأكدت الرئاسة وفق ما نشرته الوكالة الرسمية الفلسطينية (وفا) أن «هذا الإرهاب ومن يقف خلفه يهدف إلى تدمير وإفشال الجهود الدولية المبذولة لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة».
جاء التصعيد بالتزامن مع «قمة العقبة» حيث بحث ممثلون للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الأحد «التهدئة».
من جانبها، دعت حركة حماس، متحدثة عن مدينة نابلس، «أبناء شعبنا إلى مواصلة النفير نصرة للمدينة وأهلها في مواجهة قطعان المستوطنين المتطرفين المدعومين بقوات الاحتلال وحكومتهم الفاشية».
من جانبها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي «الجرائم المتواصلة» التي ينفذها المستوطنون. وقالت في بيان نقلته وكالة (وفا) إن «الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في الأرض الفلسطينية المحتلة.. تشكل جريمة حرب جسيمة وجرائم ضد الإنسانية».
من جهته، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأحد إلى الهدوء.
وفي تعليقه على الأحداث، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن واشنطن تدين «العنف في الضفة الغربية المحتلة. كما نددت وزارة الخارجية الفرنسية «بشدة» بالهجوم، داعية «جميع الأطراف إلى تجنب تأجيج العنف والمساهمة في وقف التصعيد».
بالمثل قال كريستوفر برغر الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية: «من الملحّ احترام الاتفاقات لتجنب التصعيد وأن يلتزم الجميع الآن بعدم تأجيج وضع متوتر جدا في الأصل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك