كوترو، إيطاليا-(أ ف ب): أجرى خفر السواحل الإيطالي أمس الإثنين عملية بحث في البحر والشواطئ عن جثث خلّفها تحطّم مركب قبالة كالابريا، في حادث أسفر عن مقتل 62 شخصا فيما تولّت جمعيات خيرية رعاية أطفال رأوا أحباءهم يغرقون. تحطّم القارب الخشبي الذي كان يحمل فوق طاقته وغرق صباح الأحد في ظل أجواء عاصفة قبالة ساحل إيطاليا الجنوبي حيث جرف البحر جثثا وأحذية وركاما على طول الشاطئ.
وارتفعت حصيلة القتلى الإثنين إلى 62 شخصا، وفق ما أفاد مسؤول في خفر السواحل فرانس برس، وهو رقّم يرجّح أن يرتفع.
وأشار سرجيو دي داتو، الذي يقود فريقا من منظمة أطباء بلا حدود يقدّم الدعم النفسي للناجين، إلى وجود حالات لأطفال يتّمتهم الكارثة. وقال للصحفيين إن «طفلا أفغانيا يبلغ من العمر 12 عاما فقد عائلته بأكملها المكوّنة من تسعة أفراد هم أشقاؤه الأربعة ووالداه وأقارب مقرّبين جدا». وجهّز عناصر أطفاء من بلدة كوترو قاربا سريعا لإجراء عملية بحث جديدة في المنطقة بينما حلّقت مروحيات فوق المكان.
وفي لو كاستيلا، حيث تطل على الشاطئ قلعة عائدة إلى القرن الـ15، شاهد مراسل فرانس برس خفر السواحل ينتشلون جثة امرأة بدت في مطلع العشرينات. أفادت منظمة «سيف ذي تشلدرن» (أنقذوا الأطفال) بدورها على تويتر بأنها تقدّم الدعم لناجين من أفغانستان وباكستان والصومال وسوريا، بينهم 10 قصّر كانوا على متن القارب بصحبة عائلاتهم. وكتبت «هناك العديد من القصّر المفقودين».
أشارت المنظمة إلى أن الناجين تحدثوا عن كيفية «سماعهم خلال الليل وقرب الشاطئ صوتا صاخبا. تحطّم المركب وسقطوا جميعا في المياه». وأضافت أن الناجين كانوا في حالة «صدمة.. يقول البعض إنهم رأوا أقاربهم يسقطون في المياه ويختفون أو يموتون». ويُعتقد بأن القارب أبحر من إزمير في تركيا الأسبوع الماضي. وذكرت تقارير إعلامية الاثنين أنه تم توقيف ثلاثة بشبهة تهريب البشر فيما تبحث الشرطة عن شخص رابع.
وقال الغواص العامل في مجال الإنقاذ في كالابريا ديفيد مورابيتو لشبكة «راي» الرسمية للبث إنه انتشل جثتي توأمين صغيرين في السن من المياه. وأضاف «عندما ترى جثث الأطفال الصغيرة فإن هذه المشاهد تفطر القلب.. لقي الكثير من الأطفال حتفهم. إنها مأساة». غذّت الكارثة بشكل إضافي السجال في إيطاليا بشأن الإجراءات الرامية لإنقاذ المهاجرين الذين يواجهون صعوبات في البحر الأبيض المتوسط، أكثر طرقات الهجرة تسببا بحالات غرق في العالم.
وتعهّدت رئيسة الوزراء اليمينية المتشددة جورجيا ميلوني التي انتُخبت في أيلول/سبتمبر بوضع حد لوصول المهاجرين. وسنّت حكومتها قانونا مثيرا للجدل الأسبوع الماضي يُجبر منظمات الإغاثة المعنية بالهجرة بالقيام بمهمة إنقاذ واحدة لحياة أشخاص في كل مرة قبل التوجه مباشرة إلى الموانئ التي تقع عادة على مسافة بعيدة.
يرى معارضو القانون أن الإجراء يشكّل انتهاكا للقانون الدولي وسيؤدي إلى غرق مزيد من الأشخاص. وبحسب وزارة الداخلية، وصل نحو 14 ألف مهاجر إلى إيطاليا بحرا هذا العام، مقارنة بـ5200 خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك