العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الكواليس

وفاء جناحي

waffajanahi@gmail.com

مدرسة ومطعم! الله المستعان

يا‭ ‬لله‭ ‬يبنون‭ ‬مدرسة‭ ‬جانب‭ ‬بيتكم‭! ‬لو‭ ‬عندك‭ ‬أي‭ ‬خصومة‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬انسان‭ ‬أو‭ ‬زعلان‭ ‬منه‭ ‬وتريده‭ ‬أن‭ ‬يتعذب،‭ ‬ويرتفع‭ ‬عنده‭ ‬الضغط‭ ‬والسكر‭ ‬وانفجار‭ ‬في‭ ‬الطحال‭ ‬والبنكرياس‭ ‬ادع‭ ‬عليه‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة،‭ ‬وتأكد‭ ‬لو‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬استجاب‭ ‬لدعائك‭ ‬سيصبح‭ ‬من‭ ‬أتعس‭ ‬الناس،‭ ‬وستنقلب‭ ‬حياته‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭.‬

نعم‭ ‬حياتنا‭ ‬تنقلب‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬فترة‭ ‬المدراس‭ ‬ونعيش‭ ‬أحلى‭ ‬أيام‭ ‬حياتنا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬الصيف‭ ‬والاجازات‭ ‬لأننا‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الحظ‭ ‬العاثر،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬مدرسة‭ ‬جنب‭ ‬بيتنا،‭ ‬ولكم‭ ‬أن‭ ‬تتصوروا‭ ‬حجم‭ ‬معاناتنا‭ ‬مع‭ ‬نوعيات‭ ‬غريبة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬البشر‭.‬

نوعيات‭ ‬جديدة‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لديهم‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإحساس‭ ‬بالآخرين،‭ ‬انانية،‭ ‬متكبرة،‭ ‬مغرورة‭ ‬لا‭ ‬ذمة‭ ‬ولا‭ ‬ضمير‭. ‬لا‭ ‬تستغربوا‭ ‬فأنا‭ ‬لا‭ ‬أبالغ،‭ ‬صدقوني‭ ‬أمهات‭ ‬المفروض‭ ‬انهن‭ ‬مسلمات‭ ‬ويعرفن‭ ‬تعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬اذية‭ ‬خلق‭ ‬الله،‭ ‬وعدم‭ ‬اخذ‭ ‬حق‭ ‬الغير‭ ‬وإزعاجهم،‭ ‬ولكنهن‭ ‬نوعيات‭ ‬غريبة‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬يقفن‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الشارع،‭ ‬بلا‭ ‬أي‭ ‬مراعاة‭ ‬للزحمة‭ ‬التي‭ ‬سببوها‭ ‬للبشر،‭ ‬والمصيبة‭ ‬الكبيرة‭ ‬أنك‭ ‬عندما‭ ‬تلفت‭ ‬نظرهن‭ ‬ببوق‭ ‬بسيط‭ ‬يردن‭ ‬عليك‭ ‬ببوق‭ ‬اقوى‭ ‬وحركات‭ ‬يد‭ ‬وكأنك‭ ‬أنت‭ ‬الغلطان‭ ‬وتقول‭ ‬لك‭ ‬بكل‭ ‬وقاحة‭ (‬اشفيكم‭ ‬ما‭ ‬تحسون‭ ‬ناطرة‭ ‬بنتي‭ ‬صبروا‭ ‬شوي‭ ‬اشوراكم؟‭)!‬

لن‭ ‬أتكلم‭ ‬عن‭ ‬زحمة‭ ‬الصباح‭ ‬والهدة‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬اهوال‭ ‬ومواقف‭ ‬تشيب‭ ‬الرأس‭ ‬من‭ ‬التصرفات‭ ‬الانانية‭ ‬والغريبة‭ ‬والوقحة،‭ ‬وسأبرر‭ ‬لبعض‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬عجالة‭ ‬من‭ ‬امرهم‭ ‬لأنهم‭ ‬موظفون‭ ‬ويخافون‭ ‬التأخير‭ ‬عن‭ ‬وظائفهم‭ (‬مع‭ ‬انني‭ ‬غير‭ ‬مقتنعة‭ ‬بهذا‭ ‬المبرر‭)‬،‭ ‬وكيف‭ ‬ان‭ ‬بعضهم‭ ‬ينسى‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬ولا‭ ‬يفكر‭ ‬الا‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الشارع‭ ‬ويسد‭ ‬على‭ ‬الشوارع‭ ‬والسيارات‭ ‬فقط‭ ‬انتظارا‭ ‬لأميرتهم‭ ‬الغالية‭ ‬التي‭ ‬تترنح‭ ‬في‭ ‬خطواتها‭ ‬كأنها‭ ‬عارضة‭ ‬أزياء،‭ ‬وكيف‭ ‬يتعب‭ ‬موظف‭ ‬شرطة‭ ‬المجتمع‭ ‬وهو‭ ‬يطلب‭ ‬منهم‭ ‬التحرك‭ ‬وعدم‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬الغلط‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬حياة‭ ‬لمن‭ ‬تنادى‭.‬

زيادة‭ ‬في‭ ‬عذاب‭ ‬المدارس‭ ‬فتحوا‭ ‬مطاعم‭ ‬امام‭ ‬المدرسة‭ ‬لتتضاعف‭ ‬الزحمة‭ ‬في‭ ‬فريجنا،‭ (‬شكل‭ ‬اللي‭ ‬دعى‭ ‬علي‭ ‬الله‭ ‬راضي‭ ‬عليه‭)‬،‭ ‬فأنا‭ ‬اخرج‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬الساعة‭ ‬التاسعة‭ ‬الا‭ ‬ربع‭ (‬يعني‭ ‬المفروض‭ ‬طاف‭ ‬موعد‭ ‬زحمة‭ ‬المدارس‭)‬،‭ ‬لأفاجأ‭ ‬بسيارة‭ ‬تسد‭ ‬الشارع،‭ ‬وبعد‭ ‬ان‭ ‬ادق‭ ‬البوق‭ ‬وأنزل‭ ‬لأبحث‭ ‬عن‭ ‬صاحب‭ ‬أو‭ ‬صاحبة‭ ‬السيارة‭ ‬أفاجأ‭ ‬بسيدة‭ ‬تمشي‭ ‬على‭ (‬بيض‭) ‬منزعجة‭ ‬ومشمئزة‭ ‬تصرخ‭ ‬علي‭ ‬وتقول‭ ‬لي‭: ‬ماذا‭ ‬حدث؟‭ ‬لماذا‭ ‬كل‭ ‬هالإزعاج؟‭ ‬الا‭ ‬تستطيعين‭ ‬الانتظار‭ ‬ربع‭ ‬ساعة‭ ‬حتى‭ ‬أكمل‭ ‬شغلي‭ ‬في‭ ‬المدرسة؟‭ ‬

أنتم‭ ‬قولوا‭ ‬لي‭: ‬ماذا‭ ‬ستردون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬البشر؟‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬أحمدُ‭ ‬ربي‭ ‬أنه‭ ‬ألهمني‭ ‬الصبر‭ ‬وأنني‭ ‬لم‭ ‬اتهور‭ ‬وأنزل‭ ‬إلى‭ ‬مستواها‭ ‬لأرد‭ ‬عليها‭ ‬الرد‭ ‬الذي‭ ‬يليق‭ ‬بأشكالها‭.‬

مجموعة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬اتصلوا‭ ‬فيني‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬بيوتهم‭ ‬جانب‭ ‬مدرسة‭ ‬وأنهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بالإزعاج‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬وهم‭ ‬أطباء‭ ‬ومهندسون‭ ‬يحتاجون‭ ‬الى‭ ‬الراحة‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬لكي‭ ‬يتوجهوا‭ ‬الى‭ ‬أعمالهم‭ ‬براحة‭ ‬أعصاب‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬أصوات‭ ‬الابواق‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬ضغطهم‭ ‬وتزعجهم‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر‭ ‬فما‭ ‬الحل؟

من‭ ‬امن‭ ‬العقاب‭ ‬اساء‭ ‬الأدب،‭ ‬نحتاج‭ ‬الى‭ ‬وضع‭ ‬مخالفات‭ ‬مالية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يزعج‭ ‬الناس‭ ‬سواء‭ ‬بالوقوف‭ ‬الخاطئ‭ ‬مسببا‭ ‬للازدحام‭ ‬او‭ ‬لدق‭ ‬الابواق‭ ‬القوية،‭ ‬بعدها‭ ‬اعتقد‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النوعيات‭ ‬الغريبة‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬تتقلص‭.‬

إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا