العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الاحتلال الصهيوني يلعب بالنار!

بقلم: د. أسعد عبدالرحمن

الجمعة ٠٣ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

منذ‭ ‬احتلالها‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬وشرقي‭ ‬القدس‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬بدأت‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬عقوبة‭ ‬‮«‬الاعتقال‭ ‬الإداري‮»‬،‭ ‬المحظورة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭. ‬وهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الاعتقال‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تهمة‭ ‬أو‭ ‬محاكمة،‭ ‬معتمدا‭ ‬على‭ ‬‮«‬ملف‭ ‬سري‮»‬‭ ‬و«أدلة‮»‬‭ ‬مزعومة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للمعتقل‭ ‬أو‭ ‬محاميه‭ ‬الاطلاع‭ ‬عليها‭. ‬ويصدر‭ ‬الاعتقال‭ ‬بأوامر‭ ‬عسكرية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬مدة‭ ‬أقصاها‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬لكنه‭ ‬يجدد،‭ ‬في‭ ‬الأغلب‭ ‬الأعم،‭ ‬مرات‭ ‬غير‭ ‬محدودة‭. ‬

وقد‭ ‬يُفرج‭ ‬عن‭ ‬المعتقل‭ ‬الإداري،‭ ‬ويعاد‭ ‬فورا‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬إلى‭ ‬الاعتقال‭ ‬مجددا‭. ‬وعليه،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬اعتداء‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬كالاعتقال‭ ‬الإداري‭ ‬حيث‭ ‬يحرم‭ ‬المرء‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الاستئناف‭ ‬ضد‭ ‬الإجراء‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬الأهم‭ ‬يحرم‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬إثبات‭ ‬براءته‭ ‬عبر‭ ‬التشاور‭ ‬مع‭ ‬محاميه،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬الإسرائيلية‮»‬‭ ‬ترفض‭ ‬بشكل‭ ‬روتيني‭ ‬هذه‭ ‬الاستئنافات‭.‬

قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬تعتمد‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬الباب‭ ‬الدوار‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعادة‭ ‬اعتقال‭ ‬الأسرى‭ ‬المفرج‭ ‬عنهم‭ ‬بعد‭ ‬فترات‭ ‬بسيطة،‭ ‬والذين‭ ‬تُحول‭ ‬غالبيتهم‭ ‬إلى‭ ‬الاعتقال‭ ‬الإداري‭.‬

وبحسب‭ ‬نادي‭ ‬الأسير‭: ‬‮«‬أصدر‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬أمر‭ ‬اعتقال‭ ‬إداري‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬التسع‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬وكانت‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المنصرم،‭ ‬بواقع‭ (‬2409‭) ‬أوامر،‭ ‬وأن‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬المعتقلين‭ ‬إداريا‭ ‬تعرضوا‭ ‬للاعتقال‭ ‬سابقا،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬أمضى‭ ‬في‭ ‬الأسر‭ ‬سنوات‮»‬‭. ‬وأضافَ‭ ‬في‭ ‬بيان‭: ‬‮«‬يبلغ‭ ‬حاليا‭ ‬عدد‭ ‬المعتقلين‭ ‬الإداريين‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬900‭) ‬معتقل،‭ ‬يقبعون‭ ‬بشكل‭ ‬أساس‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬سجون،‭ ‬هي‭: ‬عوفر‭ (‬379‭)‬،‭ ‬والنقب‭ (‬345‭)‬،‭ ‬ومجدو‭ (‬160‭)‬،‭ ‬فيما‭ ‬يقبع‭ ‬بقيتهم‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬سجون‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬

قضية‭ ‬الاعتقال‭ ‬الإداري‭ ‬تضع‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬لا‭ ‬تحسد‭ ‬عليه،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬بررته‭ ‬زورا‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬إجراء‭ ‬أمني‭ ‬قانوني‭ ‬يسمح‭ ‬بحرمان‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬حريته‭ ‬فترة‭ ‬محدودة،‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬تدبيرا‭ ‬وقائيا‭ ‬ضد‭ ‬شخص‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬خطيرا‭ ‬لأمن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬و«دولة‭ ‬إسرائيل‮»‬‭!‬‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬تزايد‭ ‬أرقام‭ ‬‮«‬المعتقلين‭ ‬إداريا‮»‬،‭ ‬بدأت‭ ‬تبرز‭ ‬تحركات‭ ‬الأسرى‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬دائما‭ ‬دورها‭ ‬الفعال‭ ‬في‭ ‬التحركات‭ ‬الانتفاضية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬التصعيد‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬تتخوف‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬للاحتلال‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬قضية‭ ‬الأسرى‭ ‬بمجموعاتهم‭ ‬المتنوعة‭: ‬عود‭ ‬ثقاب‭ ‬جاهزا‭ ‬لإشعال‭ ‬النار‭.‬

ووفقا‭ ‬للمحلل‭ ‬العسكري‭ ‬الإسرائيلي‭ (‬عاموس‭ ‬هرئيل‭): ‬عناصر‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نقطة‭ ‬احتكاك‭ ‬إضافية‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انفجار‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬غير‭ ‬القدس‭ ‬‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بظروف‭ ‬الأسرى‭ ‬‮«‬الأمنيين‮»‬‭ ‬المسجونين‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭. ‬

والتصريحات‭ ‬العلنية‭ ‬بشأن‭ ‬التضييق‭ ‬عليهم‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬لعب‭ ‬بالنار‭. ‬وبين‭ (‬هرئيل‭): ‬‮«‬في‭ ‬روحية‭ ‬الكفاح‭ ‬المسلح،‭ ‬هناك‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة‭ ‬للأسرى‭. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تقريبا‭ ‬عائلة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬ليس‭ ‬لديها،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬كان‭ ‬لديها‭ ‬سابقا،‭ ‬أسير‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‮»‬‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الراهنة‭ ‬وهي‭ ‬الأكثر‭ ‬تشددا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬والتي‭ ‬تمارس‭ ‬يوميا‭ ‬مقارفات‭ ‬وإنتهاكات لا‭ ‬سابق‭ ‬لها،‭ ‬ومع‭ ‬تصاعد‭ ‬عمليات‭ ‬المقاومة‭ ‬من‭ ‬الشبان‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ومع‭ ‬التمادي‭ ‬في‭ ‬استشراس‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬ضد‭ ‬الحركة‭ ‬الأسيرة،‭ ‬يبدو‭ ‬أننا‭ ‬مقبلون‭ ‬على‭ ‬تصعيد‭ ‬خطير‭ ‬كون‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الحالية‭ ‬الفاشية‭ ‬تلعب‭ ‬بنار‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬تحرق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أصابعها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا