تصوير - روي ماثيوس
أعلن مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني، بالتعاون مع «ثينك سمارت» للتدريب والتطوير، إطلاق مبادرة «سمارت كودرز» التي تعتبر الأولى من نوعها في البحرين، وتهدف إلى تدريب وتأهيل 10 آلاف من الكوادر البحرينية في مجال البرمجة على مدى خمس سنوات.
وتعتبر مبادرة «سمارت كودرز» مبادرة احترافية تعمل على تأهيل الراغبين والمهتمين بمجال البرمجة وتمكينهم من اكتساب الخبرات والمهارات التعليمية والعملية من خلال برامج تدريبية مختلفة إلى حد الاحتراف والحصول على شهادة دولية مقدمة من «ميكروسوفت».
وتتلخص شروط الاستفادة من المبادرة التي تقدم بالمجان في مراحلها الأولى، ان يكون الشخص بحرينيا او بحرينية، ويتجاوز عمره 18 عاما، وتكون لديهم الرغبة في تطوير مهاراتهم بمجال البرمجة مهما كانت خلفياتهم المهنية أو الاكاديمية.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز ناصر للتأهيل والتدريب الدكتور عبدالله النعيمي في مؤتمر صحفي أقيم صباح أمس بالمركز بمشاركة الرئيس التنفيذي لمعهد «ثينك سمارت» أحمد عطية الله الحجيري، إن مبادرة «سمارت كودرز» تأتي انسجاما مع رؤية جلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في بناء ورسم ملامح المستقبل لمملكة البحرين بسواعد أبنائها، حيث يحرص المعهد على النهوض بدوره للمساهمة في تحقيق هذه الرؤية ويكون منارة علمية مهنية تستقطب الكوادر الوطنية.
وأضاف النعيمي: في ظل توجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، رئيس مجلس أمناء مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني، استطعنا ان ننتقل من كوننا مركزا يخرج كفاءات مستعدة للخوض في سوق العمل مباشرة عبر مساراته المهنية والتقنية والتكنولوجية، لننطلق نحو آفاق جديدة في بناء مدينة علمية إقليمية رائدة في تقديم الحلول المتكاملة وتخريج الكوادر الوطنية المتميزة بالمهارات الأكاديمية والوظيفية اللازمة التي تعد من أساسيات النجاح الوظيفي لتلبية احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية.
وتأتي هذه المبادرة الوطنية لتواكب توجهات المركز في هذا الجانب، وتدعم رؤيته في ان يحتل مركز الصدارة بالمنطقة في ميدان التعليم التكنولوجي والفني، حيث إن التدريب الذي تقدمه المبادرة يلبي احتياجات سوق العمل في ظل التغيرات الكبيرة التي تستدعي توافر المهارات الرقمية، حيث يقدم البرامج فرصاً تدريبيةً للشباب في مجالات عدّة منها الذكاء الاصطناعي والبرمجة وغيرها في أجواء تفاعلية تشجّع على الابتكار والإنجاز ومواصلة التطوّر الذاتي.
واكد النعيمي أن هذا البرنامج استثنائي وطموح، يترجم رؤية مشتركة بين مركز ناصر و«ثنك سمارت». مبينا ان المبادرة تستهدف تدريب 10 الاف بحريني وبحرينية خلال خمس سنوات على اختلاف خلفياتهم المهنية والمعرفية، وتزوديهم بالقنوات والأدوات اللازمة للتميز في احدى أبرز مهارات القرن 21. ويشمل البرنامج مستويات مختلفة تبدأ بالمستوى التأسيسي ثم المتوسط، يليه المتقدم، وصولا الى مستوى المحترفين والخبراء.
موضحا ان الهدف تدريب 2000 شخص خلال العام الأول من المبادرة. وقد تم فعلا تسجيل 15 بحرينيا يبدأون البرنامج خلال الأسبوع القادم.
مردود مجزٍ
من جانبه تحدث الرئيس التنفيذي لمعهد «ثينك سمارت» أحمد عطية الله الحجيري، لافتا الى ان الطلب على المبرمجين شهد طفرة متزايدة على مستوى العالم، وهناك حاجة الى حوالي 40 مليون مبرمج متخصص بحلول عام 2030، مع العلم بأن متوسط دخل المبرمج عالميا يعتبر مجزيا ويبلغ حوالي 10 آلاف دولار شهريا.
وأضاف: أمام ذلك لابد لنا ان نكون مستعدين من خلال توفير الكفاءات الوطنية بدلا من استيراد الخبراء من الخارج. ومن هذا المنطلق تأتي هذه المبادرة لتأهيل الشباب من الجوانب التقنية والمهارية والبرمجية. وخاصة أن عدد المبرمجين البحرينيين ليس بالكثير، ما يجعلها فرصة سانحة للراغبين في التخصص بهذا المجال.
وقد عكف فريق متخصص من «ثينك سمارت» طيلة الفترة الماضية على وضع المخطط التدريبي لبرنامج «سمارت كودرز»، واختيار المدربين المؤهلين، ومفردات البرنامج النظرية والعملية، وذلك بما يلائم ظروف المتدربين المتوقعين من جهة، وتلبية احتياجات سوق العمل في مملكة البحرين والمنطقة والعالم من مخرجات هذا البرنامج المؤهلة والكفؤة من جهة أخرى، حيث ان الهدف هو ان نطلق برنامجا هادفا هو الأول من نوعه على مستوى المحتوى التدريبي والعدد المستهدف، ونتطلع من خلال هذا البرنامج وبدعم من مختلف الشركاء إلى تعزيز وضع كوادرنا الوطنية في سوق البرمجة العالمي، واقتناص فرص العمل النوعية المتزايدة ذات الرواتب المجزية في مختلف مجالات البرمجة، إضافة إلى مساندة الراغبين منهم في إطلاق مشروعات برمجية خاصة، وبما يسهم في تنمية رأس المال البشري وتنمية الاقتصاد الوطني.
وستكون المخرجات في قاعدة بيانات توفر كل المعلومات عنهم، مما يمكن المؤسسات والشركات من الاختيار بينهم والتواصل معهم والاستفادة من خبراتهم.
وتتابع الحجيري: الأمر المهم هنا هو ان المعيار الأساسي في الاستفادة من البرامج هو الرغبة أيا كانت الخلفية العلمية والمهنية. والأمر الآخر ان الدراسات تشير الى ان نسبة المبرمجات الاناث اقل بكثير من الذكور، ففي الولايات المتحدة لا تتجاوز النسبة 20%. لذلك فإن أحد أبرز اهداف البرنامج يتمثل في تحفيز المرأة وتحقيق نوع من التوازن في هذا المجال.
شراكات استراتيجية
وفيما يتعلق بمعايير قبول المتقدمين للبرنامج، أوضح الحجيري ان الاشتراطات بسيطة، وتتلخص في ان يكون الشخص المتقدمة للبرامج التأسيسية بحرينينا وأكثر من 18 عاما، سواء موظفا أو طالبا. ويجتاز المقابلة التي تهدف أساسا الى التحقق من رغبته وقدراته. اما بالنسبة إلى البرامج المتقدمة فإلى جانب هذه الاشتراطات، يفترض ان يكون خريج تقنية المعلومات والاتصالات حتى يمكنه تخطي المراحل التأسيسية.
وحول تمويل المبادرة وكلفتها، أوضح ان الاعتماد حاليا على شراكات استيراتيجية منها شراكة مع «مايكروسوفت» ومعهد «ليدنغ ليرننغ بارتنرز» وغيرها لتوفير الخبراء والمدربين ومختلف الاحتياجات. كما ان المبادرة مفتوحة لأي شريك قادر على تقديم الفائدة. وفي المراحل الحالية لا توجد أي رسوم. أما بالنسبة إلى الكلفة فيمكن تحديدها وفقا للأعداد المسجلة، واجمالا تبلغ الكلفة في المستويات المتقدمة حوالي 1700 دينار، والمستويات التأسيسية 500-700 دينار. وكلها تقدم مجانا في هذه المرحلة دعما للشباب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك