كتبت: دلال العلوي
تصوير: كاظم الفرساني
أربعين يوما مرّت وكأنها يوم على رحيل الفقيد ومازالت الصدمة مرسومة على أوجه محبيه، لم يمر هذا الفقد مرور الكرام بل سيبقى أثره على مر العصور والأجيال، خالد هو اسمه وسيبقى خالدا مخلدا بأثره الطيب في أعماق البشر.
في ليلة من ليالي العمر الكسيرة التي يكسوها الحزن والدموع أقام مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وهذه هي البحرين أمسية تأبين في ذكرى المغفور له بإذن الله تعالى الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة في أجواء يسودها الجرح العميق والدمع الغفير وذاكرة وذكريات لا تحصى نقشها المغفور له بإذن الله تعالى على صفحات التاريخ النابض بالعطاء والإنجازات الكثيرة والمحطات الزاخرة بالوفاء والتآلف والتعايش بين مختلف الطوائف والأديان من أجل التعايش والإنسانية والمحبة بين الشعوب الذين اجتمعوا في هذه الليلة لتأبين الراحل.
ومن خلال التأبين تم عرض فيلم وثائقي يضم عددا من الشخصيات التي مرت في حياة الراحل وتأثرت برحيله المفاجئ والذين عبروا عن صادق مواساتهم لأهله وزملائه، كما قدموا له أعطر وأطيب الكلمات التي ترثيه باستذكار أهم المحطات والمواقف التي جمعتهم به ولن تغيب عن ذاكرتهم مهما طوى الزمن هذه الصفحة المخلدة بين طيّات الزمن، كما يشيد الجميع بأن الفقيد الرجل المناسب في المنصب المناسب استطاع أن يخلق توازنا فكريا وسلميا بين الشعوب وكان قياديا محنكا ذا خبرة عريقة، حيث قدم الكثير طوال مشواره من أجل التسامح والتعايش والسلام على هذه الأرض الطيبة ويده ممدودة لكل إنسان يقابله من جميع أنحاء العالم بمختلف الطوائف والأديان، كان إنسانا بمعنى الكلمة وخير قدوة.
كما عبّرت نائب رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وهذه هي البحرين السيدة بتسي ماثيوسون عن بالغ حزنها والفراغ الكبير الذي تركه الفقيد، كما عبرت عن أنه كان مع فريقه في العمل أكثر من عائلة تربطهم به روابط عميقة المدى، كما تؤكد ماثيوسون أن الراحل الشيخ خالد كان يمثل مملكة البحرين في الخارج خير تمثيل وكان يتحدث عن التاريخ الغني لمملكة البحرين وبأن الفرد يعيش في مجتمع متناغم ومتعدد الثقافات ومتعدد الأديان وكيف كان آل خليفة على مر القرون.
كما صرحت في كلمتها: كانت خطبه مليئة بالتجارب الشخصية منذ طفولته التي تعبر عن حبه لهذا الوطن الغالي، حيث شارك ذكريات عزيزة عن أصدقائه وجيرانه في المنامة القديمة، من اليهود والمسيحيين والهندوس والسيخ، كما تقول ماثيوسون: «بغض النظر عن عدد المرات التي سمعت فيها هذه القصص، تعلمت شيئًا جديدًا، كما لو كانت المرة الأولى التي أسمع فيها».
افتقدناه واستعجل الرحيل وسنظل نفتقده ما حيينا، كما تشيد ماثيوسون باهتمام وحرص الشيخ خالد الشغوف والصادق بجوانب عدة تحمل بصمة خاصة ومعبرة عن الحرية الدينية والتعايش السلمي، كما كان يهتم بتسليط الأضواء الساطعة على مملكة البحرين الحبيبة، وفي جميع المحافل كانت الدهشة ترسم على أوجه المستمعين الذين مازالوا حتى يومنا هذا يستلهمون الحكمة من كلماته وحضوره وإنجازاته التي انعكست على مركز الملك حمد العالمي من أجل التعايش السلمي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك