العالم في حاجة إلى نظام عالمي جديد
أكد اندريه سافينيك رئيس اللجنة الدائمة للشؤون الدولية في برلمان بيلاروسيا أنه حرص على الالتقاء بأعضاء الوفود المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي لمناقشة تطورات الأوضاع في العالم، خاصة أن المجتمع الدولي في مرحلة تحول، لأن النموذج الحالي من العولمة الذي تم تصميمه من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يتراجع، لأن هذا النموذج لم يكن عادلا، وقام على امتصاص موارد الدول النامية.
وقال في تصريحات لـ«أخبار الخليج» إن هذا العالم ليس عادلا، وقد يمكن بعض الدول أن تبقي على هذا الوضع بالقوة فترة، ولكن لن يستمر طويلا، وأنا أؤمن أننا في نهاية هذه الحقبة، وعلينا أن نبني نظاما عالميا جديدا، والسؤال هو هل نحن قادرون على بناء نظاما عالمي أمين، يضمن مكانا لكل دولة في العالم وفق أفضل المعايير التي تراعي التعاون السلمي بين مختلف الأطراف.
وأوضح أن التحول من عالم أحادي القطبية إلى عالم متعدد الأقطاب، سوف يستغرق وقتا، كما أنه قد يشهد صراعات، وهذا ما نراه حاليا في ظل الصراعات القائمة في عدة مناطق من العالم، وقد تحدث مزيد من الصراعات الجديدة من خلال بعض الأطراف التي تخسر نفوذها، وتسعى إلى إشعال هذه الصراعات في مختلف أنحاء العالم.
وأعرب عن سعادته باستضافة البحرين لاجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، لأن المملكة مهتمة بالتنمية، وكذلك تحاول تنمية كل الصناعات والمجالات الاقتصادية، وكذلك القوى البشرية، وهم يحققون هذه التنمية على أسس تاريخية وقيمية، وتعد مثالا يحتذى للدول النامية، ولذلك فإننا يمكننا أن نتعلم من البحرين، ونحن في بيلاروسيا نحرص على التعاون مع دول الخليج والشرق الأوسط، ونتطلع إلى نموذج جديد من التعاون لأننا نريد أن نكون شركاء.
وقال سافينيك إننا نؤمن أن العلاقات بين الدول يجب أن تقوم على الانفتاح والصدق بعيدا عن المعايير المزدوجة والأجندات الخفية.
وحول معايير بناء نظام عالمي جديد، أوضح رئيس اللجنة الدائمة للشؤون الدولية في برلمان بيلاروسيا أن لدينا النية لتحقيق ذلك، رغم أن الأمر لن يكون يسيرا، وسيكون معقدا بعض الشيء، لأن كل دولة تتطلع إلى مجتمع دولي عادل، وخلال هذه الاجتماع نحن نتشاور مع بقية الوفود البرلمانية ونتبادل وجهات النظر، وأثق أننا سوف نتجاوز التحديات، لأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.
وبشأن الحرب الأوكرانية الروسية، أكد رئيس اللجنة الدائمة للشؤون الدولية في برلمان بيلاروسيا أن هناك كثيرا من الأكاذيب حول هذا الصراع خاصة ما يتعلق بأسباب اندلاعه من الأساس، والمشكلة تتمثل في انتهاك المبادئ الأساسية، حيث من غير المقبول أن يقوم أمن أي دولة على حساب دول الجوار، وهذا قانون دولي لا يمكن انتهاكه، مشيرا إلى أنه يتصور أن ذلك تم عن عمد، لأن الناتو في أعقاب حل الاتحاد السوفيتي بات يتصرف بعدوانية، وهذا ما رأيناه في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا، وفي يوغسلافيا، ولذلك فإننا لا نثق فيهم، وعلينا أن نكافح من أجل أمننا، وهذا حقنا.
وبشأن دعوة جلالة الملك المعظم لحل الأزمة الأوكرانية بالسبل الدبلوماسية والحوار، قال اندريه سافينيك رئيس اللجنة الدائمة للشؤون الدولية في برلمان بيلاروسيا إن هذه دعوة نبيلة، ولكن هل يمكن أن يتحقق ذلك في الوقت الراهن لأن أوكرانيا لا تريد التفاوض، وهم ليسوا أحرارا ليتخذوا قراراتهم باستقلالية، والنخبة الحاكمة في أوكرانيا يخدمون مصالح القوى الخارجية، وهي مشكلة كبيرة لبلادنا والمنطقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك