العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

المال و الاقتصاد

خلال استطلاع ميداني.. مواطنون: النقصة بدعة تستنزف جيوبنا
«النقصة الرمضانية» عـــبء اقـتـصـادي يـثـقـل كـاهـل الأُســـر

كتبت: فاطمة الماجد

الخميس ١٦ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

‮«‬النقصة‭ ‬الرمضانية‮»‬‭ ‬كلمة‭ ‬باللغة‭ ‬العامية‭ ‬تطلق‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬العادات‭ ‬القديمة‭ ‬المتوارثة‭ ‬من‭ ‬الأجداد‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬تبادل‭ ‬المأكولات‭ ‬والأطباق‭ ‬الشعبية‭ ‬بين‭ ‬الجيران‭ ‬والمقربين‭ ‬‮«‬كالكباب‮»‬‭ ‬و«اللقيمات‮»‬‭ ‬و«الهريس‮»‬‭ ‬قبيل‭ ‬اذان‭ ‬المغرب،‭ ‬وكانت‭ ‬آنذاك‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬عبئا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬لرخص‭ ‬ووفرة‭ ‬المكونات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منزل‭ ‬وزهد‭ ‬سعر‭ ‬مكونات‭ ‬الأطباق،‭ ‬التي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تحتوي‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬على‭ ‬سلع‭ ‬استراتيجية‭ ‬مثل‭ ‬الطحين‭.‬

ومؤخرا‭ ‬بات‭ ‬مفهوم‭ ‬النقصة‭ ‬الرمضانية‭ ‬أكثر‭ ‬كلفة،‭ ‬حيث‭ ‬تحور‭ ‬مفهوم‭ ‬النقصة‭ ‬من‭ ‬أطباق‭ ‬طعام‭ ‬يتم‭ ‬تبادلها‭ ‬طيلة‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الى‭ ‬هدايا‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن‭ ‬مزينة‭ ‬بشكل‭ ‬ملفت‭ ‬يغلب‭ ‬عليه‭ ‬الطابع‭ ‬الشعبي‭ ‬والألوان‭ ‬المذهبة،‭ ‬وشاع‭ ‬تبادلها‭ ‬بين‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والأقارب‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭. ‬

 

فباتت‭ ‬‮«‬نقصة‮»‬‭ ‬الأجداد‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬نقصة‭ ‬اليوم‮»‬‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل‭ ‬والمكونات‭ ‬ووقت‭ ‬إرسالها‭ ‬فأصبحت‭ ‬الهدايا‭ ‬اليوم‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬السعر‭ ‬الزهيد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬ميزانية‭ ‬الأسرة‭ ‬والفرد‭ ‬لتتحول‭ ‬إلى‭ ‬هدايا‭ ‬مكلفة‭ ‬ماديا‭ ‬يقوم‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬فيها‭ ‬بالاقتراض‭ ‬او‭ ‬تخصيص‭ ‬مبلغ‭ ‬مادي‭ ‬ضخم‭ ‬قبيل‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬بعدة‭ ‬أشهر‭ ‬لمواكبة‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭. ‬

وعرفت‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استطلاعها‭ ‬ان‭ ‬‮«‬النقصة‭ ‬الرمضانية‭ ‬الحديثة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬الفرد‭ ‬الواحد‭ ‬الى‭ ‬عدة‭ ‬أفراد‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬تكون‭ ‬أحيانا‭ ‬بغرض‭ ‬التفاخر‭ ‬بها‭ ‬وإظهار‭ ‬الفرد‭ ‬ذاته‭ ‬وطبقته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نوع‭ ‬الهدايا‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬ليحظى‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الوجاهة‭ ‬والمديح‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المزيف‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬اضطر‭ ‬الفرد‭ ‬إلى‭ ‬الاقتراض‭.‬

وتبين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستطلاع‭ ‬ان‭ ‬النقصة‭ ‬الرمضانية‭ ‬الحديثة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬هدايا‭ ‬فاخرة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬العطور‭ ‬والمسك‭ ‬والبخور‭ ‬وملابس‭ ‬وسجادات‭ ‬الصلاة‭ ‬والملابس‭ ‬الرمضانية‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬بـ‮«‬الجلابيات‭ ‬الشعبية‭ ‬‮»‬‭ ‬والتمور‭ ‬الفاخرة‭ ‬والأواني‭ ‬والذهب‭ ‬والمجوهرات‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الهدايا‭ ‬المبتكرة‭ ‬والثمينة‭.‬

ومؤخرا‭ ‬ضجت‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بعرض‭ ‬وبيع‭ ‬‮«‬النقصات‭ ‬الرمضانية‮»‬‭ ‬بأسعار‭ ‬تنافسية‭ ‬يصفها‭ ‬البعض‭ ‬بالأسعار‭ ‬الجنونية،‭ ‬ويرجح‭ ‬ان‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬ظهور‭ ‬‮«‬النقصة‭ ‬الرمضانية‭ ‬بمفهومها‭ ‬الحديث‭ ‬المكلف‭ ‬هو‭ ‬ظهور‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وانتعاش‭ ‬حركة‭ ‬البيع‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭.‬

فـ‭ ‬‮«‬نقصة‭ ‬الأمس‮»‬‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬‮«‬نقصة‭ ‬اليوم‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل‭ ‬والمكونات‭ ‬ووقت‭ ‬إرسالها‭. ‬فاليوم‭ ‬أصبحت‭ ‬لها‭ ‬طقوس‭ ‬في‭ ‬ترتيباتها‭ ‬واختيارها،‭ ‬حيث‭ ‬دخلت‭ ‬العصرية‭ ‬والتمدن‭ ‬على‭ ‬طبق‭ ‬‮«‬النقصة‮»‬‭ ‬ليتحول‭ ‬الى‭ ‬صينية‭ ‬من‭ ‬الفضة‭ ‬أو‭ ‬الخشب‭ ‬المعتق‭ ‬الفاخر‭ ‬أو‭ ‬سلة‭ ‬صنعت‭ ‬خصيصا‭ ‬باسم‭ ‬العائلة‭ ‬أو‭ ‬صندوق‭ ‬مزين‭ ‬بتهنئة‭ ‬‮«‬مبارك‭ ‬عليكم‭ ‬الشهر‮»‬،‭ ‬وعادة‭ ‬لا‭ ‬ينتفع‭ ‬بها‭ ‬الأفراد‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬يصبح‭ ‬مصيرها‭ ‬مجهولا‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭.‬

وخلال‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الذي‭ ‬أجرته‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬عبّر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬عن‭ ‬استيائهم‭ ‬جراء‭ ‬تحور‭ ‬مفهوم‭ ‬النقصة‭ ‬من‭ ‬أطباق‭ ‬بسيطة‭ ‬تقدم‭ ‬بشكل‭ ‬عفوي‭ ‬الى‭ ‬هدايا‭ ‬مكلفة‭ ‬ماديا‭ ‬وتشكل‭ ‬عبئا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬على‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المتوسط‭ ‬والمحدود‭. ‬

رد‭ ‬الصاع‭ ‬‮«‬بالمثل‮»‬‭!‬

من‭ ‬جهتها‭ ‬قالت‭ ‬أم‭ ‬علي‭: ‬‮«‬لسنا‭ ‬مخيرين‭ ‬في‭ ‬تبادل‭ ‬‮«‬النقصة‭ ‬الرمضانية‮»‬‭ ‬بل‭ ‬اصبحنا‭ ‬مجبرين،‭ ‬فعندما‭ ‬تقدم‭ ‬لي‭ ‬صديقتي‭ ‬نقصة‭ ‬رمضانية‭ ‬فارهة‭ ‬يصل‭ ‬سعرها‭ ‬قاربة‭ ‬الـ30‭ ‬دينارا‭ ‬فيجب‭ ‬ان‭ ‬أبادلها‭ ‬النقصة‭ ‬بذات‭ ‬السعر‭ ‬وليس‭ ‬بالسعر‭ ‬الذي‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬ميزانيتي‭ ‬المحدودة‭. ‬

وترى‭ ‬أم‭ ‬علي‭ ‬ان‭ ‬المجتمع‭ ‬لا‭ ‬يتقبل‭ ‬تبادل‭ ‬الهدايا‭ ‬بحسب‭ ‬المستوى‭ ‬المادي‭ ‬للفرد،‭ ‬واصبح‭ ‬الجميع‭ ‬يتنافس‭ ‬ليبين‭ ‬انه‭ ‬ينتمي‭ ‬الى‭ ‬طبقة‭ ‬اجتماعية‭ ‬ميسورة‭ ‬الحال‭ ‬و‭ ‬البعض‭ ‬ينتظر‭ ‬رد‭ ‬الجميل‮»‬‭! ‬

‮«‬بدعة‮»‬‭ ‬ضحيتها‭ ‬ربّ‭ ‬الأسرة

من‭ ‬جهته‭ ‬قال‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬يوسف‭ ‬حسن‭ ‬ان‭ ‬‮«‬النقصة‭ ‬الرمضانية‮»‬‭ ‬بدعة‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تقديمها‭ ‬لأنها‭ ‬تشكل‭ ‬عبئا‭ ‬ماديا‭ ‬ثقيلا‭ ‬على‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬وبالخصوص‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان؛‭ ‬لأن‭ ‬فيه‭ ‬تزداد‭ ‬المصاريف‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬رب‭ ‬الأسرة،‭ ‬فتراه‭ ‬يأخذ‭ ‬الطعام‭ ‬وملابس‭ ‬القرقيعان‭ ‬وكسوة‭ ‬العيد‭ ‬و‮«‬العيادي‭ ‬وقدوع‭ ‬العيد‮»‬،‭ ‬معلقا‭: ‬‮«‬حتى‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬ينسى‭ ‬شراء‭ ‬ملابس‭ ‬العيد‭ ‬لنفسه‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬المسؤوليات‭ ‬المترتبة‭ ‬والضغط‭ ‬المادي‮»‬‭.‬

بينما‭ ‬علقت‭ ‬صديقة‭ ‬الدمستاني‭: ‬باتت‭ ‬‮«‬النقصات‭ ‬الرمضانية‮»‬‭ ‬مكلفة‭ ‬وعلامة‭ ‬بذخ‭ ‬اجتماعي‭ ‬الا‭ ‬اننا‭ ‬مضطرون‭ ‬الى‭ ‬شرائها‭ ‬واهدائها‭ ‬الى‭ ‬الأهالي‭ ‬والأصدقاء‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬المودة‭ ‬والتواصل‭ ‬رغم‭ ‬زحام‭ ‬الحياة‭. ‬

وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬وهيب‭ ‬الناصر‭ ‬ضرورة‭ ‬عدم‭ ‬التكلف‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬النقصة‭ ‬الرمضانية،‭ ‬وأدرف‭ ‬‮«‬تهادوا‭ ‬تحابوا‮»‬‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬رد‭ ‬هذه‭ ‬النقصات‭ ‬وإحراج‭ ‬الآخرين‭. ‬

وأكد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬أن‭ ‬نقصة‭ ‬رمضان‭ ‬فقدت‭ ‬شكلها‭ ‬التقليدي‭ ‬البسيط‭ ‬ودخلت‭ ‬عليها‭ ‬اللمسات‭ ‬العصرية‭ ‬والحداثة‭ ‬وأصبحت‭ ‬لها‭ ‬طقوس‭ ‬مختلفة‭ ‬فتجدها‭ ‬اكثر‭ ‬كلفة‭ ‬عن‭ ‬ذي‭ ‬قبل،‭ ‬ودخلت‭ ‬بمظاهر‭ ‬البذخ‭ ‬والاسراف‭ ‬والكلفة‭ ‬المالية‭ ‬الكبيرة‭ ‬وانتقلت‭ ‬مسؤولية‭ ‬النقصة‭ ‬من‭ ‬الأجداد‭ ‬والأمهات‭ ‬إلى‭ ‬البنات‭ ‬والشباب‭ ‬لدى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العائلات،‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬طفرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬النقصات‭ ‬والتكلف،‭ ‬وكذلك‭ ‬اتفقوا‭ ‬على‭ ‬إهداء‭ ‬النقصة‭ ‬الرمضانية‭ ‬بطريقة‭ ‬بسيطة‭ ‬وغير‭ ‬مكلفة‭ ‬ماديا‭.‬

تطورات‭ ‬مالية‭ ‬

ما‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر

ومن‭ ‬جهتها‭ ‬علقت‭ ‬الخبير‭ ‬المصرفي‭ ‬الدكتورة‭ ‬غنية‭ ‬الدرازي‭: ‬أصبح‭ ‬الشكل‭ ‬الجديد‭ ‬‮«‬للنقصة‮»‬‭ ‬يمثل‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الثقل‭ ‬المادي‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬حيث‭ ‬باتت‭ ‬حسابات‭ ‬برامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ -‬التي‭ ‬لها‭ ‬اليد‭ ‬الكبرى‭- ‬تبدع‭ ‬في‭ ‬الاستعراض‭ ‬والتحشيد‭ ‬‮«‬للنقصة‭ ‬الرمضانية‮»‬‭ ‬بأشكالها‭ ‬المختلفة‭ ‬بطريقة‭ ‬ملفتة،‭ ‬مشجعين‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬الشراء‭ ‬وإهداء‭ ‬الأقارب‭ ‬والأهالي‭ ‬والأصدقاء‭ ‬وكأنها‭ ‬شيء‭ ‬أساسي‭ ‬وحاجة‭ ‬ملحة،‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬تأثر‭ ‬المجتمع‭ ‬بها‭ ‬وتصنيفها‭ ‬كعبء‭ ‬مادي،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬مع‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحالية‭ ‬المتأثرة‭ ‬بأزمة‭ ‬كورونا‭ ‬وما‭ ‬تسببت‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬اقتصادية‭ ‬واقتراب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬والمناسبات‭ ‬الاجتماعية‭.‬

وأكدت‭ ‬د‭. ‬الدرازي‭ ‬أن‭ ‬تحور‭ ‬العادات‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬بات‭ ‬مكلفا‭ ‬ماديا،‭ ‬ففي‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ (‬النقصة‭ ‬الرمضانية‭) ‬غير‭ ‬مكلفة‭ ‬ماديا‭ ‬وبسيطة‭ ‬كونها‭ ‬معدة‭ ‬من‭ ‬الأكلات‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مكوناتها‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬استراتيجية‭ (‬كالطحين‭)‬،‭ ‬وكانت‭ ‬‮«‬النقصة‮»‬‭ ‬مستمرة‭ ‬طوال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬وترسل‭ ‬قبل‭ ‬الفطور‭ ‬مباشرة‭ ‬للأهالي‭ ‬والجيران‭ ‬والأصدقاء‭ ‬لكون‭ ‬سعرها‭ ‬يعتبر‭ ‬بسيطا‭. ‬

وتابعت‭ ‬د‭. ‬الدرازي‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الاخيرة‭ ‬تغير‭ ‬الشكل‭ ‬التقليدي‭ ‬‮«‬للنقصة‮»‬‭ ‬وظهرت‭ ‬ملامح‭ ‬جديدة‭ ‬لها‭ ‬أكثر‭ ‬كلفة،‭ ‬إذ‭ ‬تبدلت‭ ‬‮«‬النقصة‮»‬‭ ‬الرمضانية‭ ‬من‭ ‬الشكل‭ ‬البسيط‭ ‬الى‭ ‬شكل‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التباهي‭ ‬والتفاخر‭ ‬متمثلا‭ ‬في‭ ‬إهداء‭ ‬منتجات‭ ‬أكثر‭ ‬كلفة‭ ‬مثل‭ ‬الأواني‭ ‬والبخور‭ ‬والعطور‭ ‬والتمور‭ ‬الفاخرة‭ ‬وغيرها‭.‬

وتنصح‭ ‬د‭. ‬الدرازي‭ ‬بعدم‭ ‬تحوير‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬وتطويرها‭ ‬لشيء‭ ‬يثقل‭ ‬عاتق‭ ‬المجتمع‭ ‬ماديا‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬المبالغ‭ ‬الطائلة‭ ‬التي‭ ‬تصرف‭ ‬بلا‭ ‬جدوى‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ادخارها‭ ‬أو‭ ‬مساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬والمحتاجة‭ ‬عوضا‭ ‬عن‭ ‬البذخ‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا