صدر حديثا عن دار الرافدين في بيروت وبغداد الترجمة العربية لرواية «نزيلة قصر وايلدفيل» للمؤلفة آن برونته ومن ترجمة فاطمة نعيمي.
تـتسم الرواية بالقوة والواقعية، وقد تشعرك بالصدمة عندما تتذكر طبيعة المجتمع في الفترة الزمنية التي تم إطلاقها فيها، فهي تتحدى الأعراف السائدة آنذاك وهي تتطرق للقمع الذي تعانيه النساء ومفهـوم الخطيئة والدين بالإضافة إلى الخيانة والتفكّك الأسري الذي ينتج عنها، كل ذلك عبر التصوير الواقعي لكفاح امرأة من أجل نيل استقلالها وحريتها من تلك الأغلال.
بتقديمها لهذه الرواية في أوائل القرن التاسع عشر اكتسبت آن برونته مكانة خاصة في الأدب الإنجليزي على الرغم من قلة أعمالها حيث تنبري في دفاع شرس عن حقوق النساء في مواجهة الإساءة النفسية من أزواجهن ومجتمعهن، وعلى الرغم من الهجوم القاسي الذي تلقّته هي والرواية إلا أنها أصبحت من أكثر الكتب مبيعًا بل ومنافساً لرواية جين آير لشـقيقتها الكبرى شارلوت برونته، لكن بعد وفاة آن في عام 1849 وبعد سنة من إصدار الرواية، منعـت شارلوت نفسها الناشرين من إعادة طبعها بعذر «أن الرواية كانت خطأ كاملاً» لأنه «لا يمكن تصور شيء أقل انسجامًا مع طبيعة الكاتبة»؛ بعبارة أخرى كانت تقول إن آن شابة محترمة من عائلة موقّرة ومن الظلم أن يحكم عليها الغـرباء لكتابـتها رواية مليئة بمشاهد الإساءة والسـكر المزعجة. مع ذلك، وعلى الرغـم من الهجوم الذي طالها وطال العمل، اسـتمرت الروايـة في الانتشار وترسـّخت كواحدة من كلاسـيكيات الأدب الإنجليزي وصنّفتها البي بي سي ضمن واحدة من مائة رواية شكّلت عالمنا الحالي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك