برأت المحكمة الصغرى الجنائية خليجيا من حيازة وتعاطي المواد المخدرة بعد أن قدم المتهم وصفة طبية تفيد بتناوله أقراصا طبية مخدرة لمعاناته من تداعيات عملية جراحية اجراها في العمود الفقري، وأن تلك الأقراص مسكنات لما بعد العملية الجراحية، حيث أكدت المحكمة أن تقرير مختبر السموم والعقاقير أكد أن الدواء المصروف بالوصفة الطبية يتطابق مع المادة المضبوطة بحوزة المتهم من حيث النوع والتركيز ولا يتحقق معه قصد التعاطي.
وقال المحامي خليفة الشاجرة إن موكله خليجي متزوج من بحرينية وعند دخوله المملكة من خلال جسر الملك للقاء زوجته وأبنائه وذلك للسفر بنفس اليوم إلى دولة أوروبية نظرا إلى طبيعة عمله من خلال مطار البحرين قام ضابط الجمارك بجسر الملك فهد بتفتيش حقيبته وقام بأخذ الأدوية التي وصفها له الطبيب لآلام الانزلاق الغضروفي وتم أخذه إلى مبنى التحقيقات وتم توقيفه وعرضه على النيابة العامة، حيث تم تقديمه للمحاكمة بعد أن أسندت النيابة العامة إليه أنه في غضون عام 2022 بدائرة أمن جسر الملك فهــد حاز وأحرز بقصد التعاطي مؤثراً عقلياً (البريجابالين) في غير الأحوال المرخص بها قانوناً.
حيث دفع الشاجرة بعدم توافر الأركان العامة لجرائم المخدرات، حيث إن المتهم يعاني من انزلاق غضروفي وخضع للعديد من العمليات الجراحية ويتعاطى تلك الأدوية والعقاقير عن طريق وصفات طبية معتمدة، ولو أنه كان ينوي تناول تلك العقاقير بقصد التعاطي لجلب كميات تكفي حاجته مدة طويلة وكان ليخفيها بشكل لا يتم اكتشافه بسهولة ولكن لعدم وجود انصراف النية نحو تعاطي تلك الأدوية على أنها مخدرات فدخل بها إلى جسر الملك فهد بحسن نية وبشكل طبيعي ولم يقم بإخفائها فمن ثم ينتفي سوء النية لدى المتهم.
كذلك عدم علم المتهم بأن تلك الأدوية من المحظور تناولها وتداولها وخصوصاً أنها لعلاجه من الأمراض التي يعاني منها بحسب التقارير الطبية المرفقة ولو تم الكشف عليه لبيان صدق أقواله من أنه يعاني من تلك الأمراض ليثبت لدى عدالة المحكمة أن العقاقير المضبوطة ما هي إلا لعلاجه بحسب ما أورده المشرع في ترخيصه لإباحة تناول تلك العقاقير فمن ثم تكون أركان جريمة التعاطي المقدم بها المتهم للمحاكمة غير متوافرة في حقه.
وعدم توافر القصد الجنائي في الواقعة الماثلة لعدم توافر علم الجاني بأن ما يحرزه من المواد المخدرة الممنوعة قانوناً وإنما كان تصرف المتهم بحسن نية حيث انه يتناول تلك الأدوية ليس بمحض إرادته وتصرفه الشخصي ولكن بناء على وصفات وتقارير طبية أجبره المرض على تناولها.
كما دفع بعدم تصور معقولية الواقعة، قائلا إن من غير المعقول والمقبول أن يقوم شخص وهو يعلم جيداً أنه يتعاطى مخدراً أن يضعه في حقيبة سفره وبشكل ظاهر وواضح كان الأجدر عليه إخفاءها حتى يستطيع المرور بها ولا سيما أنه يقوم بوضعها بشكل ظاهر للعين المجردة الأمر الذي لا يتصور معه حدوث الواقعة من أساسه، كما أشار إلى عدم وجود سابقة للمتهم حيث إن الثابت من صحيفة استعلام الحالة الجنائية للمتهم عدم وجود سابقة واحدة فالمتهم يتردد على مملكة البحرين بحكم زواجه من بحرينية ولم تقيد ضده حتى مجرد مخالفة فالمتهم لديه أسرة وأولاد مقيمون معه ويقوم بالإنفاق عليهم ولم يقم بأي سلوك إجرامي أو فعل شائن طوال مدة تردده على المملكة وحتى لم يقم بأي مخالفة طوال تردده على المملكة وإنما وجوده بالمملكة بهدف زيارة أهل زوجته معها وليس للتعاطي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك