أكد وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن مبارك جمعة أن الطلبة ذوي الحالات الخاصة في المدارس يحظون بالدعم اللازم من قبل عدد كبير من المعلمين، ويحصلون على القدر الكافي من التعليم إذا كانت حالتهم قابلة للتعلم، وتوفر لهم الأدوات والمستلزمات المتعلقة بنوع الإعاقة بحسب التشخيص الذي تقوم به الوزارة بالتنسيق مع وزارة الصحة، وتوفر لهم الحماية المطلوبة والبيئة التي تعزز لديهم الامل والثقة في أنفسهم، مما يمكنهم من التغلب على هذه الإعاقات التي تنال في كثير من الأحيان من نفسياتهم.
وقال الوزير خلال مداخلته في جلسة مجلس النواب إن المدارس تقوم بدور كبير جدا في رعاية هذه الفئة، مضيفا أن هناك عددا لا يستهان به من هؤلاء الأطفال الذين لا يحتاجون فقط إلى التعليم، وإنما أيضا لرعاية خاصة فيما يخص العناية بالنظافة الشخصية، وهناك كم من الجهد المبذول من المعلمين لرعاية هذه الفئة.
وأضاف: إن قدر رعاية هذه الفئة يختلف بحسب نوع الإعاقة والفئة العمرية، ففي المرحلة الابتدائية تختلف الخدمات عن المرحلة الإعدادية أو الثانوية، موضحا أن نوع الرعاية التعليمية الذي يقدم للطلبة في المرحلة الابتدائية يركز على الحماية والعناية بالنظافة الشخصية وتقديم ما يمكن تقديمه من التعليم الذي يمكن تحصيله من تلك الفئة، أما المرحلة الإعدادية فتقدم لهم جرعات تعليمية متقدمة أكثر، والمرحلة الثانوية يقدم لتلك الفئة الدعم التقويمي من أجل مساعدتهم في الدخول الى المرحلة الجامعية، وقد وفرت الوزارة بعثات دراسية للطلبة الذين تمكنوا من التخرج في المرحلة الثانوية وحققوا معدلات تساعدهم للالتحاق بالمرحلة الجامعية، وهناك طلبة من ذوي الهمم في جامعة البحرين تخرجوا من النظام التعليمي، والآن هم في السنة الثالثة من التقويم الجامعي.
ووجه وزير التربية الشكر إلى معلمي التربية الخاصة؛ نظرا إلى الجهد الذي يبذلونه من أجل توفير الخدمات اللازمة لتلك الفئة من الطلاب، لأن الأمر يتطلب الكثير من الصبر والرعاية لذوي الهمم، وخاصة التحديات الذهنية التي قد يشكل الطالب خطرا على نفسه لو لم يحظ بالرعاية اللازمة.
وقال: إن الدمج يعتبر خدمة مهمة جدا تقدم للطلبة من ذوي التحديات الذهنية، إذا ما ثبت بالتقارير التشخيصية والطبية أن الطالب قابل للدمج، فهناك حالات تحديات ذهنية بسيطة يمكن ان تتطور إلى الأفضل إذا ما تم دمجها، مضيفا أن أغلب معلمي وزارة التربية والتعليم في أغلب المدارس الحكومية يتعاملون مع طلبة من ذوي الاحتياجات والتحديات الذهنية بطريقة أو بأخرى، لافتا إلى أن الطالب في صفوف الدمج يتلقى الرعاية من مدرس مختص بالتربية الخاصة، حيث إن هناك 502 معلم مختص يحملون درجة البكالوريوس أو الماجستير في التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم، منهم 356 متخصصا في الإعاقة الذهنية ومتلازمة داون وبطء التعلم، وأكثر من 80 مدرسا متخصصا في صعوبات التعلم والبقية في اضطراب التوحد.
وأشار أيضا إلى أن جميع المعلمين الآخرين الذين يحملون شهادات البكالوريوس وتحديدا معلمي اللغة العربية والرياضيات أيضا يتعاملون مع الطلبة من ذوي التحديات الذهنية ويقدمون لهم الدعم ولا يقلون شأنا عن المختصين، موضحا أن الوزارة تخضع غير المختصين ممن يحملون مؤهلات أكاديمية ليست في التربية الخاصة، لدورات تدريبية مكثفة بالتعاون مع كلية البحرين للمعلمين أو من خلال إدارة التدريب في الوزارة من أجل التعامل مع هذه الفئة من الطلبة.
وأكد الوزير أن أغلب المدارس الحكومية تستطيع التعامل اليوم مع صعوبات التعلم، وهناك 172 مدرسة توفر الخدمات التعليمية لصعوبات التعلم، و59 مدرسة توفر الخدمات التعليمية عبر برامج ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة ومتلازمة داون، و24 مدرسة تقدم خدمات لذوي أمراض التوحد، لافتا إلى أن الوزارة تعمل الآن على التوسع في تقديم تلك الخدمات عبر تخصيص المزيد من المدارس وزيادة عدد فصول الدمج والفصول المخصصة لطلبة التوحد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك