الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
ضحايا تستغل ضحايا
رمضان كريم.. في اليوم أول من أيام رمضان، في كل عام تتكرر نفس السيناريوهات والأفلام مع هروب خدم المنازل وخصوصا من جنسية معينة.. يعني الموضوع متكرر ومعروف منذ سنوات طويلة، ولكن أين القوانين المتشددة التي تمنع هذه الظاهرة المدمرة لميزانية العديد من الأسر البحرينية؟
الذي نعرفه أن القوانين وضعت لإحقاق الحق وعدم ظلم أي طرف ومعاقبة كل من يحاول أن يستغل الآخرين أو يسرقهم أو يظلمهم، فلماذا لا تُعدل أو تُغير قوانين هروب خدم المنازل؟ لماذا تهرب الخادمة وتسرح وتمرح في البلاد سنوات طويلة ثم تتجه بكل ثقة إلى مركز الشرطة لتطالب كفيلها المسكين الذي دفع (دم قلبه) وقطع من قوت عياله لجلبها بجواز سفرها وتذكرة العودة؟ لماذا لا تحاكم أو تسجن أو نطالبها بتعويض مادي لكي يُردع كلّ من تسوّل له نفسه تكرار الهروب؟
قبل كل رمضان تبكي عوائل قهرا من هرب عاملة المنزل التي وصلت بعد أن انتظروها شهورا، ودفعوا الكثير لها إذ أصبحت الأسعار «نار وشرار» (ومازال الراتب كما هو). أسعار المكاتب ارتفعت أكثر من الضعف، ورواتب عاملات المنزل ارتفعت 3 أضعاف، ومازال راتب المواطن كما هو لم يتحرك، ورغم ذلك نظرا إلى الضرورة القصوى لعاملة المنزل يعمل رب الأسرة المستحيل لتوفير ثمن دخولها البلاد، ولكنها تهرب بعد ان تتفق مع عصابات موجودة داخل البلد لتعمل بالساعات!! من دون أي قوانين صارمة رادعة لمنع هروبهن من الكفيل؟
كل رمضان يتكرر المسلسل، (ضحايا تستغل ضحايا)، حيث يلجأ العديد من الأسر المتضررة من تكرار هروب عاملات المنزل (وخسارتهم مبالغ طائلة بعد أن يتبعوا القانون في جلب عاملة المنزل، ولكن مع الأسف الشديد لا يحميهم هذا القانون عندما تهرب!) الى عصابات او الأرقام التي تنتشر قبل رمضان عبر وسائل التواصل الاجتماعي للاستعانة بعاملة منزل بمبلغ مرتفع لشهر كامل بشروطهم هم (عدم توافر أي أوراق او بطاقات سكانية، إجازة يوم واحد)، بما معناه ان هذه العاملة هي إحدى الهاربات من كفيل آخر مسكين.
عندما تسأل أي ضحية سابقة تستعين بالعاملات الهاربات يكون الرد: ماذا أفعل؟ أنا محتاجة جدا، وبعد أن خسرت الكثير لجلب إحداهن ثم هربت لا أفكر أبدا ان أدفع كل هذه المبالغ من دون ان أضمن ان هناك جهة تضمن حقي أو ترجع إلي ما دفعته أو حتى نصفه عندما تهرب مني العاملة، فالمصيبة أنها ترجع في النهاية وتأخذ جوازها لتسافر من دون ان تدفع فلسا واحدا أو تعاقب؟؟ وهذا ما يجعلني أخالف القانون الذي لا يحميني.
إلى متى سيستمر تكرار هذه المسلسلات والمخالفات التي ليس لها رادع صارم؟ أفيدونا أفادكم الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك