نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان «الرواية التاريخية بين سيف الحقيقة وقلم الروائي» للأستاذة ريم عبدالباقي وأدار الحوار الأستاذ علي إسماعيل. واستهل إسماعيل الأمسية بالإشارة إلى محاور الأمسية الخمسة وهي أسس كتابة الرواية التاريخية، متى تنتهي الحقيقة ويبدأ الخيال، كيف ندمج الحقيقة بالخيال في كتابة الرواية التاريخية، وتحديات كتابة الرواية التاريخية.
وأضاف أن الإشكالية تكمن في فصل الحقيقة عن قلم الروائي وخيال الروائي الذي يتخيل الأحداث الحقيقية ويقوم بكتابتها.
بدأت عبدالباقي حديثها بالإشارة إلى أن التاريخ يكتبه كل شخص عاصر الحدث من منظوره الشخصي بما يخدم أفكاره ومعتقده، فلا يوجد تاريخ حقيقي بشكل دامغ يمكن الارتكاز عليه ولكن هناك دائما أطر محددة نستطيع اللجوء إليها لمعرفة الحقيقة من الخيال. فعندما يجتمع أكثر من مصدر للحدث يستطيع الفرد إيجاد نقاط التقاطع فيما بينها للارتكاز عليها كأمر واقعي. وأضافت عبدالباقي أن الرواية التاريخية هي بالواقع رواية خيال تاريخي، فهي مزج بين الخيال والتاريخ. ومن المهم أن يكون بها جزء كبير من الخيال لاعتبارها رواية.
وقد أوضحت عبدالباقي أن الفاصل بين الحقيقة والخيال في الرواية التاريخية شعرة دقيقة جدا، فهي التي يجب أن يحافظ عليها الكاتب بقدر المستطاع ولكن في نهاية الأمر على الكاتب أن يعكس منظوره ورؤيته، فالكتاب العرب والغربيين قد يخترعوا أحداثا أو يغيروا وقت حدوث بعض الأحداث ليتناسب مع مساق الرواية.
وقد ذكرت عبدالباقي أن هذا الأمر مناف لأهمية الرواية التاريخية فأهمية الرواية التاريخية تكمن في المحافظة على الحدث الأساسي وبناء الأحداث من حوله.
وفيما يخص انتشار الرواية التاريخية بشكل كبير مؤخرا، عللت عبدالباقي ذلك بعدد من الأسباب، ومنها إحباطات الحاضر الذي جعل الجميع يبحث عن أمجاد الماضي القديم، والبحث عن القدوة في التاريخ القديم، والبحث عن الهوية والأصل والحقيقة خلف ما هو موجود وكيف وصل الإنسان إلى ما وصل إليه اليوم.
وفي ختام حديثها أوضحت عبدالباقي أن الرواية التاريخية في الوقت الحالي هي فن مستحدث لم يكن موجودا بالعصور القديمة حيث تولى القصاصون مهمة نشر القصص بين الأفراد في الماضي. وقد سردت عبدالباقي في خضم حديثها أهم المصادر التي اعتمدت عليها لكتابة روايتها التاريخية التي سردت فيها الأحداث التاريخية للمدينة المنورة.
وفي ختام الأمسية تم فتح المجال لمداخلات وأسئلة الجمهور وتم تكريم الأستاذة ريم عبدالباقي من قبل مجلس إدارة مركز عبدالرحمن كانو الثقافي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك