من أكبر مزودي رخصة الطيار المتعدد الطاقم في العالم.. وأول أكاديمية بالمنطقة تدشن برنامجا لقياس الحرفية الإنجليزية
في عام 2008، انطلقت أكاديمية T3 للطيران في إمارة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة تحت مظلة مجموعة العربية للطيران.
وخلال عقد ونصف العقد، شهدت الاكاديمية تطورات متلاحقة قادتها لأن تكون اليوم رائدة في مجال تدريب الطيارين بمنطقة الشرق الأوسط، وواحدة من أكبر المزودين وأكثرهم شهرة لرخصة الطيار المتعدد الطاقم (MPL) في العالم. بل تحولت من مجرد أكاديمية للطيران الى منظمة تدريب متكاملة تغطي كافة البرامج التدريبية والتعليمية المتقدمة في هذا المجال، وتعدّ في الوقت ذاته مركز امتحان معتمدا من قبل الهيئة العامة للطيران المدني ومؤهلة لتستوعب إجراء أكثر من 96 امتحانا لموضوع مختلف.
ومن اللافت أيضا أن أكاديمية (T3 للطيران) يقودها شاب بحريني يعمل في هذا المجال منذ نعومة أظفاره.
الكابتن ناظم الحمد، الرئيس التنفيذي للأكاديمية، شاب بحريني كان حلم طفولته أن يصبح طيارا. قطع المشوار بإصرار. ابتدأ مضيفا في شركة طيران الخليج عام 1992، قبل ان يجتاز كافة الامتحانات المطلوبة وينتقل للدراسة في كلية الطيران بإسكتلندا. حصل عند تخرجه على الجائزة التقديرية لتميزه وسط أقرانه. وهنا بدأت رحلته في عالم الطيران، وكانت طيران الخليج هي الحضن الأول له. وبعدها انتقل الى العربية للطيران ليبدأ معها رحلة امتدت حتى الآن لأكثر من عشرين عاما. وفي نفس الوقت تولى قبل خمسة أعوام منصب الرئيس التنفيذي لأكاديمية (T3 للطيران)، وبات يقودها باقتدار، مع حرصه على الموازنة بين عشقه المهني بالعمل في الطيران، والمسؤوليات الإدارية المنوطة به في الأكاديمية.
تطورات نوعية
خلال مشاركتها في النسخة العاشرة لقمة العرب للطيران بإمارة رأس الخيمة مؤخرا، التقت «أخبار الخليج» الكابتن طيار ناظم الحمد، الرئيس التنفيذي لأكاديمية (T3 للطيران) وحاورته حول مشوار الاكاديمية الرائدة.
يقول الحمد في بداية حديثه: تعتبر أكاديمية (T3 للطيران) اليوم من أهم الاكاديميات في منطقة الخليج العربي لتأهيل وتدريب الطيارين، وهي شركة مستقلة بذاتها، تملكها مجموعة العربية للطيران.
ولله الحمد ما قدمته الاكاديمية من مخرجات وكفاءات متميزة في عالم الطيران خلال حوالي عقد ونصف العقد أمر يدعو الى الفخر والاعتزاز. حيث يعمل خريجو الاكاديمية حاليا في أغلب شركات الطيران المعروفة بالمنطقة مثل شركة طيران الخليج العربية والاماراتية والاتحاد وغيرها.
ويضيف الحمد: بعد حوالي 10 سنوات من الأداء المتميز للأكاديمية، اتجهنا الى إحداث نوع من التغيير أو النقلة المتميزة، وهذا ما شمل الشعار والتوجهات والأهداف والبرامج. ولم نعد نقتصر على تدريب الطيارين فقط، بل توسعت البرامج التدريبية والأكاديمية لتخدم جميع أنشطة التدريب في الشركات بالمطارات والإدارات وشركات الشحن وغيرها، بما في ذلك حمل البضائع الخطرة والأمن الخاص للطيران والتفتيش الخاص للطيران والسلامة المتعلقة بالتدقيق والمضيفين وغيرها، الى جانب تدريب الطيارين الذي بحد ذاته شهد تطورات كثيرة.. ففي السابق كنا نقتصر على تدريب الطيارين الناشئين فحسب، ولكن صرنا الآن نستقبل الطيارين الناشئين والقدماء ممن يرغبون في تغيير نوع الطائرة التي يقودونها، الى جانب الأشخاص الذين يمتلكون رخصا أجنبية أو خليجية ويرغبون في الحصول على رخص إماراتية.
أضف الى ذلك أن الاكاديمية تدرب المدربين في عالم الطيران وتصقل خبراتهم ومهاراتهم. حيث تؤهل طواقم مهيأة للتدريب سواء في الدراسات الأرضية أو التدريب المحاكي، او حتى في الطيران الواقعي نفسه.
برامج متكاملة
* هناك عدة أكاديميات للطيران المشابهة في الشرق الأوسط، في رأيك ما الذي يميز أكاديمية (T3 للطيران)؟
** يمكنني القول ان أبرز ما يميز أكاديمية (T3 للطيران) الاستراتيجية المطبقة في البرامج الاكاديمية والتدريبية، حيث تركز هذه الاستراتيجية على ثلاثة جوانب: أولها توفير العلم والمعلومات من خلال وسائل تدريب متطورة، ليتم بعدها قياس الكفاءة والاستعداد، ويصقل ذلك كله توفير الخبرة العملية، بما يعني ان الطالب المتخرج يحمل العلم والكفاءة والخبرة في نفس الوقت.
وهذه جوانب مهمة استطعنا من خلالها مساعدة الخريجين على التغلب على تحدّ أساسي، وهو نقص الخبرة عند الخريج. ففي أي تخصص غالبا ما يواجه الباحث الجديد عن العمل مشكلة نقص الخبرة. وهذا ما ركزنا عليه في الاكاديمية بحبث يستلم الخريج شهادته بشكل متزامن مع التأكد من كفاءته وامتلاكه الخبرة العملية الكافية. وهذا ما يمنح الثقة بمخرجاتنا من قبل تلك شركات الطيران وخاصة التي تربطنا معها اتفاقيات شراكات سواء شركات طيران او شركات خدمات طيران أو مطارات وغيرها.
وبالتالي فإن سياسة الأكاديمية تقوم على اتباع أحدث أنظمة التدريب لبناء الكفاءات في هذه المجالات، كما اعتمدت الأكاديمية عددا من شركات الطيران وشركات الخدمات المرتبطة بصناعة الطيران ليتم تدريب طلاب الأكاديمية فيها لإكسابهم الخبرة العمية إيمانا بأن التعليم الأكاديمي وحده ليس كافيا.
أضف الى ما سبق أننا أول شركة تقدم برنامج تدريب الطيارين لشركات الخطوط الجوية MPL في المنطقة. وأول أكاديمية في المنطقة تدشن وتعتمد برنامجا خاصا لقياس الحرفية في اللغة الإنجليزية وخاصة بالنسبة إلى الطيارين والمراقبين الجويين. وهذا البرنامج الفريد صمم وطبق في داخل الاكاديمية نفسها.
كما قدمت الاكاديمية تدريب flight dispatch واختبار الإنجليزي ELP للطيارين والعاملين في المطار بالإضافة إلى مساقات متعددة مثل دورات تصنيف نوع A320، ودورات العمليات الأرضية، ودورات لوائح البضائع الخطرة، ودورات IATA التدريبية، ودورات CPD وغيرها من البرامج المتقدمة.
78 جنسية
* وهل تتركز جنسيات الطلاب الذين تدربونهم في دول المنطقة؟
** خلال 15 عاما من عمر الاكاديمية، دربنا طلابا من أكثر من 78 جنسية. وحاليا لدينا 37 طالبا من دول مختلفة. ولكننا في الواقع بتنا نركز على الطلاب العرب، وبالأخص من دول الخليج العربي لأننا نجد ان هناك حاجة ملحة وقوية إلى الخبرات والكفاءات المدربة بأعلى المستويات من أجل الاستجابة للنمو المتزايد في هذا القطاع وخاصة بعد جائحة كورونا. علما بأن بعض الدول في المنطقة تعتمد قوانين صارمة جدا في توظيف الخريجين. وهذا ما نركز عليه من خلال تقديم أفضل البرامج التطويرية التي تستجيب لتلك الاشتراطات وتوفر كفاءات ومخرجات تكون جاهزة لدخول العمل في عالم الطيران وتمتلك الكفاءة والخبرة والمهارات الكافية.
* أشرت الى جائحة كورونا، وكلنا يعلم أن قطاع الطيران كان من أكثر القطاعات تأثرا بالجائحة. الى أي مدى امتدت براثن هذا التأثير إلى قطاع التدريب في الطيران؟
** لا يمكن ان ننكر ان الجائحة عصفت بجميع القطاعات وكانت لها تداعياتها السلبية، بما في ذلك قطاع التدريب وأكاديميات الطيران. ولكن في نفس الوقت يمكن القول اننا استغللنا تلك الفترة في جانب مهم، وهو التركيز على الابتكار. لذلك -ولله الحمد- لم نقم بتسريح أي موظف في الاكاديمية، بل على العكس وضعناهم في مجموعات متجانسة تعمل على إنتاج أفكار تطويرية جديدة. وقد أثمر ذلك بشكل كبير، حيث بتنا اليوم نمتلك حصيلة جديدة من الكتب والبرامج والإصدارات والأفكار وخطط التدريب الافتراضي والحلول وغيرها من الابداعات التي أنتجها منتسبو الاكاديمية خلال تلك الفترة. لذلك يمكن القول اننا بدل ان نستغني عن الكفاءات والقوى العاملة في الاكاديمية، عمدنا الى تطوير قدراتها بما يخدم توجهات الشركة.
أما بالنسبة للطلاب، فبحكم انعدام الطلب على الطيارين من قبل شركات الطيران خلال تلك الفترة، لم نوقف برامج التدريب ولكن عمدنا الى تبطيء برامج التدريب الى النصف تقريبا. بمعنى ان من كان ينهي برنامجا تدريبيا في ثمانية أشهر، بات الامر يتطلب حوالي عام ونصف العام. وهذا ما ساعد الطلاب بشكل كبير.
والان بعد الجائحة -ولله الحمد- نجد الطلب على الطيارين والمحترفين في مجال الطيران والموظفين سواء الارضيين او الجويين بات عاليا جدا.
وهذا ما دفعنا الى تطوير برامج الاكاديمية بشكل متلاحق. وفي نفس الوقت نعمد حاليا الى التعامل مع تحدّ تواجهه اكاديميات المنطقة بشكل عام وهو النقص في أجهزة المحاكاة بسبب أن النمو في مجال الطيران بعد الجائحة كان أسرع من المتوقع، تبع ذلك طلب متزايد من قبل شركات الطيران على الكفاءات المدربة، وهذا ما يشمل إعادة تأهيل من هم يعملون أصلا في شركات الطيران، أو استقطاب موظفين وطلاب جدد. ففي جميع هذه البرامج نحتاج الى (المحاكي) لتدريب الطيارين. وهي عقبة مؤقتة نعمل على تجاوزها قريبا جدا بإذن الله، حيث اعتمدنا استراتيجيتين، الأولى سريعة من خلال التعاون مع أكاديميات من خارج المنطقة وبالذات في تلك المناطق التي لا تشهد النمو ذاته الذي نشهده نحن فيما يتعلق بالطلب على الطيارين والعاملين في هذا المجال. والاستراتيجية الثانية تكمن في شراء أحدث أجهزة المحاكاة في العالم.
الاستدامة.. والتحديات
* خلال قمة العرب للطيران 2023 كان المحور الرئيسي هو الاستدامة. الى أي مدى يرتبط ذلك بأكاديميات الطيران؟
** بحكم كوننا أكاديميات طيران فإننا لا نسهم بنسبة تذكر في انتاج الكربون أو الانبعاثات بشكل عام.
ولكن هذا لا يعني اننا لا نتحمل مسؤولية في المساهمة في تحقيق مبادئ الاستدامة أو بتبني استراتيجيات محفزة تساعد على تحقيق تلك الاهداف. لذلك عملنا قدر المستطاع على تحمل المسؤولية بما في ذلك تطوير الأجهزة الالكترونية وتحديث آليات العمل والاعتماد على إعادة التدوير. وباتت الأكاديمية تعتمد الاستدامة في العمل في جميع عملياتها. وفي نفس الوقت باتت البرامج التي تقدمها الاكاديمية تركز على زرع المفاهيم المتعلقة بالاستدامة لدى الطلاب والمتدربين، وذلك إيمانا منا بأن هؤلاء الطلاب هم قادة القطاع في المستقبل وهم الاداريون المؤثرون فيه. وبالتالي فإن زراعة هذه المفاهيم والثقافة حاليا تخدم توجهات القطاع بشأن الاستدامة.
* أمام هذه الجهود، ما هو التحدي الأكبر الذي يواجهكم في هذه المرحلة؟
** أكثر ما نركز عليه حاليا هو استشراف المستقبل. وهنا يمكن القول ان طرق التدريب التقليدية في اكاديميات الطيران يجب ان تتبدل وتحل محلها الأساليب الأكثر قدرة على تلبية التطورات والاحتياجات في هذا القطاع.
لذلك في رأيي أن التحدي الأكبر حاليا يكمن في بعض القوانين سواء العالمية او في المنطقة، حيث لا تزال تنسجم مع الاحتياجات والاشتراطات والواقع قبل عقدين او ثلاثة. ومع التطورات المتسارعة في هذا القطاع، لم تشهد تلك القوانين ذات الوتيرة والسرعة في التطور هي الأخرى بما يخلق تآلفا وانسجاما مع الواقع. فمثلا نجد الكثير من الاشتراطات والقوانين الممتازة، ولكن تناسب الوضع والواقع قبل عقدين، وهذا ما يتطلب تطويرا سريعا يلبي الحاجة القائمة.
* وما هو دوركم كأكاديميات طيران في هذا الجانب؟
** بالنسبة إلينا في (T3 للطيران)، نحرص على القيام بدورين، الأول طرح هذا الموضوع في وسائل الاعلام العالمية والاقليمية. وفي نفس الوقت نخاطب مؤسسات الطيران المدني في جميع المناطق بهدف التشجيع على إعادة النظر في تلك القوانين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك