العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الاسلامي

والمرأة والبيت

الجمعة ٣١ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

بقلم‭: ‬عاطف‭ ‬الصبيحي

في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬سُقنا‭ ‬الآية‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬الطلاق‭ ‬كشاهد‭ ‬على‭ ‬تعاليم‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬للنبي‭ ‬الكريم‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام،‭ ‬ولمن‭ ‬تبعه‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬الدين،‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بين‭ ‬الأزواج،‭ ‬والأزواج‭ ‬هم‭ ‬عماد‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وهم‭ ‬لبنة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهم‭ ‬محور‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي‭ ‬والأمن‭ ‬المجتمعي،‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬وأجهزتها،‭ ‬فهم‭ ‬من‭ ‬يحتضنون‭ ‬الوليد‭ ‬في‭ ‬حِجرهم‭ ‬مدة‭ ‬تكوينه‭ ‬ونموّه‭ ‬وتشكيله،‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬للقانون‭ ‬عليه‭ ‬سلطان،‭ ‬فالسلطان‭ ‬كله‭ ‬للتربية‭ ‬والتنشئة،‭ ‬واليوم‭ ‬سننظر‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬أخرى،‭ ‬مع‭ ‬نص‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬الحكيم‭ ‬الخبير‭.‬

حتى‭ ‬حين‭ ‬ترتفع‭ ‬المكانة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للرجل،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬رأس‭ ‬الهرم‭ ‬في‭ ‬السلطة،‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬مراتب‭ ‬الدنيا‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬ظل‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬متخذا‭ ‬نفس‭ ‬المنهج‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬البيت‭ ‬إلى‭ ‬المرأة،‭ ‬يقول‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬وراودته‭ ‬التي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬بيتها‭ ‬عن‭ ‬نفسه‮»‬‭.. ‬لعل‭ ‬الجميع‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬القرآني‭ ‬بحق‭ ‬امرأة‭ ‬العزيز،‭ ‬عزيز‭ ‬مصر،‭ ‬وصاحب‭ ‬الكلمة‭ ‬الطولى‭ ‬والأولى‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يقل‭ ‬‮«‬وراودته‭ ‬التي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬بيته‮»‬،‭ ‬فهي‭ ‬لم‭ ‬ترتكب‭ ‬الفاحشة،‭ ‬لكنها‭ ‬همت‭ ‬بها،‭ ‬فقد‭ ‬شغفها‭ ‬حباً‭ ‬ذلك‭ ‬النبي‭ ‬الذي‭ ‬أودع‭ ‬الله‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬حُسن‭ ‬الخلق‭ ‬والخُلق‭ ‬ما‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬مقاومته،‭ ‬لكن‭ ‬هو‭ ‬لم‭ ‬تراوده‭ ‬نفسه‭ ‬بدليل‭ ‬‮«‬لولا‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬حرف‭ ‬امتناع‭ ‬لوجود‭ ‬ولهذا‭ ‬كلام‭ ‬وتفصيل‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬أوانه‭ ‬ولا‭ ‬مكانه‭.‬

يقول‭ ‬الحق‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬الأحزاب‭ ‬‮«‬وقرن‭ ‬في‭ ‬بيوتكن‭ ‬ولا‭ ‬تبرجن‭ ‬تبرج‭ ‬الجاهلية‭ ‬الأولى‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬موجه‭ ‬لنساء‭ ‬النبي‭ ‬بالآية‭ ‬33،32‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬الأحزاب،‭ ‬وهذا‭ ‬النص‭ ‬بأكمله‭: ‬‮«‬يا‭ ‬نساء‭ ‬النبي‭ ‬لستنّ‭ ‬كأحد‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬إن‭ ‬اتقيتنّ‭ ‬فلا‭ ‬تخضعن‭ ‬بالقول‭ ‬فيطمع‭ ‬الذي‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬مرض،‭ ‬وقلن‭ ‬قولا‭ ‬معروفا،‭ ‬وقرن‭ ‬في‭ ‬بيوتكنّ‭ ‬ولا‭ ‬تبرجن‭ ‬تبرج‭ ‬الجاهلية‭ ‬الأولى‭ ‬وأقمن‭ ‬الصلاة‭ ‬وآتين‭ ‬الزكاة‭ ‬وأطِعن‭ ‬الله‭ ‬ورسوله‭ ‬إنما‭ ‬يريد‭ ‬الله‭ ‬ليُذهب‭ ‬عنكم‭ ‬الرجس‭ ‬أهل‭ ‬البيت‭ ‬ويطهركم‭ ‬تطهيرا‮»‬‭. ‬هنا‭ ‬الخطاب‭ ‬كما‭ ‬قلنا‭ ‬لنساء‭ ‬النبي،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬نسب‭ ‬البيت‭ ‬إليهن‭ ‬ولم‭ ‬ينسب‭ ‬إلى‭ ‬النبي‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬لذا‭ ‬لم‭ ‬يقل‭ ‬‮«‬من‭ ‬بيته‮»‬،‭ ‬فهنا‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬يمثل‭ ‬الزعامة‭ ‬الدنيوية،‭ ‬وهو‭ ‬الرسول‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬الزعامة‭ ‬الدينية،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬نُسب‭ ‬البيت‭ ‬إلى‭ ‬زوجاته‭.‬

الحالة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬رفع‭ ‬الله‭ ‬نسبة‭ ‬البيت‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الآية‭ ‬15‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬النساء‭ ‬فقط‭ ‬‮«‬واللاتي‭ ‬يأتين‭ ‬الفاحشة‭ ‬من‭ ‬نسائكم‭ ‬فاستشهدوا‭ ‬عليهن‭ ‬أربعة‭ ‬شهداء‭ ‬منكم‭ ‬فإن‭ ‬شهدوا‭ ‬فأمسكوهن‭ ‬في‭ ‬البيوت،‭ ‬حتى‭ ‬يتوفاهن‭ ‬الموت‭ ‬أو‭ ‬يجعل‭ ‬الله‭ ‬لهن‭ ‬سبيلا‮»‬‭. ‬هنا‭ ‬سُحبت‭ ‬منهن‭ ‬نسبة‭ ‬البيت،‭ ‬وفقدن‭ ‬التكريم‭ ‬الرباني‭ ‬لهن،‭ ‬وذلك‭ ‬لسبب‭ ‬موجب‭ ‬وكبير،‭ ‬فقال‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬فأمسكوهن‭ ‬في‭ ‬البيوت‮»‬‭ ‬ولم‭ ‬ينسب‭ ‬البيوت‭ ‬إلى‭ ‬الرجال‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬فترك‭ ‬البيت‭ ‬بدون‭ ‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬الأطراف،‭ ‬لكنه‭ ‬يقيناً‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬من‭ ‬موجبات‭ ‬تكريم‭ ‬للمرأة،‭ ‬فنُزع‭ ‬منها‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬وذلك‭ ‬جزاءً‭ ‬وفاقاً‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا