الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة (بحريننا)، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، بمبادرة وطنية متميزة من الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية عام 2019م ضمن إطار الرؤية التنموية الشاملة والهادفة إلى تعزيز احترام حقوق الإنسان وترسيخ روح الوحدة الوطنية وقيم المواطنة الصالحة في إطار الدولة المدنية الحديثة القائمة على أسس العدل والمساواة وسيادة القانون.
هذه المبادرة جاءت كوثيقة استرشادية نابعة من النهج الإصلاحي والفكر الإنساني والوطني الحكيم وإحدى مخرجات المشروع الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك المفدى، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وترسيخ الهوية البحرينية الجامعة وحب الوطن والفخر بمنجزاته والحفاظ على مكتسباته وترسيخ قيم الولاء والانتماء والتسامح في مجتمع وجد ليحتوي جميع أبنائه بمختلف انتماءاتهم العقدية والفكرية والعرقية في وطن يسوده الأمن والاستقرار والطمأنينة والتعددية وقبول الآخر والمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة.
المميز في هذه المبادرة أنها تحتوي على العديد من البرامج منذ إطلاقها ضمن خمسة مسارات؛ الانتماء، العلاقات العامة، الإعلام، المناهج الدراسية والتشريعات القانونية، وشملت ثلاث مراحل؛ اعتماد وتخطيط وتنفيذ المبادرات بالتوازي مع خطط الاتصال الخاصة بها، فيما تضمنت المرحلة الثانية تنفيذ المبادرات الجارية والجديدة والمتابعة المستمرة وزيادة التفاعل مع الجمهور المستهدف، والمرحلة الثالثة مراجعة المبادرات واستعراض الأثر بناء على مؤشرات الأداء الأساسية التي يتم تحديدها، في حين شملت المرحلة الأخيرة التحول الرقمي لمبادرات الخطة الوطنية.
العمل بهذا المشروع يحتاج إلى وقت طويل لينعكس أثره الإيجابي على المجتمع، في ظل تحديات عديدة ومعوقات كثيرة تفرضها التغيرات الديمغرافية والانفتاح الفكري والمعرفي والانفلات الأخلاقي المكتسب من وسائل التواصل الاجتماعي الهابطة التي باتت تؤثر بشكل ملحوظ في سلوك المجتمعات بصورة مباشرة وغير مباشرة.
عملية الوعي بأهمية الهوية الوطنية والالتزام بها والحفاظ عليها وإيمان المجتمع بضرورة التآزر مع بنية الدولة من أجل الاستقرار والنماء وهذا التوجه في تعزيز قيم ومبادئ الهوية الوطنية يؤدي إلى تبني مشروع وطني حقيقي للتنمية والنهوض بكل مجالات الحياة وتأكيد وجودها وتطورها، كما يؤكد أهمية الاعتراف بجميع مكونات المجتمع على أرض الوطن والسعي للإدارة المثلى للتنوع البشري ومكوناته المجتمعية على قواعد الحرية والمساواة والمواطنة الكاملة الضامنة لتحقيق الأمن والاستقرار والقدرة على إدارة وتطوير السلوك والأداء المجتمعي وتحسين جودته باستمرار، كما يعزز الحصانة الذاتية ضد أية اختراقات أو توجهات تهدد الأمن القومي والسلم الأهلي واللحمة الوطنية ، كما أن فكرة تشويه الهوية الوطنية موجودة في جميع أنحاء العالم إما بدوافع قوى داخلية أو بأجندات قوى خارجية تسعى إلى تفكيك المجتمع وتقسيمه إما مذهبياً أو فئوياً أو أيديولوجياً.
الوطن بمفهومه الأساسي يقتضي تنازل الفرد لصالح الجماعة في مواجهة تحديات أكبر من أن يواجهها منفردا. فلا تستوي الفئوية مهما تنوعت أشكالها، فالانتماء للوطن التزام أخلاقي لا يعترف بالتسويات والحلول الوسط لا لرمادية الانتماء ولا لضبابية الموقف فسفينة الوطن تحمل الجميع ويجب أن يحافظ عليها الجميع طالما وجد الوعي والإدراك، الجيل الجديد يواجه تحديات ستؤثر في توجيه بوصلة التفكير لديه ربما تجذبه بعيداَ عن شاطئ الوطن الآمن، من هنا تأتي أهمية الهوية الوطنية بأنها تساعد في مواجهة تحديات العصر وهي مصدر وحدة المجتمع اذا ما أحسن توجيهها.
وحتى نصل إلى هذا التكامل لا بد من إدراك مفاهيم ومفردات الثقافة المدنية والتي تتمثل في العمل الجماعي، المساواة، التسامح، احترام الآخر، تعددية الانتماء الفكري والسياسي والاجتماعي، إدارة الاختلافات بطرق سلمية رشيدة، نبذ العنف ثقافة وخطابا وممارسة، نبذ العصبوية بكل أشكالها، وأخيراً الوعي بحقوق المواطنة والمساواة بين جميع فئات المجتمع.
@Alkhalaqi_bh
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك