يتحدث الباحث البحريني، يوسف النشابة عن بداية نشأة الراوي "سارد الحكايات والخرافات"، إذ كان الإنسان الأول يعيش حياة بسيطة ويزاول مهن تقتصر على جمع الثمار أو الصيد.
ويضيف النشابة "مع عودته لعائلته، يسرد ما قام به من عمل بأدق التفاصيل. وحتى يجذب زوجته واولاده للإستماع إلى ما حدث كان يُضيف تفاصيل من نسج الخيال ومغامرات لم تحدث إلا في مخيلته".
ويقارب النشابة ما بين المجتمع البحريني والمجتمعات الأولى، إذ كان ينقسم المجتمع إلى 5 أقسام، وهي: المزارعون وهم الاغلبية، وغواصو اللؤلؤ وصيادو السمك، والصناع والحرفيين، ورجال الدين والخطباء، والطواشون والتجاروأصحاب الدكاكين والباعة المتجولون.
ويتابع النشابة "كان للمرأةِ دورٌ كبيرٌ في المساهمةِ في الحياةِ العملية، فكانت تزرعُ في المزارعِ جنبا إلى جنب مع الرجل، وتغزلُ القطنَ. إلى جانب دورها كزوجة ومربية أطفال. فكل فرد مشغول خلال وقت النهار. أما لياليهم فكانت للسهر، للرجال مجالسهم، وللنساء مجالسهنَ حيث تسرد الحكايات والخرافات".
"تعتبر الخرافة حكاية طويلة تتخللها أحداث قد يكون بعض أفرادها من السحرةِ والجان. يطلق على الحكايات مسميات مثل سوالف أو حزاوي، ومن يحكيها يطلقُ عليه حكواتي أو الراوي". وفق يوسف.
ويشير إلى أن "الراوي له القدرةُ على السردِ مصحوبًا بالحركات الجسديةِ المُعبرة مع تغير نغمات الصوت وذلك حسب تقمصهِ الدور المصاحب للشخصية في الحكاية. وهو يدفع الحضور للتفاعل معه".
ويبين "تستمد الحكاية التي يرويها الراوي من حيويته أثناء السرد لمجريات الخطابة، وهو ما يجعل جمهوره يعيشون الحكاية. وتربط ما بين الراوي والجمهور علاقة فقد يكونوا أقارب أو جيران أو أصدقاء. وهذه المعرفة تساعد في تفسير ما يرويه لهم من حكايات ".
ويؤكد "الحكاية الشعبية تنساب في ثلاثة اتجاهات من الراوي إلى الجمهور، ومن الجمهور إلى الراوي وذلك من خلال التعقيبات، ومما يدور بين الحضور أنفسهم."
ويتطرق النشابة إلى "الطبقات الصوتية التي تحاكي أصوات الشخصيات وتقليدها مثل أصوات الرجال من كبار السن والشباب وكذلك النسوة العجائز والجن والعفاريت والأصوات التي تمتاز بالغضب والمرح. وقد تتمثل في سرعة السرد والصمت لفترات قصيرة مقصودة بين مجريات أحداث الحكاية".
أسباب سرد الحكاية
يعلل يوسف النشابة أسباب سرد الحكايات إلى التسامر وقضاء ليالي الشتاء الطويلة، وغرس العقيدة الإسلامية وتعاليمها واخلاقياتها في نفوس الحضور والتعليم والتثقيف، إلى جانب طرح الموعظةِ الحسنة في الأمور الحياتية اليومية، وكسب الرزق الحلال، واحترام الكبير وتقدير الصغير.
ويستهلُ الراوي الحكاية بمقدمةٍ تُحفزُ المستمعين على الإنتباه، وهي إعلانٌ ببدء مجريات الحكاية التي تتطلبُ من الحضور عدم تغيير أماكنهم. وتختلف المقدمة من راوي لآخر ومن بلد لآخر. ونستعرض مقدمة الحكاية لعدد من الدول:
البحرين
زور بن زرزور اللي عمره ما حلف ولا كذب زور ذبح بقه وترس سبعة جدور وخله العيش واللحم منثور فوق الصواني تدور.
الكويت
ما يانا وياكم إلا خير لفانا ولفاكم وشر تعدانا و تعداكم و السوالف تروح و تي يا عاشقين النبي
عمان
اول ما نبدأ بِسْم الله الرحمن الرحيم ،ولا يحلو الكلام إلا بالصلاة على خير الأنام سيدنا محمد واله وسلم. كان يا ما كان. في قديم الزمان وسالف العصر والأوان
القطيف
كان ياما كان في قديم الزمان سلطان، ولا سلطان إلا الله، إذا ما كذبت أنا يغفر لي الله وإذا ما كذب الشيطان فليلعنه الله.
الجزائر
كان يا ماكان حتى كان الله في كل مكان، حتى كان الحبق، والسوسان في حِجر النبي العدنان.
المغرب
والتفاح، والنفاح، والقوارص على الصباح. بيت بابا عامرة ببرشا حكايات. هيا يا الأولاد ويا البنات. دوروا تلموّا بيا. بخرافتنا تحلى العشوية .
تونس
حچيتكم ما بجيتكم خير جانا ،و جاكم؛ اكل عشاكم، وفات خلاكم.
السودان
كالكما كلك عن مولانا هو اللي بالني بالك، ونبدأ الحكاية، وهو الرازقني، و رازقك
الخاتمة:
- هذي خريفة الطير عجاج.
- وطار الطير الله يمسيكم بالخير.
- رحت وخليتهم ما عدت أريتهم.
- وهذي خريفتي وعلى فلان بدالها..
نعمت صالح
فلسطين
إعداد :
د. يوسف أحمد بن ماجد النشابه
مملكة البحرين
المصادر
صفحات من التراث 4
صفحات من التراث 5
صفحات من التراث 6
الأصدقاء الذين تمت الأستعانة بهم في مستهل الحكاية
اعداد:
د. يوسف احمد النشابه
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك