بعد الحرب العالمية الثانية تشكلت قوى استطاعت أن تحصل على حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن وهذا الحق طالما عطل حقوقا وأفشل قرارات بسبب تملك بعض الدول فيه، إن العالم الآن يتشكل من جديد وهذا يحتاج من العرب والمسلمين إلى أن يحددوا موقعهم من ذلك لكي يكون لهم مكان حقيقي وهذا يحتاج من العرب والمسلمين إلى أن يشكلوا على الأقل حلفا متماسكا يستثمر مقومات القوة من كل الوطن العربي لكي تشعر دول العالم بأن العرب والمسلمين قوة دولية يجب احترامها وأخذها بعين الاعتبار بعد أن بدأت تتشكل الأقطاب في العالم وخصوصا بعد الحرب الروسية الأوكرانية والتي كشفت الكثير مما كان مخفيا خلف دعايات إعلامية.
تراجعت أمريكا كثيرا وظهر نجم الصين وروسيا وأوروبا بدأت في التحرك للانفصال عن أمريكا هذا سيؤدي إلى ظهور قوى على الساحة الدولية وستعمل كل قوة على حشد ما يمكن لكي تظهر على أنها قطب دولي وهذا سيعطي كل قطب امتيازات على مستوى السياسة الدولية التي ستتغير بشكل جذري وستتقدم قوى وستتقهقر قوى، وأن ما تقوم به بعض الدول لكي تحجم الدولار سيؤدي حتما إلى تراجع أمريكا بشكل خطير وقد يؤدي إلى ضرب أمريكا في مقتل إذا تضافرت الجهود لإسقاط الدولار وهذا حتما سيؤدي إلى إسقاط أمريكا وإن كانت أمريكا تتمتع بثروات ضخمة قد تساعدها على أن تبقى قوة لها تأثيرها في العالم ما لم يتم حدوث انقسام في الاتحاد الفيدرالي الأمريكي.
إن التحركات العالمية تسير بخطى سريعة لظهور أقطاب دولية لها تأثيرها وهذا ما يجب أن يسعى إليه العرب لكي يكونوا أحد الأقطاب في العالم والفرصة أمام العرب وتحتاج من القادة العرب إلى التحرك في الاتجاه الصحيح بشكل سيحسب له كل دول العالم ألف حساب.
إن التضامن والتآزر يجب أن يتشكل وبأقصى سرعة لأن القوة العربية والإسلامية يجب أن تشمل مقومات القوة السياسية والاقتصادية العربية والإسلامية وإذا ما تم ذلك فسيكون ذلك مقدمة لبناء اقتصادي عربي وإسلامي يؤدي إلى نهضة اقتصادية عربية إسلامية تنهض بالعرب والمسلمين جميعا وخصوصا بعد أن بدأت الحرب على الدولار وهذا سيجعل المستثمرين العرب يتجهون إلى الداخل العربي لكي يحافظوا على أموالهم التي قد تتعرض للانهيار بسبب احتمال انهيار العملات الأخرى والتي كانت تحتمي بغطاء هش بدأ ينكشف وبدأت كل دولة تعمل لكي تنقذ نفسها على حساب استثمارات الآخرين وإعلان إفلاس بعض البنوك هو سياسة إجرامية من جانب الحكومات الغربية لكي تؤدي إلى فقدان الدول الأخرى استثماراتها.
إن الوضع في دول العالم وخاصة أمريكا والدول الأوروبية يسير إلى أشكال من الانهيار بسبب انخراط تلك الدول في حرب مباشرة وهذا سيؤدي إلى انهيار خطير في تلك الدول التي اعتمدت اقتصاد الحرب وأوقفت عجلة الإنتاج بشكل خطير بسبب فقدان الطاقة والكساد الذي يضرب العالم وهذا أثر في الإنتاج العالمي وظهرت بوادر ذلك في المظاهرات التي تضرب أهم الدول في أوروبا فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وهذا ناقوس خطر لكل من غررت به الدعاية التي كانت تصور الغرب وكأنهم عباقرة ومثل يحتذى به وإذا بهم يعتمدون في الصناعة على النفط والغاز الروسي وبغبائهم وقفوا ضد روسيا فمثلهم كمثل الذي أطلق النار على قدمه.
إن هذا الوضع لا يخفى على القادة العرب ولهذا مطلوب أن يستعدوا لكي يكونوا جاهزين لكي يصبحوا جزءا من التحول الدولي الجديد، نحن نعرف أن القادة العرب يدركون ما يدور حولهم لكن الشعب العربي يحتاج إلى أن يرى شيئا ملموسا على الأرض والدعوة إلى اجتماع موسع يمكن أن ينجم عنه إعلان تشكيل حلف عربي إسلامي سيكون بمثابة تغيير استراتيجي في خريطة النظام العالمي.
{ كاتب ومحلل سياسي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك