في المجموعة القصصية «توقف الزمن هنا» التي صدرت طبعتها الثانية مؤخرا للكاتب البحريني عبدالحميد القائد من دار اسكرايب في القاهرة، نجد بأن بعد نهاية كل قصة لا بد أن تعترف بعقلك وينطق لسانك تلقائيًا:
حقًا توقف الزمن هنا.
اثنتان وثلاثون قصة قصيرة، استترت خلف كل قصة فكرة مختلفة عن سابقتها، وإن كانت جميعها تتفق وتدور حول لواء واحد.. لواء الإنسانية والوطنية التي مثلتها أبطال القصص، فمنهم من كان يبحث عن حلمه في غيابات السجن بعد أن تيقن عدمه في دنيا السراب، ومنهم من قتل نفسه إحياء لحبيبته من ميتتها حتى رافقها رقدتها، والآخر كانت ربطة عنقه وحدها مطمعًا للآخرين فيه، وأخرى قد سحرت حبيبها الرافض لها كي لا يمس غيرها مدى عمره، فكلها أفكار وقضايا قد تبدو غامضة، إلا أن بين سطورها حملت من المعاني ما تغص به الصدور، وتشرق له الروح، إنسانية ضائعة.. وطن يتحول إلى جحيم لمن كان إنسانا.. إنسانا فقط.
الحبكة:
تميزت كل قصة عن الأخرى في عرضها حسب مقتضى حالتها وفكرتها، فمنها ما اعتمدت على سرد وحوار، ومنها ما اتكأت على سرد فقط وقد أدت مغزاها بحرفية متقنة، وأبرز ما كان يميزها نهاياتها، التي جاءت أحيانًا واضحة، وأخرى يلفها الغموض، وكأن الكاتب جعل نهايتها ملكًا لعقل القارئ يخطها كيفما فهم وأدرك.
اللغة والأسلوب:
اتسمت بالفصحى المرنة التي طيَّعت كلماتها ومعانيها لما اقتضاه قلم الكاتب، وأراده أن يكون، فأضحت قوية جزلة، بثت كثيرا من المشاعر المتألمة والأنات الصامتة، التي ضمتها السطور بين ثنايا حروفها.
عناوين القصص:
كانت كلمات قصيرة غامضة واضحة في آن واحد، اقتنصت أبرز ما دارت حوله كل قصة، وجعلته وجهتها التي تجذب القارئ إليها ليتبين مرادها ومغزاها، فكل عنوان ستار قوي لما خلفه، قد برع الكاتب في اختياره لكل منها، وقلما يتحقق ذلك في غيرها.
كاتب من جمهورية مصر العربية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك