العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مجلس التعاون وتحقيق التوازن الإقليمي

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ١٧ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

كثيرة‭ ‬هي‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬بشأن‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بعضها‭ ‬إقليمي‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬عالمي‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬قوى‭ ‬كبرى‭ ‬أو‭ ‬منظمات‭ ‬مثل‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮«‬،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬المبادرات‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تضمنت‭ ‬آليات‭ ‬حقيقية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ففي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬تأسيس‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬مايو‭ ‬1981‭ ‬ليضم‭ ‬6‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬تجمعها‭ ‬قواسم‭ ‬مشتركة‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬هو‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭  ‬لثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬أولها‭: ‬إن‭ ‬توقيت‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬والأهداف‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬الميثاق‭ ‬المنشئ‭ ‬تؤكد‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬هو‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مظلة‭ ‬جماعية،‭ ‬وثانيها‭: ‬إن‭ ‬المفهوم‭ ‬الجماعي‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬جسدته‭ ‬آليات‭ ‬عملية‭ ‬وخاصة‭ ‬اتفاقية‭ ‬الدفاع‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬والتي‭ ‬تعادل‭ ‬مادتها‭ ‬الثانية‭ ‬المادة‭ ‬الخامسة‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ومضمونها‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭  ‬يعد‭ ‬اعتداءً‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬بما‭ ‬يستوجب‭ ‬الرد،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬آلية‭ ‬الأمن‭ ‬الذاتي‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬قوات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة‭ ‬وتطويرها‭ ‬عبر‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬وقد‭ ‬وجدت‭ ‬تلك‭ ‬المضامين‭ ‬سبيلها‭ ‬نحو‭ ‬التطبيق‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬الأزمات‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬خلال‭ ‬تاريخها،‭ ‬وثالثها‭: ‬اضطلاع‭ ‬المجلس‭ ‬بمهمة‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أساس‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬إنه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬تفاعلات‭ ‬القوى‭ ‬داخل‭ ‬الأقاليم‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬فإنها‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬ثلاث‭ ‬قوى‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬توافق‭ ‬عليه‭ ‬باحثو‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وهي‭ ‬القوة‭ ‬التدخلية‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مصالح‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬والقوة‭ ‬المناوئة‭ ‬التي‭ ‬تعارض‭ ‬أي‭ ‬تدخلات‭ ‬خارجية‭ ‬ثم‭ ‬القوة‭ ‬الموازنة‭ ‬التي‭ ‬بإمكانها‭ ‬ضبط‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‭ ‬الإقليمي‭ -‬العالمي‭.‬

‭ ‬ولعل‭ ‬الأمر‭ ‬الأهم‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬قد‭ ‬تطور‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المؤسسي‭ ‬أو‭ ‬ضمن‭ ‬رؤيته‭ ‬للشراكات‭ ‬الإقليمية‭ ‬عبر‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الحوارات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فمؤسسيا‭ ‬استحدث‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1997م‭ ‬هيئة‭ ‬استشارية‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬عضوا‭ ‬بواقع‭ ‬خمسة‭ ‬أعضاء‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬وتتمثل‭ ‬مهامها‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬رؤى‭ ‬علمية‭ ‬رصينة‭ ‬بشأن‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬إحالتها‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬حرص‭ ‬مسؤولي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬من‭ ‬قرب‭ ‬ومن‭ ‬منظور‭ ‬أبناء‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ذاتهم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استحداث‭ ‬آلية‭ ‬القمة‭ ‬التشاورية‭ ‬عام‭ ‬1999‭  ‬وتتسم‭ ‬بمرونة‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬آلية‭ ‬القمم‭ ‬الرسمية،‭ ‬فلا‭ ‬ترتبط‭ ‬بجدول‭ ‬أعمال‭ ‬أو‭ ‬متطلبات‭ ‬بروتوكولية‭ ‬وتتمثل‭ ‬أهميتها‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬آلية‭ ‬جماعية‭ ‬فعالة‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬مستجدات‭ ‬تتطلب‭ ‬تشاوراً‭ ‬عاجلاً‭ ‬بشأنها،‭ ‬كما‭ ‬يحرص‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬شراكاته‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬التنظيمات‭ ‬المماثلة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وكذلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوارات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬آلية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬تجاه‭ ‬الأطراف‭ ‬المختلفة‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬تقديري‭  ‬يظل‭ ‬هدف‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬لثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬أولها‭: ‬البنية‭ ‬الأمنية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬ودول‭ ‬جوارها‭ ‬تشهد‭ ‬فجوة‭ ‬في‭ ‬القوة‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬توترات‭ ‬إقليمية‭ ‬لعقود‭ ‬بعضها‭ ‬تمت‭ ‬إدارتها‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬نحو‭ ‬حروب‭  ‬ضروس‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬موقفاً‭ ‬حياديا‭ ‬تجاها‭ ‬مع‭ ‬سعي‭ ‬الأطراف‭ ‬المتصارعة‭ ‬لاستهداف‭ ‬مصالح‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬وثانيها‭: ‬إن‭ ‬الإقليم‭ ‬الخليجي‭ ‬كان‭- ‬ولايزال‭- ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأقاليم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬تنافساً‭ ‬إقليمياً‭ ‬وصراعاً‭ ‬إقليمياً‭-‬دولياً‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بسبب‭ ‬أهميته‭ ‬النفطية‭ ‬بل‭ ‬بسبب‭ ‬الموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬على‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬الحيوية‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬وثالثها‭: ‬إنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬تجارب‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الناجحة‭ ‬فإن‭ ‬مرتكزها‭ ‬الأساسي‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬توازن‭ ‬القوى،‭ ‬وهو‭ ‬المحور‭ ‬الذي‭ ‬تدور‭ ‬حوله‭ ‬أحداث‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬الراهنة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬رؤية‭ ‬طرف‭ ‬ما‭ ‬لتغيير‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬ومناوئة‭ ‬طرف‭ ‬آخر‭ ‬لتلك‭ ‬الرؤية‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أوجد‭ ‬صداما‭ ‬مسلحا‭ ‬عنيفا‭.‬

ولا‭ ‬يتسع‭ ‬المجال‭ ‬هنا‭ ‬لسرد‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المسارات‭ ‬تسير‭ ‬بوتيرة‭ ‬سريعة‭ ‬نسبياً‭ ‬مقارنة‭ ‬بأخرى‭ ‬ولكن‭ ‬التساؤل‭ ‬الأهم‭ ‬ما‭ ‬المستجدات‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الخليج‭ ‬أو‭ ‬الإقليم‭ ‬أو‭ ‬العالم؟

مما‭ ‬لاشك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬واقع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬اليوم‭ ‬يختلف‭ ‬جذرياً‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أتاحته‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أوجدته‭ ‬من‭ ‬تحديات‭  ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬دراسة‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬وكيفية‭ ‬ترسيخ‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬لمواجهتها،‭ ‬وإقليمياً،‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬والتأثر‭ ‬الشديد‭ ‬بين‭ ‬إقليم‭ ‬الخليج‭ ‬ومناطق‭ ‬جوار‭ ‬فرعية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬وشرق‭ ‬المتوسط،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التحولات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الراهنة‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬التنافس‭ ‬إلى‭ ‬الحوار‭ ‬وجميعها‭ ‬تطورات‭ ‬مهمة‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬المستقبلي‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬وعالمياً‭  ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أداء‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬يتكامل‭ ‬مع‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬وفقاً‭  ‬لما‭ ‬أتاحه‭ ‬الفصل‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬الميثاق‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬قانونية‭ ‬لعمل‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‭ ‬وما‭ ‬تستدعيه‭ ‬من‭ ‬انشغال‭ ‬أممي‭ ‬تتيح‭ ‬الفرصة‭ ‬الأكبر‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬للعمل‭ ‬وخاصة‭ ‬تجاه‭ ‬تسوية‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نجده‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬تجاه‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية‭ ‬وكذلك‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬اليمن‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭  ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬توخاها‭ ‬المجلس‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬فإن‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬للمجلس‭ ‬كقوة‭ ‬إقليمية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الذاتي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬الأمنية‭ ‬والدفاعية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بما‭ ‬يأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬التطور‭ ‬النوعي‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬وكذلك‭ ‬التهديدات،‭ ‬وتصدر‭ ‬التهديدات‭ ‬السيبرانية‭ ‬والأمن‭ ‬البحري‭ ‬وكذلك‭ ‬تحديات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬المشهدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬بما‭ ‬جعلها‭ ‬أولويات‭ ‬أمنية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ويتمثل‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬مخاطر‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬سيئ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استهداف‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭. ‬

إن‭ ‬أداء‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬فقط‭ ‬بأهدافها‭ ‬ورغبة‭ ‬أطرافها‭ ‬وإنما‭ ‬بما‭ ‬قد‭ ‬تتيحه‭ ‬البيئة‭ ‬الإقليمية‭ ‬وكذلك‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬تفرضه‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬بما‭ ‬يتطلب‭ ‬تعزيز‭ ‬المرونة‭ ‬والتكيف‭ ‬كسمتين‭ ‬لعمل‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تؤدي‭ ‬ضرورة‭ ‬وظيفية‭ ‬تتكامل‭ ‬مع‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تظل‭ ‬صمام‭ ‬أمان‭ ‬لأمن‭ ‬دولها‭ ‬الوطني‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحولات‭ ‬متسارعة‭ ‬تتطلب‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬استمرارية‭ ‬عمل‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬بفاعلية‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬استحداث‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التطورات‭.‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬

الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا