خلال فترة الصيام في شهر رمضان تزداد فرصة تكون حصوات المسالك البولية مع قلة شرب الماء أثناء اليوم، في المقال التالي يوضح الدكتور محمود شرف طبيب جراحة ومناظير المسالك البولية والتناسلية بمستشفى السلام التخصصي النصائح التي تقي من تكون الحصوات وتقي من الشعور بالمغص الكلوي بدرجاته المتفاوتة.
مفهوم تكون حصوات المسالك البولية:
كما نعلم جميعًا أن الكلية هي المصنع الأساسي لتكوين البول الذي يحتوي على كثير من الأملاح مثل الكالسيوم والصوديوم والأوكسالات وحمض البوليك، وكذلك يحتوي على كثير من المذيبات مثل السترات والماغنيسيوم؛ والتي تساعد على عدم ترسيب وإذابة هذه الأملاح وبالتالي تمنع تكون الحصوات، وكذلك فإن للبول درجة حموضة معينة تساعد على إذابة هذه الأملاح.
يمكن ببساطة توضيح مفهوم تكون حصوات المسالك البولية؛ فمع قلة الماء وزيادة أنواع معينة من الأملاح في الأطعمة والمشروبات، وقلة مذيبات هذه الأملاح أو تغيير حموضة البول بصورة ملحوظة فإن لتكون الحصوات بالمسالك البولية فرصة كبيرة؛ والعكس بالعكس.
أنواع حصوات المسالك البولية، وأعراضها، والفحوصات المطلوبة:
إن أغلب حصوات المسالك البولية تتكون من الكالسيوم والأوكسالات، وكذلك حمض البوليك أو حمض اليوريك – وخصوصًا مع داء النقرس – يلعب دورًا مهمًا في تكوين هذه الحصوات، بجانب أنواع أخرى من تلك الحصوات.
وأمّا عن الأعراض الناتجة عن حصوات المسالك البولية؛ ففي الغالب يكون المغص الكلوي هو العرض الأساسي والعرض المزعج لهذه الحصوات؛ ويكون غالبًا عبارة عن آلام حادة مفاجئة بأحد جانبي الجسم، ويمكن أن ينتقل إلى أسفل البطن في الرجال والنساء أو ينتقل إلى إحدى الخصيتين في الرجال مع احتمال وجود غثيان وميل للقيء أو حرقة في البول أو احمرار للبول.
وهنا يأتي دور الفحوصات الطبية لتكملة التشخيص من تحليل بول كامل، وعمل مزرعة وحساسية للبول، ومع بعض فحوصات الدم، وكذلك الأشعة المقطعية على المسالك البولية من دون صبغة مع الأشعة العادية.
وعن أهم نقاط العلاج لمرضى حصوات المسالك البولية:
لابد من تأكيد أهمية شرب الماء بكمية كافية أثناء اليوم من لترين إلى لترين ونصف اللتر يوميًا على الأقل والمؤشر لكمية الماء الكافية أثناء اليوم هو لون البول؛ فكلما كان لون البول مائلًا إلى الصفرة الداكنة يجب زيادة كمية الماء، وبالنسبة إلى الأطعمة والعصائر يجب تقليل الأطعمة والعصائر الغنية بالكالسيوم والصوديوم والأوكسالات وحمض البوليك، وزيادة الأطعمة والعصائر الغنية بالماغنسيوم والسترات.
وتلعب مناظير المسالك البولية دورًا مهمًا وحديثًا لتفتيت واستخراج حصوات المسالك البولية، بدايةً من منظار مجرى البول والمثانة البولية فمنظار الحالب غير المرن لحصوات أسفل الحالب، ومنظار الحالب المرن لحصوات أعلى الحالب وحصوات الكلى ثم منظار الكلى عن طريق فتحة صغيرة بالجلد حوالي 2 سم مباشرة على حصوات الكلى والتي يصل حجمها بالصورة المتشعبة لحجم كبير ملحوظ، كان في الماضي الطريق الوحيد للتخلص منها هو الشق الجراحي بكل مضاعفاته، ولكن في ظل استخدام هذه المناظير الحديثة وباستخدام الطرق العصرية لتفتيت الحصوات مثل الليزر، ومع الأدوات المختلفة المستخدمة لاستخراج أجزاء الحصوات بعد تفتيتها وتكون فترة إقامة المريض في المستشفى أقل مما كان سابقًا، وبالطبع فترة النقاهة أقصر، وكذلك الشعور بالألم بعد العملية أقل وبذلك يمكن تجنب كثير من المضاعفات السابقة لوجود هذه المناظير بتنوعها كما سبق ذكره.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك