العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الحرب في السودان وأخطاء جميع الأطراف

بقلم: د. عمرو الشوبكي

السبت ٢٢ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

اشتباكات‭ ‬السودان‭ ‬نتاج‭ ‬خيارات‭ ‬خاطئة‭ ‬وقع‭ ‬فيها‭ ‬الجميع،‭ ‬منذ‭ ‬نجاح‭ ‬الثورة‭ ‬السودانية‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2019‭ ‬في‭ ‬عزل‭ ‬البشير،‭ ‬حيث‭ ‬ارتكب‭ ‬المكون‭ ‬العسكري‭ ‬والمدني‭ ‬أخطاء‭ ‬فادحة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬يدفع‭ ‬الآن‭ ‬الشعب‭ ‬السوداني‭ ‬ثمنها‭ ‬من‭ ‬دماء‭ ‬أبنائه‭.‬

وقد‭ ‬تكون‭ ‬البداية‭ ‬حين‭ ‬أصرت‭ ‬القوى‭ ‬المدنية‭ ‬على‭ ‬إطالة‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية،‭ ‬عقب‭ ‬تشكيل‭ ‬المجلس‭ ‬السيادي‭ ‬الذي‭ ‬عانى‭ ‬من‭ ‬توزيع‭ ‬رأسي‭ ‬للسلطة‭ ‬على‭ ‬10‭ ‬أشخاص‭ ‬هم‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬يحتاج‭ ‬مواءمات‭ ‬كثيرة‭ ‬حتى‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬قرارا‭ ‬أو‭ ‬إصلاحا‭ ‬سياسيًّا‭ ‬كبيرا،‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يعاني‭ ‬أزمات‭ ‬اقتصادية‭ ‬عميقة‭ ‬وأيضاً‭ ‬حروباً‭ ‬وانقسامات‭ ‬سياسية‭ ‬وعرقية‭ ‬وجهوية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬تُعمِّق‭ ‬الخلافات،‭ ‬ولا‭ ‬تحلّها،‭ ‬إنما‭ ‬تُسكِّنها‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬حكومة‭ ‬منتخبة‭ ‬ولا‭ ‬نظام‭ ‬شرعي‭ ‬اتفق‭ ‬السودانيون‭ ‬على‭ ‬دعمه،‭ ‬إنما‭ ‬نظام‭ ‬ومشروع‭ ‬انتقالي‭.‬

وقد‭ ‬ساعدت‭ ‬هذه‭ ‬السيولة‭ ‬قائد‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري،‭ ‬الفريق‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان،‭ ‬على‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬عزل‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬حمدوك،‭ ‬والانقلاب‭ ‬على‭ ‬المسار‭ ‬السياسي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عمق‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬تيار‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬المدنية‭ ‬والمكون‭ ‬العسكري‭.‬

كما‭ ‬ارتكبت‭ ‬القوى‭ ‬المدنية‭ ‬الثورية‭ ‬خطأ‭ ‬آخر،‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬تركيزها‭ ‬منذ‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬حمدوك‭ ‬وحتى‭ ‬بعد‭ ‬استقالته،‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬أساسي‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬عزل‭ ‬قيادات‭ ‬النظام‭ ‬القديم‭ ‬والخلط‭ ‬بين‭ ‬مَنْ‭ ‬ارتكب‭ ‬جرائم‭ ‬دم‭ ‬أو‭ ‬فساد‭ ‬وإفساد،‭ ‬وقيادات‭ ‬وسطى‭ ‬وصغرى‭ ‬دخلت‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬صغيرة‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أحزاب‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬حاضنة‭ ‬من‭ ‬بقايا‭ ‬النظام‭ ‬القديم‭ ‬التفّ‭ ‬بعضها‭ ‬حول‭ ‬المكون‭ ‬العسكري،‭ ‬وناصبت‭ ‬‮«‬الحرية‭ ‬والتغيير‮»‬‭ ‬العداء،‭ ‬كما‭ ‬عانت‭ ‬قوى‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير‭ ‬نفسها‭ ‬انقسامات‭ ‬بين‭ ‬المجلس‭ ‬المركزي‭ ‬والكتلة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وخرج‭ ‬تيار‭ ‬جديد‭ ‬سمّى‭ ‬نفسه‭ ‬‮«‬قوى‭ ‬التغيير‭ ‬الجذري‮»‬،‭ ‬ورفع‭ ‬شعارات‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬عدم‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬شديد‭ ‬الغرابة،‭ ‬وغير‭ ‬متعارف‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تجارب‭ ‬الانتقال‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬ومضاد‭ ‬أصلاً‭ ‬لقيمة‭ ‬التفاوض،‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬نجاح‭ ‬الثورة‭ ‬السودانية‭.‬

وقد‭ ‬تجاهلت‭ ‬قوى‭ ‬التغيير‭ ‬وجود‭ ‬تيارات‭ ‬شعبية‭ ‬محافظة‭ ‬وتقليدية،‭ ‬وبعضها‭ ‬رحب‭ ‬بتدخل‭ ‬الجيش،‭ ‬مثل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لنظارات‭ ‬البجا‭ ‬والعموديات‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬السودان‭ ‬وغيرها‭.‬

وركزت‭ ‬قوى‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير‭ ‬والقوى‭ ‬الثورية‭ ‬على‭ ‬ورقة‭ ‬الشارع،‭ ‬التي‭ ‬رغم‭ ‬أهميتها‭ ‬ولولاها‭ ‬لما‭ ‬سقط‭ ‬حكم‭ ‬البشير،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬الثورة‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الصوت‭ ‬الاحتجاجي،‭ ‬ويتجاهل‭ ‬المهمة‭ ‬الأصعب،‭ ‬وهي‭ ‬بناء‭ ‬مشروع‭ ‬حزبي‭ ‬وسياسي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬حلول‭ ‬جديدة‭ ‬وغير‭ ‬تقليدية‭ ‬لبلد‭ ‬يعاني‭ ‬انقساماً‭ ‬مناطقيّا‭ ‬وقبليّاً‭ ‬وأزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬عميقة‭.‬

أخطأ‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية،‭ ‬وأخطأ‭ ‬قادة‭ ‬المكون‭ ‬العسكري‭ ‬بعزل‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬حمدوك‭ ‬وتأليب‭ ‬قطاع‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬السوداني‭ ‬على‭ ‬إداراتهم،‭ ‬وأصبحت‭ ‬البلاد‭ ‬طوال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬تعيش‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الجميع،‭ ‬فهناك‭ ‬الانقسام‭ ‬الذي‭ ‬ظل‭ ‬كامناً‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬والدعم‭ ‬السريع،‭ ‬وهناك‭ ‬الانقسام‭ ‬بين‭ ‬الفصائل‭ ‬المدنية،‭ ‬أي‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الثورية‭ ‬والقوى‭ ‬التقليدية‭ ‬والمحافظة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الثورية‭ ‬والقوى‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬ثورية‮»‬‭ (‬تيار‭ ‬التغيير‭ ‬الجذري‭).‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬استمرت‭ ‬طوال‭ ‬مرحلة‭ ‬انتقالية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬وطالب‭ ‬بمدها‭ ‬قوى‭ ‬التغيير‭ ‬المدنية‭ ‬تحت‭ ‬مبرر‭ ‬تفكيك‭ ‬النظام‭ ‬القديم‭ ‬أو‭ ‬البائد،‭ ‬فاكتشفنا‭ ‬أنها‭ ‬ففككت‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬وعمقت‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬العسكريين‭ (‬الجيش‭ ‬والدعم‭ ‬السريع‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬قوّت‭ ‬المحسوبين‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬القديم،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬السياسية‭ ‬حمّلته‭ ‬مسؤولية‭ ‬الاشتباكات‭ ‬الحالية‭.‬

والمؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬الانتقالي‭ ‬الذي‭ ‬مر‭ ‬بأزمات‭ ‬وانتكاسات‭ ‬واتفاقات‭ ‬لا‭ ‬تنفذ،‭ ‬وصل‭ ‬مؤخراً‭ ‬إلى‭ ‬توقيع‭ ‬جانب‭ ‬مؤثر‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬المدنية‭ ‬والثورية‭ ‬على‭ ‬‮«‬اتفاق‭ ‬إطاري‮»‬‭ ‬مع‭ ‬المكون‭ ‬العسكري،‭ ‬والذي‭ ‬خرجت‭ ‬منه‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬كان‭ ‬منوطاً‭ ‬بها‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬دمج‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭.‬

وقد‭ ‬تفجر‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬حين‭ ‬تمسك‭ ‬الجيش‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬الدمج‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬24‭ ‬شهراً،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬رأت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬ببساطة‭ ‬ترحيل‭ ‬مشكلة‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬تغير‭ ‬الظروف،‭ ‬فعشر‭ ‬سنوات‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬جداً،‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تلغي‭ ‬وجود‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬وتحلّها،‭ ‬إنما‭ ‬ستبقيها‭ ‬تمارس‭ ‬مهامها‭ ‬لعشر‭ ‬سنوات،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تجربة‭ ‬مماثلة،‭ ‬فعادة‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬دمج‭ ‬المليشيات‭ ‬والتنظيمات‭ ‬المسلحة‭ ‬عقب‭ ‬أي‭ ‬مواجهات‭ ‬أو‭ ‬حروب‭ ‬أهلية‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬محدودة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬حلها‭ ‬وتسليم‭ ‬سلاحها‭ ‬وتصبح‭ ‬القضية‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬دمج‭ ‬أفراد‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والمؤسسات‭ ‬النظامية‭.‬

والمؤكد‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬توحيد‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬القضية‭ ‬الأولى‭ ‬عقب‭ ‬سقوط‭ ‬البشير،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬نجاح‭ ‬أي‭ ‬انتقال‭ ‬ديمقراطي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬مؤسسة‭ ‬عسكرية‭ ‬موحدة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالدولة‭ ‬وليس‭ ‬النظام‭ ‬السياسي،‭ ‬ولا‭ ‬ينافسها‭ ‬أي‭ ‬تنظيمات‭ ‬عسكرية‭ ‬موازية‭.‬

وللأسف‭ ‬تم‭ ‬ترحيل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬أمام‭ ‬الأصوات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬والمواءمات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬طبيعة‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬حتى‭ ‬انفجرت‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الجميع‭.‬

الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬سيحسم‭ ‬خلال‭ ‬ساعات،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الوارد‭ ‬أن‭ ‬يحسمه‭ ‬الجيش‭ ‬لصالحه‭ ‬خلال‭ ‬أيام،‭ ‬ولكن‭ ‬خطر‭ ‬استمرار‭ ‬المعارك‭ ‬لأسابيع‭ ‬وأشهر‭ ‬وعمليات‭ ‬الكر‭ ‬والفر‭ ‬قائم‭ ‬أيضاً‭.‬

لقد‭ ‬تفجرت‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬الشقيق،‭ ‬وسيدفع‭ ‬ثمنها‭ ‬الأبرياء‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب،‭ ‬وإن‭ ‬من‭ ‬سيحسم‭ ‬المعركة‭ ‬العسكرية‭ ‬لصالحه‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يحوّلها‭ ‬إلى‭ ‬مكسب‭ ‬سياسي‭.‬

{ كاتب‭ ‬وباحث‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا