هل هناك بشر لا يحبون أوطانهم؟ وهل يتردد إنسان وطني في الفوز بالشهادة في سبيل الوطن ؟!، الحقيقة إن العكس هو الصحيح، خصوصا عندما يتعرض هذا الوطن لعديد من المؤامرات في الداخل والخارج تحاول تدمير كل ما فيه من حضارة وقيم، فالعراق هو البوابة الشرقية للأمة العربية، وهو أرض الرافدين لقد كان الإعلام غير وفي مع هذا القطر الشقيق بل كان مقصرا في حقه.
هذا الوطن الذي هو جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير فالحديث عن العراق تشعر معه بحالة من الحب والعشق، واليوم ونحن نرى ما حدث للعراق نشعر بالحزن والوجع لما حدث لهذا القطر الشقيق، ومما يؤسف له ما روجته بعض الدول الكبرى من أكاذيب، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وينتابنا شعور بأن ما حدث من عدوان عام 2003 على العراق كان نتاج سلسلة من المؤامرات، كان الهدف منها إرجاع العراق إلى زمن القرون الوسطى، بعد أن كان من الدول المتقدمة في التعليم والصحة والبنية التحتية.
السؤال: أين العراق اليوم؟ أين من كان حاميا للجبهة الشرقية للبلدان العربية؟ ويكفينا فخرا أن جيش العراق كان حينذاك من نسيج الشعب العراقي وكان يعد من الجيوش المتقدمة علميا وتكنولوجيا، بل كان في عداد الجيوش العشرة الكبار في العالم، إن العراق كان دائما مناصرا للأمة العربية.
واليوم بعد مرور 20 عاما على جريمة غزوه واحتلاله من قبل مجرمي الحرب الذين خططوا لهذه الحرب القذرة، نرى هؤلاء المجرمين يعيشون حياتهم من دون أن يتعرضوا لأي محاسبة حتى الآن، بل إنهم غارقون في المكاسب المالية والمناصب، وكانت إيران هي الرابحة، ومن دون خجل ظهر علينا الحاكم الأمريكي للعراق المحتل (بول بريمر) من خلال وسائل الإعلام المرئية، ليقول إنه لم يكن في العراق جيش، إذن لماذا قمت بحل الجيش طالما لسان حالك يقول لك هذا؟!
الحقيقة إذا لم تستح فافعل ما شئت، وفي هذا السياق تقول صحيفة (الجارديان البريطانية) بعد مرور 20 عاما على حرب العراق نجد أن النهاية التي شهدتها الحرب هي وصمة عار في جبين أمريكا وبريطانيا، وقال (دان جارفيس) الذي خدم مع الجيش البريطاني في العراق، وهو الآن نائب عن حزب العمال البريطاني، إن الضرر الذي سببته الحرب وشوهت به الرأي العام بدلا من أن يتلاشى أصبح أكثر وضوحا اليوم، وإن من بين كبار المسؤولين عن هذه الحرب كان الرئيس الأمريكي الأسبق (جورج بوش الابن) الذي حصل على كميات ضخمة من المال جراء غزوه للعراق.
إنه ليس من السهل أن تنطوي هذه الصفحة العدوانية التي خلفتها الدول الكبرى، فهي جريمة بكل معنى الكلمة، بعد أن كان شمال العراق من المناظر الجميلة مقصدا ومزارا سياحيا تسر به أعين الناظرين.
أما محافظة السليمانية فهي تمثل جبالا متدرجة بدرجات متعددة من الألوان التي تبدو لوحات بديعة هكذا كان العراق، إن ما حدث في العراق ليس أمرا عابرا وهنا أقف قليلا مع ما كتبته الأستاذة سميرة رجب من خلال مقالها القيم في ذكرى الهجوم على العراق إذ قالت: نتساءل ما المصالح التي حققها العرب الذين سعوا إلى الخلاص من العراق القوي؟ وما الذي كسبه بعض الزعماء العرب من سياق التآمر على استبدال العراق القوي بعراق هزيل مدمر يحتله الأمريكان، وتحكمه إيران وإسرائيل بالوكالة، في الحقيقة لا شيء سوى جلب العار، إن العراق الذي واجه أكثر من 33 دولة بهدف تحويله إلى القرون الوسطى كان الغرض منه أن يدفن تاريخه الممتد عبر 7 آلاف سنة.
إن التاريخ والجغرافيا هما من صنعا العراق وجعلا منه قوة بشرية واقتصادية وثقافية لقد كانت مؤامرة حملت في طياتها شعارا لا أساس له من الصحة هو سلاح الدمار الشامل وأعود مرة أخرى للعودة لما كتبته الأستاذة سميرة بن رجب (لابد من التنويه أن الصراع الإعلامي بين إسرائيل وإيران يمثل شكلا من أشكال الاختلاف على توزيع النفوذ من ينال الأكثر من (الغنيمة) وهذا الصراع ما هو إلا تقاطع صغير في حيز المصالح المتبادلة بين إسرائيل وإيران.. الآن أقول على العرب أن يصحوا من سباتهم العميق».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك