العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

المنامة والقاهرة وجهان لعملة التعايش والسلام

دلال‭ ‬العلوي‭ - ‬القاهرة

الاثنين ٠١ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

تصوير‭: ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة

استطاعت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العين‭ ‬الساهرة‭ ‬والشعلة‭ ‬النابضة‭ ‬بالمحبة‭ ‬أن‭ ‬تخطف‭ ‬أنظار‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬وتصبح‭ ‬نموذجاً‭ ‬مشرقاً‭ ‬بنهجها‭ ‬المتبع‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬كما‭ ‬تبوأت‭ ‬مكانة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬وجد‭ ‬التاريخ‭ ‬النابض‭ ‬بإنجازاتها‭ ‬الممنهجة‭ ‬لنبذ‭ ‬التعصب‭ ‬والكراهية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬لتقوية‭ ‬أواصر‭ ‬الثقافات‭ ‬بين‭ ‬الأوطان‭ ‬وضرورة‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬لغة‭ ‬السلم‭ ‬والحوار‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬إلى‭ ‬الغرب‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الطوائف‭ ‬والأديان‭ ‬مهما‭ ‬تباعدت‭ ‬المسافات‭ ‬واختلفت‭ ‬اللغات‭ ‬والمعتقدات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الإنسانية‭ ‬النابضة‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬ضمائرنا‭ ‬تجمعنا‭ ‬بمن‭ ‬يؤمن‭ ‬بأخلاقيات‭ ‬التعايش‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وزمان‭ ‬وعلى‭ ‬مر‭ ‬العصور‭ ‬والأجيال،‭ ‬تلك‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬التي‭ ‬سنورّثها‭ ‬لأبنائنا‭ ‬بالولاء‭ ‬المطلق‭ ‬والانتماء‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيّبة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لنشر‭ ‬عبق‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬مشرقه‭ ‬إلى‭ ‬مغربه‭.‬

وبرعاية‭ ‬ملكية‭ ‬سامية‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬دشن‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬البحرين،‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‮»‬‭ ‬كأول‭ ‬مدينة‭ ‬عربية‭ ‬إفريقية‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭ ‬عاصمة‭ ‬سيّدة‭ ‬الحضارات‭ ‬العظيمة‭ ‬نكمل‭ ‬المشوار‭ ‬برحلة‭ ‬تدشين‭ ‬تلك‭ ‬الوثيقة‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬فكر‭ ‬وفلسفة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وتتضمن‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬تشكل‭ ‬ركائز‭ ‬التعايش‭ ‬كمنهج‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والتي‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬أسس‭ ‬تاريخية‭ ‬حول‭ ‬التعايش‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والنهج‭ ‬الديني‭ ‬القويم،‭ ‬وذلك‭ ‬بحضور‭ ‬مختلف‭ ‬الأطياف‭ ‬من‭ ‬السفراء‭ ‬والدبلوماسيين‭ ‬والمسؤولين‭ ‬والمهتمين‭ ‬ومنتسبي‭ ‬كرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭. ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬المهمة‭ ‬تفوّق‭ ‬ونجاح‭ ‬رسالة‭ ‬التعايش‭ ‬والسلام‭ ‬التي‭ ‬يوصي‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للعالم‭ ‬ورؤيته‭ ‬النيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعايش‭ ‬محليا‭ ‬وعربياً‭ ‬عالميا‭ ‬والتي‭ ‬تعزز‭ ‬لغة‭ ‬التواصل‭ ‬والمحبة‭ ‬والتفاهم‭ ‬بين‭ ‬العلاقات‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬تلك‭ ‬الانطلاقة‭ ‬تم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بمرور‭ ‬50‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تم‭ ‬تكريم‭ ‬أول‭ ‬سفير‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الوجيه‭ ‬تقي‭ ‬البحارنة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬دار‭ ‬الأوبرا‭ ‬المصرية‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬داغر،‭ ‬وذلك‭ ‬تقديراً‭ ‬لإسهاماته‭ ‬وجهوده‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬مستمرة‭ ‬جيل‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭ ‬وعطائه‭ ‬الفكري‭ ‬والأدبي‭ ‬اللامحدود،‭ ‬حيث‭ ‬استمتع‭ ‬الحضور‭ ‬بكلمته‭ ‬المؤثرة‭ ‬وببعض‭ ‬من‭ ‬قصائده‭ ‬الوطنية‭ ‬الشامخة‭ ‬التي‭ ‬تشرق‭ ‬منها‭ ‬الآمال‭ ‬والسلام‭ ‬وتؤكد‭ ‬أصالة‭ ‬الثقافات‭ ‬والعلاقات‭ ‬الطيبة‭ ‬بين‭ ‬المنامة‭ ‬والقاهرة‭. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬للأغاني‭ ‬الوطنية‭ ‬البحرينية‭ ‬نصيب‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬الموسيقي‭ ‬والثقافي‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬دار‭ ‬الأوبرا‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬ساحرة‭ ‬لن‭ ‬يفارق‭ ‬أثرها‭ ‬ذاكرة‭ ‬الحضور،‭ ‬ليلة‭ ‬فنية‭ ‬مليئة‭ ‬بالحب‭ ‬مع‭ ‬فرقة‭ ‬البحرين‭ ‬للموسيقى‭ ‬بقيادة‭ ‬المايسترو‭ ‬زياد‭ ‬زيمان،‭ ‬ومشاركة‭ ‬عملاق‭ ‬الأغنية‭ ‬البحرينية‭ ‬أحمد‭ ‬الجميري‭ ‬والفنان‭ ‬حسين‭ ‬أسيري‭ ‬والفنانة‭ ‬الشابة‭ ‬هند‭ ‬ديتو‭.‬

كما‭ ‬كان‭ ‬للإعلام‭ ‬البحريني‭ ‬والمصري‭ ‬جهود‭ ‬ضخمة‭ ‬لاهتمامهم‭ ‬بنقل‭ ‬الصورة‭ ‬المشرّفة‭ ‬لهذا‭ ‬الحدث‭ ‬العالمي،‭ ‬بمصداقية‭ ‬مطلقة‭ ‬شدّت‭ ‬الانتباه‭ ‬وشغلت‭ ‬حديث‭ ‬العالم‭ ‬بإيجابية‭ ‬نحو‭ ‬نبذ‭ ‬الكراهية‭ ‬والطائفية‭ ‬وتعزيز‭ ‬التقارب‭ ‬بجميع‭ ‬ألوانه‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الثقافات،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬متانة‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬المصرية‭ ‬والارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬بدعم‭ ‬مطلق‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وأخيه‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تحقق‭ ‬أهداف‭ ‬مشرّفة‭ ‬ومرآة‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أكثر‭ ‬الإنجازات‭ ‬نجاحاً‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والثقافية،‭ ‬كما‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭ ‬مواقف‭ ‬أخوية‭ ‬مؤيدة‭ ‬للغة‭ ‬السلم‭ ‬والاحترام‭ ‬والتي‭ ‬نقشت‭ ‬بحبر‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬التاريخ،‭ ‬كما‭ ‬يعبّر‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتحضر‭ ‬الفكري‭ ‬عن‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬بوصلة‭ ‬الشعوب‭ ‬نحو‭ ‬التقدّم‭ ‬والنماء‭ ‬والازدهار‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا