أدى ارتفاع مستويات الإصابة بالسرطان بين الرجال وكذلك المشكلات الجنسية الشائعة إلى خلق حالة من القلق بين المختصين في صحة الرجل دفعت إلى التفكير للالتفات للمشكلات الصحية المتعلقة بالرجل وأخذها على محمل مهم بداية من طرق الوقاية من تلك الأمراض إلى أحدث طرق علاج المصابين. في الحوار التالي مع الدكتور داس سنتعرف على أكثر الأمراض شيوعا وخطورة والتي تهدد صحة الرجل.
ما هي أكثر الأمراض شيوعا وتهدد صحة الرجل؟
على الرغم من أن الرجال يبدون أقوى جسديًا من النساء إلا أنهم أكثر عرضة للمعاناة من حالات صحية مزمنة. الأمراض الشائعة التي يعاني منها الرجال هي أمراض القلب ومتلازمة التمثيل الغذائي (وهي حالة صحية ناجمة عن مزيج من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة) ونقص هرمون التستوستيرون (المعروف أيضًا باسم نقص الأندروجين عند كبار السن) والسرطان والاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك غالبًا ما تؤثر المشكلات المتعلقة بالبروستاتا، سرطان البروستاتا وتضخم البروستاتا (BPH)، للرجال مع تقدمهم في السن.
فمتوسط العمر المتوقع للرجل في جميع أنحاء العالم أقل بحوالي 5 سنوات من العمر المتوقع للمرأة.
هل هناك أعراض واضحة أو متشابهة لهذه الحالات؟
غالبًا ما تكون المشكلات الصحية لدى الرجال صامتة أو تبدأ منخفضة الشدة. الأعراض الشائعة التي قد تحدث هي التعب البسيط المحتمل، وتقلبات المزاج، وزيادة الوزن أو فقدان الوزن غير المبرر، والخمول، والاكتئاب، ومشاكل العلاقة الحميمة، وفقدان الذاكرة، وضيق التنفس، وألم الصدر، والدوخة، وصعوبة التبول، ودم في البول. وفقًا لدراسة أجرتها الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة يذهب 38 بالمائة من الرجال إلى الطبيب فقط عندما يكونون مرضى للغاية أو عندما لا تختفي الأعراض من تلقاء نفسها.
لكن الشعور بالصحة لا يعني أن تكون بصحة جيدة، كما أن انتظار تحسن المشكلات بمرور الوقت قد يؤدي إلى مضاعفات أو تأخر التشخيص، حتى أن مشكلة صغيرة قد تكون من أعراض مرض أو مرض أكثر خطورة.
ما هي أسباب ذلك؟
يعاني الرجال في كثير من الأحيان من حالات صحية مزمنة بسبب نمط حياتهم الغير صحي والعوامل البيولوجية والاجتماعية. وتشمل هذه التدخين، والكحول وتعاطي المخدرات، والإجهاد، والهرمونات، والتمثيل الغذائي، والجينات، وعدم ممارسة الرياضة، والنظام الغذائي غير الصحي، وعدم إجراء الفحوصات بانتظام. التستوستيرون هو هرمون الذكورة الرئيسي وتنخفض مستوياته عند الرجال بنسبة 1% كل عام ابتداءً من سن 30-40 سنة، يعاني العديد من الرجال من انخفاض حاد في هرمون التستوستيرون مع تقدمهم في السن، ويمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون إلى تغيرات في الحالة المزاجية، والنوم، وفقدان كتلة العضلات، وهشاشة العظام، وخطر الإصابة بالكسور، ومشاكل في العلاقة الحميمة.
تنمو أيضًا غدة البروستات (غدة تقع أسفل المثانة البولية وأمام المستقيم عند الرجال) مع تقدم الرجال في السن. يواجه بعض الرجال نموًا متسارعًا وهذا يؤدي إلى عدد من المشاكل الصحية والبولية.
ماذا عن المضاعفات؟
يمكن أن تكون عواقب إهمال المشاكل الصحية للرجال خطيرة، اذ يمكن أن يؤدي عدم علاج مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومتلازمة التمثيل الغذائي إلى السكتة الدماغية والنوبات القلبية مع مضاعفات شديدة ويؤدي انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون إلى تدني نوعية الحياة وضعف الأداء ويؤثر سلبًا على العلاقات الشخصية. يمكن أن تؤدي حالة انخفاض هرمون التستوستيرون المستمرة أيضًا إلى مخاطر صحية مثل زيادة الوفيات لجميع الأسباب ومرض الشريان التاجي والسكتة الدماغية، قد يؤدي إهمال الأعراض البولية إلى أمراض خطيرة مثل الفشل الكلوي وسرطان البروستاتا المتقدم.
كيف يكون التشخيص؟
يبدأ تشخيص هذه الحالات بزيارة طبيب ممارس من ذوي الخبرة في هذه الحالات، وبعد أخذ التاريخ المرضي وإجراء الفحوصات الشاملة يتم الوصول للتشخيص الصحيح ووضع خطة العلاج المناسبة.
ما هي أحدث طرق العلاج؟
بالنسبة للرجال الذين يعانون من انخفاض هرمون التستوستيرون فإن المكملات الغذائية المصرح بها هي خيار العلاج الأمثل، تتوفر تركيبات مختلفة ويحتاج المرضى إلى اتباع بروتوكول معين ومخصص كما يحتاج المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري ومتلازمة التمثيل الغذائي إلى أساليب علاجية مخصصة ومتابعة دورية.
قد يستفيد المرضى الذين يعانون من مشاكل متعلقة بالبروستاتا من التطورات الحديثة الأقل توغلاً مثل ريزوم والليزر والجراحات الروبوتية.
كيف نتجنب هذه الأمراض؟
أسلوب الحياة الصحي هو المفتاح. اتباع نظام غذائي صحي مع تناول حصص كافية من الفاكهة والخضروات، وممارسة الرياضة ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، والامتناع عن التدخين، وتقليل التوتر والحصول على قسط كافٍ من النوم هي بعض الإجراءات المقترحة على المرضى، أولئك الذين يعانون من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول يجب أن يخضعوا لمراقبة دورية وأن يكونوا على دراية بعلاجهم. يمكن أن يساعد إجراء الفحص الطبي في إنقاذ الأرواح واستخدام عيد ميلاد الشخص كتذكير للفحص الصحي السنوي هو نهج مقترح.
أخيرًا، تحدث إلى زملائك وأفراد أسرتك حول نمط حياة أكثر صحة وشجعهم على الخضوع لفحص طبي لحماية صحتهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك