العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«درب.. درب».. التمهيد مطلوب أولا

أول‭ ‬السطر‭:‬

تحية‭ ‬إجلال‭ ‬وامتنان‭ ‬واجبة‭ ‬ومقدرة‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬بقيادة‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬على‭ ‬جهودها‭ ‬الوطنية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬إجلاء‭ ‬المواطنين‭ ‬البحرينيين‭ ‬العالقين‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬السودان‭ ‬جراء‭ ‬الأوضاع‭ ‬الحاصلة‭ ‬هناك،‭ ‬وتأمين‭ ‬عودتهم‭ ‬للوطن‭.  ‬

‮«‬درب‭.. ‬درب‮»‬‭.. ‬التمهيد‭ ‬مطلوب‭ ‬أولا‭:‬

في‭ ‬تاريخنا‭ ‬الخليجي‭ ‬القديم‭ ‬كانت‭ ‬عبارة‭: ‬‮«‬درب‭ ‬درب‮»‬‭.. ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬الضيف‭ ‬سوف‭ ‬يدخل‭ ‬البيت‭ ‬ويطلب‭ ‬الاستئذان‭ ‬والالتزام‭ ‬بحرمة‭ ‬البيت،‭ ‬والتستر‭ ‬وعدم‭ ‬الانكشاف‭ ‬على‭ ‬الضيوف،‭ ‬احتراما‭ ‬للخصوصية‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭.. ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬العبارة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬سمعها‭ ‬أبناء‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬المسلسلات‭ ‬الشامية،‭ ‬حينما‭ ‬يقول‭ ‬الضيف‭ ‬لأهل‭ ‬البيت‭: ‬‮«‬يا‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬الله‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الأسواق‭ ‬قديما‭ ‬كنا‭ ‬نسمع‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬بالك‭ ‬بالك‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬يطلقها‭ ‬العامل‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬الأغراض‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يصطدم‭ ‬بالناس‭.. ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬نسمع‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬خشب‭ ‬خشب‮»‬‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬المكي‭ ‬عند‭ ‬الطواف‭ ‬أو‭ ‬السعي،‭ ‬من‭ ‬المطوفين‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬على‭ ‬خشبة،‭ ‬ويطلقونها‭ ‬كي‭ ‬يقوم‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬المعتمرين‭ ‬والحجاج‭ ‬بإفساح‭ ‬الطريق‭ ‬لهم‭. ‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬العبارات‭ ‬تحمي‭ ‬الناس،‭ ‬وتحدد‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقات‭ ‬المشتركة،‭ ‬والحقوق‭ ‬والواجبات،‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬والإرشاد،‭ ‬بكل‭ ‬عفوية‭ ‬وبساطة،‭ ‬ودون‭ ‬تعنيف‭ ‬أو‭ ‬تجريح،‭ ‬في‭ ‬عرف‭ ‬اجتماعي‭ ‬جميل‭ ‬ارتضى‭ ‬به‭ ‬الكل‭ ‬واحترموه،‭ ‬وكان‭ ‬بمثابة‭ ‬الحماية‭ ‬والحصانة‭ ‬للضيف‭ ‬إن‭ ‬رأى‭ ‬شيئا‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬أو‭ ‬العامل‭ ‬إن‭ ‬صدم‭ ‬بعربته‭ ‬أحدا‭ ‬في‭ ‬السوق‭.‬

نقول‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬العبارات‭ ‬كانت‭ ‬تحدد‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي،‭ ‬ولربما‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬اليوم‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬المعيشية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬أخبار‭ ‬تشكل‭ ‬صدمة‭ ‬للناس‭ ‬والرأي‭ ‬العام،‭ ‬وتأتي‭ ‬لهم‭ ‬دونما‭ ‬تمهيد‭ ‬ولا‭ ‬استعداد،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬تكون‭ ‬معاكسة‭ ‬ومغايرة‭ ‬لما‭ ‬يتم‭ ‬نشره‭ ‬وتسويقه‭ ‬وتداوله‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬والمواقع‭.‬

ذلك‭ ‬أن‭ ‬تهيئة‭ ‬الناس‭ ‬لأي‭ ‬قرار‭ ‬أو‭ ‬توجه‭ ‬معين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع،‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬والقبول،‭ ‬والإصلاح‭ ‬والتطوير،‭ ‬والتعديل‭ ‬والتقويم،‭ ‬وتخفيف‭ ‬الآثار‭ ‬والتداعيات،‭ ‬والسلبيات‭ ‬والأضرار‭.. ‬والعكس‭ ‬هو‭ ‬الصحيح‭ ‬تماما‭.‬

على‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬المؤسف‭ ‬والغريب‭ ‬أنك‭ ‬قد‭ ‬تجد‭ ‬أناسا‭ ‬ومنابر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع،‭ ‬قد‭ ‬تتصدر‭ ‬المشهد،‭ ‬وتشجع‭ ‬الدولة‭ ‬‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬صادم‭ ‬للناس،‭ ‬أو‭ ‬مفاجئ‭ ‬ومحبط‭ ‬للرعية،‭ ‬وتضع‭ ‬التبريرات‭ ‬والأسباب،‭ ‬وتجمل‭ ‬الأخطاء‭ ‬والكوارث،‭ ‬وتلك‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬العربي‭ ‬السابق‭ ‬بـ«الأمشجية‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحاضر‭ ‬‮«‬البودي‭ ‬جارد‮»‬‭.. ‬ففي‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬وظيفة‭ ‬ومهنة‭ ‬مخصصة‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬ويطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬الأمشجي‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لعربة‭ ‬من‭ ‬عربات‭ ‬علية‭ ‬القوم‭ ‬وكبار‭ ‬رجال‭ ‬الدولة،‭ ‬وكان‭ ‬يفاجئ‭ ‬الناس‭ ‬بالضرب‭ ‬بالسوط،‭ ‬كي‭ ‬يفسحوا‭ ‬الطريق‭ ‬للشخص‭ ‬القادم،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يحذرهم‭ ‬بصوته‭ ‬فقط‭.‬

آخر‭ ‬السطر‭:     ‬

نشكر‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬على‭ ‬تفاعلها‭ ‬الكريم‭ ‬بخصوص‭ ‬ما‭ ‬نشرناه‭ ‬بالأمس‭ ‬عن‭ ‬شكوى‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬نقص‭ ‬بعض‭ ‬الأدوية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا