العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الرؤية السعـوديـة 2030 والنهوض بالتعليم الأهلي.. كليات عنيزة مثالا (3)

بقلم: د. أسعد حمود السعدون

الأربعاء ٠٣ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

سعت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬منفرد‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭  ‬التنسيق‭ ‬الأوسع‭ ‬في‭ ‬إطارها‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭ ‬لبناء‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬عبر‭ ‬إنشاء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الاهلي،‭ ‬وتحسين‭ ‬مستواه،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بكفايته،‭ ‬وتجويد‭ ‬أدائه،‭ ‬وتحديث‭ ‬تخصصاته‭ ‬ومناهجه‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬ووفقا‭ ‬لما‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬ثورة‭ ‬علمية‭ ‬وتقنية‭ ‬ومعلوماتية‭ ‬معاصرة،‭ ‬وترصين‭ ‬مستوى‭ ‬الطلاب‭ ‬والطالبات‭ ‬المسجلين‭ ‬فيه،‭ ‬وتعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬والتي‭ ‬تعرف‭ ‬بأنها‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬ممنهج‭ ‬لمجموعـة‭ ‬مـن‭ ‬المعـارف‭ ‬والمهـارات‭ ‬والكفايـات‭ ‬والقيـم‭ ‬الكامنـة‭ ‬في‭ ‬الفرد،‭ ‬والتي‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬كيانه‭ ‬الشخصي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭. ‬فيما‭ ‬عرفتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بانها‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تطوير‭ ‬قدرات‭ ‬الأفراد‭ ‬والجماعات‭ ‬والمنظمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والمجتمعات‭ - ‬بشكل‭ ‬فردي‭ ‬وجماعي‭- ‬لتحديد‭ ‬الأهداف‭ ‬وتحقيقها،‭ ‬وأداء‭ ‬الوظائف،‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات،‭ ‬وتطوير‭ ‬الوسائل‭ ‬وتهيئة‭ ‬البيئة‭ ‬الملائمة‭ ‬لذلك‭. ‬وقد‭ ‬حرصت‭ ‬حكومات‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬جاهزية‭ ‬المواطنين‭ ‬لدخول‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وكان‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بمثابة‭ ‬المختبر‭ ‬الاوسع‭ ‬لتعزيز‭ ‬تلك‭ ‬الجاهزية،‭ ‬ودعم‭ ‬ثقافة‭ ‬الابتكار‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال‭. ‬فهو‭ ‬يمثل‭ ‬القدوة‭ ‬الأكثر‭ ‬ريادية‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬أنجع‭ ‬أساليب‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬ومنه‭ ‬تنتقل‭ ‬إلى‭ ‬قطاعات‭ ‬المجتمع‭ ‬الأخرى‭. ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬شجعت‭ ‬وزارات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بدول‭ ‬المجلس‭ ‬جامعاتها‭ ‬الحكومية‭ ‬والأهلية‭ ‬على‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬التعاون‭ ‬والتبادل‭ ‬العلمي‭ ‬مع‭ ‬الجامعات‭ ‬الرصينة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة،‭ ‬واستقطاب‭ ‬الكفاءات‭ ‬العلمية‭ ‬المشهودة‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عقد‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الدورية‭ ‬بين‭ ‬وزراء‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭  ‬لمناقشة‭ ‬سبل‭ ‬النهوض‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬ومتابعة‭ ‬التطورات‭ ‬العلمية‭ ‬العالمية‭ ‬وبحث‭ ‬إمكانية‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭.‬

وقد‭ ‬أنشأ‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الشبكة‭ ‬الخليجية‭ ‬لضمان‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬قمة‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬والمنعقدة‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬لأجل‭ ‬النهوض‭ ‬بجودة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بدول‭ ‬المجلس،‭ ‬وقد‭ ‬حققت‭ ‬جامعات‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬إنجازات‭ ‬مرموقة،‭ ‬حيث‭ ‬حازت‭ ( ‬18‭) ‬جامعة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬ترتيب‭ ‬ضمن‭ ‬تصنيف‭  (‬QS‭) ‬خلال‭ ‬عام‭ (‬2020-2021‭ ) ‬لاعتمادها‭ ‬معايير‭ ‬عالمية‭ ‬في‭ ‬التدريس؛‭ ‬فقد‭ ‬حصلت‭ ‬جامعة‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬على‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬عربياً‭ ‬و‭(‬143‭) ‬عالمياً،‭ ‬وجامعة‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬للبترول‭ ‬والمعادن‭ ‬الثانية‭ ‬عربياً؛‭ ‬وجامعة‭ ‬خليفة‭ ‬للعلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الثالثة‭ ‬عربياً،‭ ‬وجامعة‭ ‬قطر‭ ‬الخامسة‭ ‬عربياً،‭ ‬وجامعة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬السادسة‭ ‬عربياً‭ ‬و‭(‬284‭) ‬عالمياً؛‭ ‬تلتها‭ ‬جامعة‭ ‬الملك‭ ‬سعود‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬السابعة‭ ‬عربياً‭ ‬و‭(‬287‭) ‬عالمياً،‭ ‬أما‭ ‬الثامنة‭ ‬فكانت‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الشارقة،‭ ‬ثم‭ ‬التاسعة‭ ‬جامعة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس،‭ ‬وبمرتبة‭ (‬475‭) ‬عالمياً‭ . ‬وفي‭ ‬عام‭ (‬2022-2023‭) ‬احتلت‭ ‬جامعة‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬عربيا‭ ‬أيضا،‭ ‬و‭(‬106‭) ‬عالميا،‭ ‬وجامعة‭ ‬قطر‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬عربيا‭ ‬والمركز‭ (‬108‭) ‬عالميا،‭ ‬وجامعة‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬للبترول‭ ‬والمعادن‭ ‬الثالثة‭ ‬عربيا‭ ‬و‭(‬160‭) ‬عالميا‭. ‬وجامعة‭ ‬الملك‭ ‬سعود‭ ‬الرابعة‭ ‬عربيا‭ ‬و‭(‬237‭) ‬عالميا،‭ ‬وجامعة‭ ‬الإمارات‭ ‬السادسة‭ ‬عربيا‭ ‬و‭(‬296‭) ‬عالميا‭. ‬وجامعة‭ ‬خليفة‭ ‬السابعة‭ ‬عربيا،‭ ‬وجامعة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬الثامنة‭ ‬عربيا،‭ ‬والجامعة‭ ‬الامريكية‭ ‬في‭ ‬الشارقة‭ ‬التاسعة‭ ‬عربيا‭.‬

ومن‭ ‬صور‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬تنظيم‭ ‬اللقاءات‭ ‬السنوية‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجامعات‭ ‬والكليات‭ ‬بدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬آخرها،‭ ‬اللقاء‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرون‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الإمام‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬فيصل‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بتاريخ‭ (‬25-26‭) ‬يناير‭ ‬2023‭ ‬وتمخض‭ ‬عنه‭ ‬إصدار‭ ‬بيان‭ ‬حافل‭ ‬بالقرارات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬بدور‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬ترقية‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬مثل‭ ‬تدشين‭ ‬قاعدة‭ ‬المعلومات‭ ‬الخليجية‭ (‬جسر‭) ‬بصيغتها‭ ‬الجديدة‭ ‬والمقدمة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬للعلوم‭ ‬والتقنية،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬المدينة‭ ‬بإنشاء‭ ‬دليل‭ ‬إجراءات‭ ‬حوكمة‭ ‬قاعدة‭ ‬المعلومات‭ ‬الخليجية‭. ‬كما‭ ‬أوصى‭ ‬اللقاء‭ ‬بقيام‭ ‬جامعات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بدول‭ ‬المجلس‭ ‬بتنظيم‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬بشأن‭ ‬تجاربها‭ ‬حول‭ ‬حماية‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والدينية‭ ‬والأسرية‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الخليجية،‭  ‬كما‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬الدليل‭ ‬الاسترشادي‭ ‬الموحد‭ ‬للتطوير‭ ‬المهني‭ ‬لأعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس‭ ‬بالجامعات‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬وأفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬بالمنصات‭ ‬التعليمية‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬جامعات‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الممكنات‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬المناسبة‭ ‬لعمل‭ ‬المنصات‭ ‬التعليمية،‭ ‬وإشراك‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬التعليمي‭ ‬لتقديم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحلول‭. ‬كما‭ ‬أوصى‭ ‬اللقاء‭ ‬بتشكيل‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬الكويت،‭ ‬وجامعة‭ ‬جدة،‭ ‬وجامعة‭ ‬الدوحة‭ ‬للعلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬وجامعة‭ ‬الطائف‭ ‬وجامعة‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬لطرح‭ ‬برامج‭ ‬أكاديمية‭ ‬مشتركة‭ ‬متعلقة‭ ‬بالتكنولوجيات‭ ‬المستقبلية،‭ ‬وتضمنت‭ ‬التوصيات‭ ‬أيضا‭ ‬قيام‭ ‬جامعة‭ ‬الإمام‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬فيصل‭ ‬بتأسيس‭ ‬برنامج‭ ‬خليجي‭ ‬مشترك‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬المهني‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬والقيادة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬لأعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس،‭ ‬وتقوم‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بالبحرين‭ ‬بتقديم‭ ‬تصور‭ ‬لبرامج‭ ‬أكاديمية‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬بمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬لدول‭ ‬المجلس‭. ‬

 

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا