كشفت البعثة الأثريّة البولنديّة الأمريكيّة المشتركة في مدينة برنيكي، بإشراف المجلس الأعلى للآثار في مصر، عن تمثال لبوذا من العصر الرّوماني، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تجريها بمعبد المدينة الأثريّة، بحسب بيان نشره الحساب الرّسمي لوزارة السياحة والآثار المصريّة عبر موقع "فيسبوك" الأربعاء.
وأكّد البيان أن موسم حفائر البعثة الحاليّة شهد العديد من الأدلّة المهمّة لوجود صلات تجاريّة بين مصر والهند خلال العصر الرّوماني، حيث كانت مصر في موقعٍ مركزي على الطّريق التجاري الذي ربط الإمبراطوريّة الرومانيّة بالعديد من مناطق العالم القديم، بما في ذلك الهند.
وكانت العديد من الموانئ الواقعة عند ساحل البحر الأحمر في مصر خلال العصر الرّوماني جزءًا من تلك التّجارة، وأهمّها برينيكي، حيث كانت السّفن تصل إليها من الهند محمّلة بمنتجات مثل الفلفل، والأحجار شبه الكريمة، والمنسوجات، والعاج.
ومن ثمّ نُقِلت البضائع على ظهر الإبل عبر الصّحراء وصولاً إلى النّيل، مع نقل سُفُن أخرى للبضائع إلى الإسكندريّة، ومن هناك إلى بقيّة الإمبراطوريّة الرومانيّة.
وأوضح رئيس البعثة من الجانب البولندي، الدّكتور ماريوس جويازدا، أنّ التّمثال المُكتشف والمصنوع من الحجر ربما تم استخراجه من المنطقة الواقعة جنوب إسطنبول.
ومن المحتمل أيضًا أنّه نُحِت محليًا في برينيكي قبل تخصيصه للمعبد من قِبَل أحد التّجار الأثرياء من الهند، أو مجموعة منهم.
ويبلغ ارتفاع التمثال 71 سنتيمترًا، ويُظهر بوذا واقفًا أثناء حمله جزءًا من ملابسه في يده اليسرى.
كما يوجد حول رأسه هالة، مع وجود زهرة لوتس بجانبه.
وتمكّنت البعثة أيضًا من الكشف عن نقش باللغة الهنديّة (السنسكريتيّة) يعود تاريخه إلى الإمبراطور الرّوماني، ماركوس يوليوس فيلبس.
ويبدو أن النّقش والتّمثال لا ينتميان للتّاريخ ذاته، مع احتمال كونه أقدم بكثير، إذ كانت النّقوش الأخرى في المعبد ذاته باللغة اليونانيّة، ويعود تاريخها إلى أوائل القرن الأوّل الميلادي.
وعثرت البعثة أيضًا على عملتين معدنيتين من القرن الثّاني الميلادي من مملكة ساتافاهانا الهنديّة الوسطى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك