تحت رعاية الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء التعليم العالي، تستضيف مملكة البحرين المعرض العالمي للتعليم العالي «GHEDEX2023»، والذي تنظمه مجموعة الشركة العمانية للمعارض والتجارة الدولية، والذي يعقد لأول مرة في مملكة البحرين في الفترة ما بين (٦-٨ مايو الجاري) حيثُ تشارك في المعرض نخبة من مؤسسات التعليم العالي المحلية والإقليمية والدولية التي سيكون لها دور في تقديم الفرص التعليمية المتاحة للطلاب من زوار المعرض والبرامج الأكاديمية المقدمة لهم، وخاصة خريجي المدارس الحكومية والخاصة للاطلاع على البرامج والتخصصات الجامعية المطروحة من قبل الجامعات المشاركة والتي تتوافق مع احتياجات سوق العمل واستدامة متطلباته في المستقبل، والمعرض العالمي للتعليم العالي «GHEDEX2023» هو حدث سنوي يعقد في مختلف أنحاء العالم لتسليط الضوء على التعليم العالي وفرص الدراسة والأبحاث في مختلف الدول. ويشارك في هذا المعرض المؤسسات التعليمية والجامعات والمدارس والمعاهد والمؤسسات ذات الصلة، حيث يتم عرض برامجها وخدماتها التعليمية والبحثية والمنح الدراسية وتسهيل الاتصال بالطلاب والمهتمين.
يعد التعليم العالي في مملكة البحرين من أهم أولويات الحكومة الموقرة وضمن خططها الاستراتيجية حسب الرؤية الاقتصادية الوطنية 2030، حيث تسعى الحكومة البحرينية إلى توفير بيئة تعليمية جاذبة ومتطورة للطلبة المحليين والدوليين. وتضم البحرين عددًا من الجامعات والكليات العالمية المعترف بها دوليًا والتي توفر برامج تعليمية متنوعة في مختلف التخصصات، تحتوي الجامعات الرئيسية في البحرين على عدد من الكليات والمدارس، بما في ذلك كليات الآداب والعلوم والهندسة والطب والأعمال والحقوق، والتربية، والتمريض، والصيدلة. كما توفر الجامعات في البحرين برامج الدراسات العليا والبحث العلمي في مجالات متنوعة، لذا تسعى الحكومة البحرينية متمثلة في وزارة التربية والتعليم ومؤسسات التعليم العالي للعمل على تعزيز التعليم العالي، وذلك من خلال تقديم المنح الدراسية والتسهيلات للطلاب المحليين والدوليين، وتشجيع الابتكار والبحث العلمي في المجالات الحيوية والحديثة التي تعزز التطور الاقتصادي والاجتماعي في المملكة. كما تتعاون الجامعات مع الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة لتوفير فرص التدريب والتوظيف للطلاب والخريجين، وتعاون الجامعات والمؤسسات التعليمية في المملكة مع الطلاب الدوليين من خلال توفير الدعم اللازم لهم لتحقيق النجاح في دراستهم، حيثُ «تشمل برامج التعليم العالي للطلاب الدوليين في البحرين الدرجات الأكاديمية المختلفة، مثل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ويمكن للطلاب الدوليين التقدم بطلب للحصول على المنح الدراسية التي تقدمها الحكومة البحرينية وبعض المؤسسات التعليمية والمنح الخاصة، والحصول على معلومات حول البرامج التعليمية المتاحة والشروط والمتطلبات من خلال زيارة مواقع الجامعات والمؤسسات التعليمية في البحرين أو الاتصال بمكتب القبول الدولية المختصة في هذه المؤسسات. كذلك توفر الجامعات في مملكة البحرين مكاتب القبول الدولية لتسهيل عملية تقديم الطلبات والتسجيل للطلاب الدوليين، حيثُ تقوم هذه المكاتب بتوفير المعلومات اللازمة للطلاب حول البرامج التعليمية والمتطلبات والإجراءات اللازمة للتقديم والقبول في الجامعات، كذلك توفير الإرشادات حول الإقامة والتأشيرات والتأمين الصحي والنقل والإقامة والحياة اليومية في البحرين. كما توفر هذه المكاتب الدعم الأكاديمي للطلاب الدوليين من خلال توفير الدورات التحضيرية والدورات اللغوية للطلاب الذين يحتاجون إلى تحسين مهاراتهم في اللغة الإنجليزية أو اللغة العربية».
إن العمل على اختيار التخصص الجامعي المستقبلي للطلاب ليس أمرًا بهذه السهولة، حيثُ تعتبر عملية الاختيار تحديًا كبيرًا أمام الطلاب بسبب عدم اتضاح المسار الوظيفي الذي يرغبون في اختياره والعمل فيه مستقبًلا؛ لذا يجب على الطلاب الأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل قبل الالتزام بأي تخصص، مثل دراسة طموحاتهم واهتماماتهم ومدى حاجة سوق العمل إلى هذا التخصص في المستقبل، ومن هنا يأتي دور هذه المعارض العالمية التي تساعد الطلبة على فهم الفرص المتوافرة لهم داخل وخارج بلدهم، ومن هنا يلتقي التعليم والسياحة اللذان يعدان من المجالات الخدمية التي بينهما ارتباط بشكل وثيق ومنتج، حيثُ يمكن للتعليم أن يساعد في تعزيز السياحة من خلال تطوير المهارات والمعرفة لدى الطلاب والشباب في مجالات الضيافة والسياحة، كما يمكن للسياحة أن تكون فرصة للتعليم والتعلم عن ثقافات جديدة وتاريخ مدن وبلدان مختلفة لتعزيز الوعي بأهمية السياحة المستدامة والحفاظ على البيئة والثقافة المحلية، وذلك لاعتبار السياحة مصدرًا مهما للدخل والتنمية الاقتصادية في بعض البلدان، حيث يمكن للسياحة أن تسهم في توفير فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين وترويج الثقافة والتراث والفنون المحلية، ما يعزز التفاعل الثقافي بين الثقافات المختلفة؛ لذا فإن المعرض العالمي للتعليم العالي فرصة للطلاب والمهتمين للتعرف على الجامعات والمؤسسات التعليمية في مختلف أنحاء العالم والحصول على معلومات حول الدراسات الأكاديمية والبحثية والمنح الدراسية المتاحة. ويتيح للمشاركين فرصة لمقابلة ممثلي الجامعات والمؤسسات التعليمية والتحدث معهم والحصول على الإجابات على أسئلتهم والاستفسارات المتعلقة بالتعليم العالي، كما يتضمن المعرض العديد من الورش العمل والمحاضرات والندوات حول الموضوعات المتعلقة بالتعليم العالي والبحث العلمي وتطوير الكفاءات والمهارات الأكاديمية.
لذا فإن المعارض ذات الصبغة العلمية تلعب دورًا مهما في تنمية السياحة، حيث تجذب الجامعات المشاركة من مختلف أنحاء العالم وتسهم في تعزيز السياحة العلمية والثقافية في المنطقة التي تستضيف المعرض. وتمثل هذه المعارض فرصة لتبادل المعرفة والخبرات وتطوير العلاقات الاجتماعية والتجارية بين المشاركين، وتعتبر المعارض التعريفية بالجامعات أداة مهمة لتعريف المجتمع الخارجي بأهم الجامعات وبرامجها وخدماتها المتاحة. حيثُ تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الشفافية والتواصل بين الجامعات والمجتمع الخارجي، وتحسين العلاقات مع المانحين وأصحاب المصلحة والمجتمع الأكاديمي والصناعي، كذلك تساعد المعارض التعريفية بالجامعات على تقديم الجامعات بشكل أفضل وإعلان البرامج الأكاديمية والبحثية والخدمات المتاحة.
كما تعزز هذه المؤتمرات العلاقات بين الجامعات والمانحين والمجتمع الصناعي وتسهل التعاون والتفاعل بينهم، وبشكل عام، تساعد المعارض التعريفية بالجامعات على تعزيز التواصل والتفاعل بين الجامعات والمجتمع الخارجي، وتحسين فهم الجمهور للجامعات والأدوار التي تلعبها في المجتمع والاقتصاد، وتحسين العلاقات الدولية عن طريق توفير فرصة لممثلي الدول للقاء بعضهم البعض والتفاعل والتحدث حول المسائل المشتركة وتقاسم الأفكار والخبرات. ومن خلال هذه العلاقات يمكن تحسين التفاهم والتعاون بين الدول، وتعزيز الثقة المتبادلة، وتجاوز الخلافات والمشكلات المشتركة. وبالتالي، يمكن للمعارض التعليمية والمؤتمرات أن تسهم في إنشاء علاقات قوية ومستدامة بين الدول.
وأما عن العلاقة بين المعرض العالمي للتعليم العالي وبيان ارتباطه بالتنمية السياحية في المملكة، فإن ذلك بالتأكيد سيعمل على زيادة التعريف بالمعالم السياحية الموجودة في مملكة البحرين، خاصة أن المعرض سيتم تنظيمه في مركز المعارض والمؤتمرات الجديد، ما يساعد بالتأكيد في تعريف المشاركين بالمعالم السياحية في تلك المناطق وزيادة الوعي بها، كذلك تعزيز الاقتصاد الوطني، لما لهذه المعارض من أثر في تحسين الوضع الاقتصادي للبلدان المستضيفة، وهنا أمام مملكة البحرين فرصة ذهبية للترويج لجامعاتنا الوطنية والخاصة والمعاهد التدريبية، وكذلك يتم الاستفادة من الخدمات المحلية وتوفير فرص عمل جديدة وتطوير الخدمات السياحية وجودتها لتلبية احتياجات المشاركين وزائري المعرض، ما يعطي فرصة ترويج ثقافتنا وتراثنا الوطني وتعزيز التفاعل الثقافي بين جميع المشاركين.
ويمكن للمعارض الجامعية والعلمية أن تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تعزز التعاون الدولي وتبادل المعرفة والخبرات في مجالات مختلفة، مثل السياحة المستدامة والحفاظ على الثقافة والتراث المحلي وتنمية المجتمعات المحلية، وبالتالي، فإن دعم المعارض الجامعية يمكن أن يسهم في تعزيز التنمية المستدامة للسياحة في المملكة، خاصة في مجال السياحة التعليمية التي تلعب دورًا مهما في تطوير المجتمع، حيث تسهم في تحقيق العديد من الأهداف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، من أهمها:
1- زيادة الوعي الثقافي لدى الأفراد وتعريفهم بتاريخ وثقافة المجتمعات المختلفة، ما يعزز التفاهم والتعاون بين الثقافات المختلفة ويترجم رؤية المملكة في إرساء قيم التعايش والتسامح.
2- تحفيز الاقتصاد الوطني، حيث يتم الاستفادة من الخدمات المحلية وزيادة الإنفاق على المنتجات والخدمات المحلية.
3- تعزيز السياحة المستدامة المعتمدة على الاستكشاف البيئي والثقافي بشكل مسؤول ومستدام، ما يسهم في الحفاظ على الموروث الثقافي والطبيعي للمنطقة وتنمية المجتمعات المحلية.
4- تطوير مهارات الأفراد، حيث تساعد السياحة التعليمية في تطوير مهارات الأفراد وخبراتهم الثقافية وتوسيع آفاقهم، ما يساعدهم في التفكير النقدي والتحليلي والإبداعي وتطوير مهارات التواصل والتعاون.
5- تعزيز السياحة الداخلية، حيث تمثل السياحة التعليمية فرصة للاستكشاف والتعلم داخل المملكة، ما يسهم في تعزيز السياحة الداخلية وتنمية السياحة المحلية.
إن مملكة البحرين بحاجة إلى معارض ومؤتمرات مختصة في تنمية التعليم والسياحة بشكل عام والسياحة التعليمية بشكل خاص، والتي تتصف بأنها نهج لمتابعة التعليم والقيام بأنشطة بحثية واكتساب المعرفة أثناء السفر إلى بلدان أخرى، وهي عنصر مهم في الأنشطة الاجتماعية والثقافية للمجتمع الحديث، وتشمل الأنواع الرئيسة للرحلات التعليمية (التدريبية) السياحية، منها: البرامج اللغوية، والتدريب الرياضي، والتدريب المهني، حيثُ يتم تنفيذ نسبة كبيرة من هذه الجولات كجزء من تطوير السياحة الدولية التي تركز على تعزيز السياحة المستدامة ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. من خلال جلسات حوارية وورش عمل وعروض للأبحاث والدراسات المختلفة في مجال التعليم وجميع تخصصاته بما فيه التعليم السياحي بهدف المحافظة على التراث الثقافي وتطوير المناطق الثقافية والتراثية لتحقيق التنمية المستدامة، وتبادل المعرفة والخبرات والأفكار في تطوير السياحة على جميع الأصعدة، كما هو في مؤتمر السياحة العالمي الذي يعد واحدًا من أكبر المؤتمرات السياحية في العالم، حيث يجمع المشاركين من مختلف الدول لتبادل الأفكار والخبرات وتطوير السياحة على المستوى العالمي، وتعتبر هذه المعارض العلمية التعليمة أداة ناجحة في تنمية السياحة التعليمية بالمملكة، حيثُ تشكل هذه الصناعة في وقتنا الحاضر محورًا رئيسًا في تطوير الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يولد حاجة ماسة إلى توفير كفاءات وكوادر تعليمية تعمل على قيادة عجلة السياحة التعليمية في المملكة، وكذلك لا يمكننا إغفال دور الأيدي العاملة المدربة والمؤهلة؛ للعمل في المنشآت السياحية والفندقية، ونشاطات السياحة المختلفة في ظل تزايد الاستثمارات والمنافسة بين المقاصد السياحية، وهذا ما يؤكد أهمية التعليم السياحي والفندقي؛ لرفد سوق العمل بالخريجين المؤهلين من خلال تزويد الدارسين بالمعرفة، والثقافة، والخبرة العلمية المناسبة لطبيعة العمل السياحي والفندقي داخل أقسام السياحة في الجامعات والمعاهد والمراكز التدريبية، كما هي التخصصات في جامعتنا الوطنية «جامعة البحرين» ضمن تخصص الإعلام والسياحة، وكلية «فاتيل» للضيافة والسياحة والتي تتفرد بتقديم تخصص إدارة الفنادق الدولية في المملكة ، وبما يتماشى مع التطورات المستجدة لمهنة السياحة والضيافة.
{ مختصة في فلسفة الدراسات
البيئية وآليات التنمية المستدامة
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك