أصبحت أعداد رواد الأعمال الذين يدخلون في مجال التكنولوجيا الزراعية أكبر من السنوات الماضية، وهناك ثلاثة أسباب رئيسية: الأول هو الطلب المتزايد على الغذاء مع ارتفاع النمو السكاني وارتفاع أسعار الغذاء ما يوفر لرواد الأعمال توفير الغذاء بأسعار أقل مما هو معروض في السوق. أما السبب الثاني هو وجود مجالات تختص بالمجال الزراعي مثل الذكاء الاصطناعي، والزراعة الذكية، والتكنولوجيا المستخدمة وغيرها التي سوف نذكرها لاحقاً. والثالث وجود أساليب حديثة يمكن بها رفع الإنتاجية والفعالية الزراعية في وقت أقل مما توفره الزراعة التقليدية.
ومن هنا، تعددت المجالات التي تستخدم فيها التكنولوجيا في المجال الزراعي، وأهمها:
1) الزراعة الدقيقة والتي تستخدم فيها التكنولوجيا لتحسين وإدارة إنتاج المحاصيل لزيادة المحاصيل وتقليل الفاقد منها وخفض التكاليف وتعزيز الاستدامة من خلال أجهزة الاستشعار والتعلم الآلي.
2) استخدام العناصر البيولوجية مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات لمكافحة الآفات وتحسين نمو النبات مع التقليل من استخدام المبيدات الكيماوية. الأمر الذي يرفع من جودة الأغذية ويخفض من آثار المبيدات على البيئة وصحة الإنسان.
3) يتم استخدام الروبوتات لتقليل الحاجة إلى العمل اليدوي في الزراعة من خلال استخدام الجرارات، والحصادات، والطائرات من دون طيار ما يخفض نسبة الخطأ في العمليات الزراعية مما يساعد في زيادة إنتاجية المزارع وكفاءتها بشكل عام.
4) يتم استخدام أجهزة الاستشعار الزراعية والتي توفر بيانات في الوقت الفعلي عن رطوبة التربة والطقس وتفشي الآفات وبيانات عن نمو المحاصيل، ما يسمح للمزارعين باتخاذ قرارات تعتمد على البيانات لتحسين نمو المحاصيل وتقليل هدر الموارد.
5) الزراعة العمودية وهي تقنية زراعية تستخدم طبقات مكدسة من النباتات التي تنمو من دون تربة وتحت ضوء اصطناعي، ما توفر إنتاجية أكبر في مساحة أقل وإنتاج غذائي على مدار العام، بغض النظر عن الظروف البيئية.
6) استخدامات الري الذكي والذي يستخدم مستشعرات النبات والغلاف الجوي لأنظمة الري الآلية، ما يضمن إجراء الري على النحو الأمثل لتقليل إهدار المياه وتعزيز نمو المحاصيل بشكل أفضل.
وبشكل عام، توجد هناك أنواع عديدة لاستخدامات التكنولوجيا في المجال الزراعي والتي تساعد رواد الأعمال على توفير الحلول التي تساعد على تخفيف عبء العمل اليدوي على العمال، وتعزيز الإنتاجية الزراعية، وتقليل التكاليف وهدر الموارد، والأهم من ذلك، تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة للبيئة.
يمكن لرواد الأعمال إحداث تأثير كبير في تعزيز الأمن الغذائي بعدة طرق:
1) الابتكار: يمكن لأصحاب المشاريع إدخال تكنولوجيا جديدة ومبتكرة لتحسين إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية، وتعزيز الإنتاجية، وتقليل الهدر.
2) التعليم: يمكن لمبادرات ريادة الأعمال أن توفر التعليم والتدريب للمزارعين والمستهلكين والمجتمعات في ممارسات الزراعة المستدامة، ما يؤدي إلى ممارسات زراعية أكثر كفاءة وفعالية.
3) الوصول إلى الأسواق: يمكن لأصحاب المشاريع إنشاء البنية التحتية ومنصات التجارة الإلكترونية وقنوات السوق لربط المزارعين مباشرة بالمستهلكين، وإزالة الوسطاء، ما يؤدي إلى تقليل تكلفة الإنتاج وتعزيز سلسلة التوريد وتوفير الأغذية للمستهلكين بأسعار أقل.
4) التمويل: يمكن لأصحاب المشاريع دعم المزارعين ذوي الدخل المنخفض، وتوفير الطرق والحلول للوصول إلى الخدمات المالية لتمكينهم من الاستثمار في مزارعهم ومشاريعهم الزراعية.. وأخيراً، يمكن لأصحاب المشاريع زيادة الوعي بين صانعي السياسات والمجتمعات والمؤسسات حول التحديات التي يواجهها المزارعون وخصوصاً نشر الوعي حول أهمية الأمن الغذائي. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تحسينات في السياسات المتخذة، ما يؤدي إلى زيادة الدعم للزراعة المستدامة والأمن الغذائي.
وباختصار، فإن دور رواد الأعمال مهم وحيوي في تعزيز الأمن الغذائي، كما أنهم يوفرون الابتكار والإبداع في التغيير الإيجابي في صناعة الأغذية، ما يؤدي إلى طرق أكثر استدامة وفعالية لإنتاج الغذاء وإدارته وتقديمه للمستهلكين في السوق.
{ مركز البحرين للدراسات
الاستراتيجية والدولية والطاقة
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك