العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

الباليه يتحدى الصور النمطية في أحد أحياء ليما الفقيرة

الأحد ٠٧ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬أحد‭ ‬أزقّة‭ ‬حيّ‭ ‬فقير‭ ‬بمرتفعات‭ ‬ليما،‭ ‬تنفّذ‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشابات‭ ‬بثياب‭ ‬الباليه‭ ‬السوداء‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬حركات‭ ‬الرقص‭ ‬الكلاسيكي،‭ ‬متحديات‭ ‬الصور‭ ‬النمطية‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بهذا‭ ‬الفن‭. ‬

وتقول‭ ‬الراقصة‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬فرقة‭ ‬البيرو‭ ‬وتشيلي‭ ‬الوطنية‭ ‬للباليه‭ ‬ماريا‭ ‬ديل‭ ‬كارمن‭ ‬سيلفا‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬مشروعاً‭ ‬لتحسين‭ ‬حياة‭ ‬الشابات‭ ‬الفقيرات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الباليه،‭ ‬إن‭ ‬معايير‭ ‬جمالية‭ ‬معينة‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬توافُرها‭ ‬لدى‭ ‬الراقصات،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬المطلوب‭ ‬أن‭ ‬يكنّ‭ ‬‮«‬نحيفات،‭ ‬لهنّ‭ ‬أطراف‭ ‬طويلة‭ ‬ورأس‭ ‬صغير‭ ‬ويتمتعن‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الليونة‮»‬‭. ‬

وتعترف‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬البالغة‭ ‬58‭ ‬عاماً‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬ممارسة‭ ‬الباليه‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة،‭ ‬بأنها‭ ‬بحثت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬عن‭ ‬نوع‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الراقصات،‭ ‬لكنها‭ ‬وجدت‭ ‬فتيات‭ ‬‮«‬بسيقان‭ ‬قصيرة‭ ‬وأرجل‭ ‬مسطحة‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬مشط‭ ‬قدم‮»‬‭. ‬

ومع‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬أيّاً‭ ‬منهنّ‭ ‬لن‭ ‬تصبح‭ ‬يوماً‭ ‬راقصة‭ ‬محترفة،‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تدربهنّ،‭ ‬موضحة‭ ‬أنها‭ ‬قررت‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬إسعادهنّ‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬مجرّد‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬أدائهن‭. ‬

وتروي‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬آباء‭ ‬بعضهنّ‭ ‬موجودون‭ ‬في‭ ‬السجون،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تعرضت‭ ‬أخريات‭ ‬للاغتصاب‭ ‬أو‭ ‬إساءة‭ ‬المعاملة‭ ‬من‭ ‬ذويهنّ،‭ ‬وشكا‭ ‬قسم‭ ‬ثالث‭ ‬منهنّ‭ ‬أن‭ ‬آباءهن‭ ‬يضربون‭ ‬أمهاتهنّ‮»‬‭. ‬

تعيش‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفتيات‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬تشوريّوس‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تؤمَّن‭ ‬مياه‭ ‬الشفة‭ ‬له‭ ‬إلا‭ ‬بواسطة‭ ‬صهاريج،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتطلب‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬صعود‭ ‬درج‭ ‬طويل‭ ‬جداً‭.  ‬

وتضيف‭ ‬ماريا‭ ‬ديل‭ ‬كارمن‭ ‬سيلفا‭ ‬‮«‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬أني‭ ‬آتية‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬آخر،‭ ‬لم‭ ‬أدرك‭ ‬أيضاً‭ ‬أنهنّ‭ ‬كنّ‭ ‬يغادرن‭ ‬فصول‭) ‬لكونهنّ‭ ‬لا‭ ‬يستطعن‭ ‬دفع‭ ‬ثمن‭ ‬ملابسهنّ،‭ ‬أو‭ ‬لأنهنّ‭ ‬لم‭ ‬يكنّ‭ ‬يملكن‭ ‬الماء‭ ‬وأحيانًا‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬ثم‭ ‬فكّرت‭ ‬بأن‭ ‬عليّ‭ ‬أن‭ ‬أنسي‭ ‬أمر‭ ‬الراقصة‭ ‬المثالية‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أبحث‭ ‬عنه،‭ ‬والنموذج‭ ‬الأولي‭ ‬المثالي،‭ ‬وأن‭ ‬أنظر‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان‮»‬‭ ‬فيهنّ‭. ‬

وباتت‭ ‬ماريا‭ ‬اليوم‭ ‬تنظّم‭ ‬تمارين‭ ‬على‭ ‬الباليه‭ ‬في‭ ‬حيّ‭ ‬تشوريّوس،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬رقص‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬أحياء‭ ‬ليما‭ ‬الميسورة‭. ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬تأتي‭ ‬ببعض‭ ‬الفتيات‭ ‬الفقيرات‭ ‬إلى‭ ‬مدرستها‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تشكّل‭ ‬نقطة‭ ‬تجميع‭ ‬للورق‭ ‬المقوى‭ ‬أو‭ ‬الورق‭ ‬المُعَدّ‭ ‬لإعادة‭ ‬التدوير،‭ ‬ويُخصص‭ ‬ريع‭ ‬إعادة‭ ‬بيع‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬إلى‭ ‬تمويل‭ ‬شراء‭ ‬ملابس‭ ‬لفتيات‭ ‬تشوريّوس‭ ‬أو‭ ‬تنظيم‭ ‬عروض‭ ‬لهنّ‭. ‬

وتشرح‭ ‬ماريا‭ ‬أنها‭ ‬تحاول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرتها‭ ‬‮«‬إضفاء‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الجمال‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬يبدو‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬قبيحاً،‭ ‬وتوفير‭ ‬قطرة‭ ‬من‭ ‬الضوء‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬أسود‮»‬‭. ‬وتقول‭: ‬‮«‬في‭ ‬وسط‭ ‬الأوساخ،‭ ‬يرغبن‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكنّ‭ ‬نظيفات،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬شعرهنّ‭ ‬ممشّطاً‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة،‭ ‬وما‭ ‬عدن‭ ‬يمشين‭ ‬مطأطآت‭ ‬الرؤوس‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا