العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الشعب الفلسطيني ومسيرات «حق العودة»

بقلم: د. أسعد عبدالرحمن

الأحد ٠٧ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

75‭ ‬عاما‭ ‬متواصلة‭ ‬ومازالت‭ ‬النكبة‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬يوميا‭ ‬مخطط‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬داخل‭ ‬حدود‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭. ‬خمسة‭ ‬وسبعون‭ ‬عاما‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬الكيان‭ ‬الغاصب‭ ‬يتمادى‭ ‬مطالبا‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ (‬الضحية‭)‬،‭ ‬الاعتراف‭ ‬بكيانه‭ ‬العدواني‭ ‬الاستعماري‭/ ‬‮«‬الاستيطاني‮»‬‭ ‬العنصري‭: ‬‮«‬دولة‭ ‬قومية‮»‬‭ (‬للشعب‭ ‬اليهودي‭)!‬

منذ‭ ‬عهد‭ ‬الصهيونيين‭ ‬الأوائل،‭ ‬يدخل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬بصورة‭ ‬متتالية،‭ ‬في‭ ‬فشل‭ ‬يعقبه‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬إرهاب‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وإخراجهم‭ ‬من‭ ‬ديارهم،‭ ‬لعل‭ ‬هذا‭ ‬الإرهاب‭ ‬ينسيهم‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬إليها،‭ ‬ولعل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يتنازلون‭ ‬عن‭ ‬حقوقهم‭ ‬السياسية‭ ‬ويذوبون‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تهجيرهم‭ ‬إليها،‭ ‬مرددين‭ ‬المقولة‭ ‬الصهيونية‭: ‬‮«‬الكبار‭ ‬يموتون‭ ‬والصغار‭ ‬ينسون‮»‬‭!.‬

وقد‭ ‬تجسد‭ ‬هذا‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مصادرة‭ ‬الأراضي،‭ ‬القمع،‭ ‬التحريض‭ ‬العنصري،‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬التي‭ ‬تلغي‭ ‬الآخر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬العربي،‭ ‬أحداث‭ ‬وممارسات‭ ‬عنصرية‭ (‬أفرادا‭ ‬وجماعات‭) ‬متواكبة‭ ‬مع‭ ‬إقناع‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بأن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬‮«‬قنبلة‭ ‬موقوتة‮»‬،‭ ‬‮«‬طابور‭ ‬خامس‮»‬،‭ ‬‮«‬خطر‭ ‬استراتيجي‮»‬،‭ ‬‮«‬إرهابي‮»‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬فتاوى‮»‬‭ ‬حاخامية‭ ‬تبيح‭ ‬دمهم،‭ ‬مع‭ ‬قضاء‭ ‬معاد‭ ‬بطريقة‭ ‬فجة،‭ ‬وقوانين‭ ‬عنصرية‭ ‬قل‭ ‬نظيرها‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬نظرة‭ ‬مجتمعية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬طاغية‭ ‬بأن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬شخص‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه،‭ ‬وليس‭ ‬متساويا‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الآخر‭ (‬اليهودي‭)‬‮»‬،‭ ‬مثلما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ ‬شريكا‭ ‬حقيقيا‭. ‬وعليه،‭ ‬ولرفضه‭ ‬ترك‭ ‬البلاد‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬التمسك‭ ‬بالأرض،‭ ‬يتوجب‭ ‬بقاء‭ ‬الفلسطيني‭ ‬مواطناً‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية‭ ‬بل‭ ‬الثالثة‭ ‬وربما‭ ‬الرابعة‭!‬

ورغم‭ ‬مرارة‭ ‬هذه‭ ‬السنين‭ ‬العجاف،‭ ‬أثبت‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬صمودهم‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬عبر‭ ‬المظاهرات‭ ‬والمسيرات‭ ‬التي‭ ‬تتصاعد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الاستعمار‭/ ‬‮«‬الاستيطان‮»‬‭ ‬وتوسع‭ ‬جدار‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري،‭ ‬مع‭ ‬إصرار‭ ‬قل‭ ‬نظيره‭ ‬في‭ ‬مسألةً‭ ‬الذاكرة‭ ‬التاريخيةً‭ ‬والتي‭ ‬تتجسد‭ ‬في‭ ‬‮«‬مسيرات‭ ‬العودة‮»‬‭ ‬الشهيرة‭ ‬إلى‭ ‬القرى‭ ‬والبلدات‭ ‬المهجرة‭ ‬طوال‭ ‬العام‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬النكبة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تفعيل‭ ‬عشرات‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬مسائل‭ ‬التهجير‭ ‬والعودة،‭ ‬والحركات‭ ‬الشبابية‭ ‬التي‭ ‬تحرك‭ ‬مسيرات‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬القرى‭ ‬المدمرة‭. ‬ومع‭ ‬الزمن،‭ ‬تزايدت‭ ‬مسيرات‭ ‬العودة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬والقطاع‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬العالم‭.‬

مسيرات‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للقرى‭ ‬والبلدات‭ ‬المهجرة‭ ‬وزيارتها‭ ‬بأعداد‭ ‬متنامية،‭ ‬مع‭ ‬رفعهم‭ ‬الأعلام‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ولافتات‭ ‬تحمل‭ ‬أسماء‭ ‬القرى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المهجرة،‭ ‬تثبت‭ ‬فشل‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬مبادئ‭ ‬فلسطينيي‭ ‬48‭ ‬وتمسكهم‭ ‬بأرضهم‭ ‬إيمانا‭ ‬وتسليما‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬عودة‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬العودة‭.‬

فمن‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬تسهم‭ ‬به‭ ‬‮«‬مسيرات‭ ‬العودة‮»‬‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أنها‭ ‬ترسخ‭ ‬قضية‭ ‬الصراع‭ ‬المرتبط‭ ‬بحق‭ ‬العودة،‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬إلى‭ ‬القادة‭ ‬الصهاينة‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬سياساتهم‭ ‬الاحتلالية‭ ‬والعنصرية،‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لن‭ ‬يتخلى‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬أراضيه‭ ‬التي‭ ‬هجر‭ ‬وطرد‭ ‬منها‭ ‬عام‭ ‬1948‭.‬

في‭ ‬الأصل،‭ ‬وعندما‭ ‬تتاح‭ ‬للفلسطيني‭ ‬فرصة‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬بلده‭ ‬الأصلي‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ (‬قرى‭ ‬وبلدات‭ ‬مدمرة‭) ‬فإنه‭ ‬يعطيها‭ ‬الأولوية‭ ‬ولو‭ ‬لرؤية‭ ‬بقايا‭ ‬مقبرة،‭ ‬أو‭ ‬بقايا‭ ‬جامع،‭ ‬أو‭ ‬بقايا‭ ‬كنيسة،‭ ‬أو‭ ‬بقايا‭ ‬مدرسة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬بقايا‭ ‬شجرة‭ ‬صبار‭ ‬أو‭ ‬شجرة‭ ‬زيتون‭.‬

‭ ‬لذا،‭ ‬فإن‭ ‬الخوف‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬القديم‭/ ‬الجديد،‭ ‬الباطن‭ ‬منه‭ ‬والظاهر،‭ ‬سيبقى‭ ‬يقض‭ ‬مضاجع‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تدرك‭ ‬حقيقة‭ ‬كونهم‭ ‬سّراقا‭ ‬مقرونة‭ ‬مع‭ ‬رفض‭ ‬فلسطينيي‭ ‬48‭ ‬الذوبان‭ ‬داخل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وفقدان‭ ‬حق‭ ‬العودة‭ ‬لهم‭ (‬ولأهاليهم‭ ‬المهجرين‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬فلسطين‭) ‬وهو‭ ‬الحق‭ ‬المنشود،‭ ‬طال‭ ‬الزمان‭ ‬أم‭ ‬قصر‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا