العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مغزى الرعاية الملكية السامية لحرية الصحافة والإعلام

بقلم: د. نبيل العسومي {

الاثنين ٠٨ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

جاءت‭ ‬الرسالة‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬الذي‭ ‬يوافق‭ ‬3‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬بوضوح‭ ‬الرعاية‭ ‬السامية‭ ‬للحرية‭ ‬عامة‭ ‬ولحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬جلالته‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬وحكومته‭ ‬الرشيدة‭ ‬بقيادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

وما‭ ‬يلفت‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬السامية‭ ‬تأكيد‭ ‬3‭ ‬أمور‭ ‬أساسية‭:‬

الأول‭: ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لأبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الأوفياء‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬عامة‭ ‬بما‭ ‬يضطلعون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬نبيلة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬والمعلومة‭ ‬الصحيحة‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬مكانتهم‭ ‬ودورهم‭ ‬كشركاء‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬والازدهار‭.‬

وهذا‭ ‬يحمِّل‭ ‬الجسم‭ ‬الصحفي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مسؤولية‭ ‬وطنية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬أداة‭ ‬للبناء‭ ‬وليس‭ ‬معولا‭ ‬للهدم‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للتنمية‭ ‬والتطور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬للوعي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والثقافي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والإنساني‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬القوى‭ ‬الحية‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭.‬

ثانيا‭: ‬إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ستبقى‭ ‬دائما‭ ‬بلد‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬مساس‭ ‬بهما‭ ‬أبدا‭ ‬ولذلك‭ ‬تشارك‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الاحتفالية‭ ‬الدولية‭ ‬بيوم‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬والذي‭ ‬يحمل‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬شعارا‭ ‬بنَّاء‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬قوامه‭ ‬الحقوق‭: ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬محور‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭ ‬واحتفاء‭ ‬البحرين‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬يجدد‭ ‬التزامها‭ ‬الدائم‭ ‬باعتبار‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬القوى‭ ‬الحية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬وبالتالي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬النزعات‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الأكاذيب‭ ‬ومحاولة‭ ‬المساس‭ ‬بالمنجزات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تتحقق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭. ‬ِ

وإن‭ ‬نظرة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬كما‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬دستور‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحريات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والصحفية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬الكامل‭ ‬بين‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬فحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬حدها‭ ‬القانون‭ ‬وحدها‭ ‬الضمير‭ ‬الإعلامي‭ ‬وحدها‭ ‬أيضا‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬وثوابته‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬المساس‭ ‬بها‭ ‬وإلا‭ ‬أصبحت‭ ‬الحرية‭ ‬مدخلا‭ ‬للهدم‭ ‬وليس‭ ‬أداة‭ ‬للبناء‭.‬

ثالثا‭: ‬أشار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬وتستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عندها‭ ‬وهي‭ ‬مخاطر‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬وصوره‭ ‬وأنواعه‭ ‬والذي‭ ‬قد‭ ‬يجد‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الصحافة‭ ‬أو‭ ‬الإعلام‭ ‬عامة‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يمس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وكرامته‭ ‬لأنه‭ ‬ينبني‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬والأكاذيب‭ ‬التي‭ ‬تشوه‭ ‬الحقائق‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬ولذلك‭ ‬دعا‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬عالمية‭ ‬لتجريم‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬أشكالها‭ ‬ومصادرها‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬السامية‭ ‬إلى‭ ‬تجريم‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬خطابا‭ ‬يتخذ‭ ‬من‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬وسيلة‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬الدعوات‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬لما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬واسع‭ ‬للكراهية‭ ‬قولا‭ ‬وفعلا‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحروب‭ ‬والأزمات‭ ‬المستشرية‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الأزمات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المتقدمة‭ ‬أو‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬إننا‭ ‬نعيش‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الخطابات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تثير‭ ‬الكراهية‭ ‬بين‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬لأسباب‭ ‬ودوافع‭ ‬عرقية‭ ‬أو‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬طائفية‭ ‬أو‭ ‬قومية‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭:‬

‭- ‬الإسلاموفوبيا‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تنقطع‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة‭ ‬الغربية‭ ‬وقد‭ ‬رأينا‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬المساس‭ ‬بالإٍسلام‭ ‬وبالمعتقدات‭ ‬والمقدسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرسوم‭ ‬المسيئة‭ ‬للرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬الغربية‭ ‬وبدعم‭ ‬سياسي‭ ‬واجتماعي‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬ويضاف‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬الإسلاموفوبيا‭ ‬عامة‭ ‬التي‭ ‬تلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بالمسلمين‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭.‬

‭- ‬فوبيا‭ ‬الروس‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬نطاقها‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬والأوكرانية‭ ‬التي‭ ‬ترافقت‭ ‬مع‭ ‬عبث‭ ‬إعلامي‭ ‬وأكاذيب‭ ‬لا‭ ‬أول‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬آخر‭ ‬وتشويه‭ ‬للحقائق‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬الصوت‭ ‬الروسي‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ومنع‭ ‬بث‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬الروسية‭ ‬بل‭ ‬الأخطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬منع‭ ‬وصول‭ ‬الإعلام‭ ‬الروسي‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬حرية‭ ‬الإعلام‭ ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬الإعلامي‭ ‬وبذلك‭ ‬فإن‭ ‬احتفال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬يبقى‭ ‬ناقصا‭ ‬طالما‭ ‬إن‭ ‬الإعلام‭ ‬يتعرض‭ ‬إلى‭ ‬الانتهاك‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الإعلاميين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يتعرضون‭ ‬للقتل‭ ‬أثناء‭ ‬قيامهم‭ ‬بواجبهم‭ ‬الإعلامي‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬الأحداث‭ ‬والحروب‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا