العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

في مركز عبدالرحمن كانو الثقافي..
قانون التنفيذ الجديد في عيون المحامين والقانونيين!

تغطية‭: ‬أحمد‭ ‬عبدالحميد‭ ‬ تصوير‭: ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة

الجمعة ١٢ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

مطالبات بعودة دور قاضي التنفيذ.. وجعل المنفذ الخاص اختياريا

جعفر الدرازي يشيد بدور «أخبار الخليج» في نشر الوعي الثقافي والاجتماعي


 

ندوة‭ ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬عشية‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬كانت‭ ‬فرصة‭ ‬لطرح‭ ‬أحد‭ ‬الموضوعات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬الشارع‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهي‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجديد،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬أداره‭ ‬الأستاذ‭ ‬جعفر‭ ‬الدرازي‭ ‬فرصة‭ ‬مهمة‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المحامين‭ ‬والقانونيين‭ ‬لطرح‭ ‬ملاحظاتهم‭ ‬حول‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬مضى‭ ‬حوالي‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬تطبيقه،‭ ‬ولكن‭ ‬مازال‭ ‬يواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬في‭ ‬التطبيق‭.‬

 

في‭ ‬بداية‭ ‬اللقاء‭ ‬حرص‭ ‬جعفر‭ ‬الدرازي‭ ‬على‭ ‬الإشادة‭ ‬بحرص‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬على‭ ‬تغطية‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية،‭ ‬منوها‭ ‬بدور‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬الجريدة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬للنشاط‭ ‬الثقافي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬باعتباره‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬الثرية‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬مشيدا‭ ‬بالدور‭ ‬التوعوي‭ ‬والتنويري‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬الجريدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬افساح‭ ‬المجال‭ ‬لتغطية‭ ‬الندوات‭ ‬واللقاءات‭ ‬الثقافية‭ ‬المختلفة‭.‬

وأكد‭ ‬الدرازي‭ ‬أهمية‭ ‬شرح‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجديد‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الإجراءات‭ ‬فحسب،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬له‭ ‬تأثيرات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬عديدة،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬السمعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمملكة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يؤثر‭ ‬اجتماعيا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬المتعثرين،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الندوة‭ ‬تستهدف‭ ‬نشر‭ ‬التوعية‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬حول‭ ‬إجراءات‭ ‬التنفيذ‭.‬

‮«‬خضة‮»‬‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ

بدوره‭ ‬قال‭ ‬المحامي‭ ‬عبدالشملاوي‭ ‬إننا‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬كنا‭ ‬نقول‭ ‬على‭ ‬التنفيذ‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬مقبرة‭ ‬الأحكام‮»‬،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجديد‭ ‬صدر‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬تقريبا،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬قاضي‭ ‬التنفيذ‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬ينفذ‭ ‬السند‭ ‬التنفيذي‭ ‬للأحكام‭ ‬القضائية‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬الساري‭ ‬حاليا‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بـ«الخضة‮»‬‭ ‬في‭ ‬النطاق‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والقانوني‭ ‬لتطبيقه،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬تقديم‭ ‬له،‭ ‬وزعم‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬استشارة‭ ‬الفعاليات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬سواء‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬أو‭ ‬جمعية‭ ‬المحامين‭ ‬بشأنه،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬صدر‭ ‬كمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬موضع‭ ‬نقاش‭ ‬داخل‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭.‬

وأشار‭ ‬الشملاوي‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬يتقدم‭ ‬النواب‭ ‬بمقترح‭ ‬بقانون‭ ‬لمعالجة‭ ‬الملاحظات‭ ‬التي‭ ‬أثيرت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القانون،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يؤخذ‭ ‬عليه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواقص‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬اكمالها‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬التواصل‭ ‬الالكتروني‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬القضائي‭ ‬بدأ‭ ‬قبل‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا،‭ ‬وجاءت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬حجب‭ ‬القضاة‭ ‬عن‭ ‬المتقاضين‭ ‬والمحامين‭ ‬نهائيا،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬تواصل‭ ‬بين‭ ‬قاضي‭ ‬التنفيذ‭ ‬والمتقاضين‭ ‬نهائيا،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬العملية‭ ‬القضائية‭.‬

وأضاف‭ ‬الشملاوي‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬وما‭ ‬تبعه‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬وزارية‭ ‬جاء‭ ‬بأنظمة‭ ‬جديدة،‭ ‬ومنها‭ ‬أن‭ ‬يخطر‭ ‬الدائن‭ ‬المدين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يقيم‭ ‬الدعوى‭ ‬بأنه‭ ‬بصدد‭ ‬التنفيذ‭ ‬عليه،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الاخطار‭ ‬بالبريد‭ ‬المسجل‭ ‬بعلم‭ ‬الوصول،‭ ‬ولكن‭ ‬جاء‭ ‬قرار‭ ‬وزاري‭ ‬خالف‭ ‬النص،‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬اخطار‭ ‬المدين‭ ‬بإحدى‭ ‬الوسائل‭ ‬الالكترونية،‭ ‬لكنه‭ ‬منع‭ ‬المنفذ‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يخطر‭ ‬المحكمة‭ ‬الكترونيا‭ ‬بأنه‭ ‬أبلغ‭ ‬المدين‭ ‬بضرورة‭ ‬التنفيذ،‭ ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬المنفذ‭ ‬له‭ ‬ملزما‭ ‬بملء‭ ‬استمارة‭ ‬الكترونية‭ ‬ويسدد‭ ‬رسم‭ ‬دينارين‭ ‬بذلك،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يخالف‭ ‬القانون‭.‬

وأشار‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجديد‭ ‬خلا‭ ‬من‭ ‬منح‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬حق‭ ‬فرض‭ ‬الرسوم‭ ‬الإدارية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجزئية،‭ ‬ولذلك‭ ‬هناك‭ ‬عدم‭ ‬مشروعية‭ ‬لهذه‭ ‬الرسوم،‭ ‬وكذلك‭ ‬تلزم‭ ‬القرارات‭ ‬بفتح‭ ‬ملف‭ ‬التنفيذ‭ ‬مقابل‭ ‬4‭ ‬دنانير،‭ ‬وإذا‭ ‬أغلق‭ ‬ملف‭ ‬التنفيذ‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬استرداد‭ ‬هذا‭ ‬الرسم‭.‬

وتطرق‭ ‬الشملاوي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حجب‭ ‬القاضي‭ ‬عن‭ ‬المتقاضين‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬فجوة‭ ‬وبالتالي‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬للطعن‭ ‬على‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬يتخذها‭ ‬الكادر‭ ‬الوظيفي،‭ ‬ومنها‭ ‬الغاء‭ ‬الحجوزات،‭ ‬كما‭ ‬تناول‭ ‬الشملاوي‭ ‬إجراءات‭ ‬الإفصاح‭ ‬التي‭ ‬تلزم‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭ ‬بأن‭ ‬يفصح‭ ‬عن‭ ‬حقوقه‭ ‬الموجودة‭ ‬والمتوقعة‭ ‬وديونه‭ ‬الموجودة‭ ‬ويصبح‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬العقاب‭ ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬الحبس‭ ‬عامين‭ ‬والغرامة‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬إلغاء‭ ‬القبض‭ ‬والحبس‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الديون،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬انضمام‭ ‬البحرين‭ ‬للعهد‭ ‬الدولي‭ ‬الثاني‭ ‬للحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الذي‭ ‬يمنع‭ ‬حبس‭ ‬المدين‭.‬

وشدد‭ ‬الشملاوي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬العدالة‭ ‬المجانية،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المتطلبات‭ ‬العملية‭ ‬باتت‭ ‬الرسوم‭ ‬تفرض‭ ‬لضمان‭ ‬جدية‭ ‬المدعي‭ ‬ولمنع‭ ‬الكيدية،‭ ‬ولكن‭ ‬الرسوم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عالية،‭ ‬سواء‭ ‬الرسوم‭ ‬القضائية‭ ‬أو‭ ‬رسوم‭ ‬الخبراء،‭ ‬وبعد‭ ‬سداد‭ ‬هذه‭ ‬الرسوم‭ ‬يفاجأ‭ ‬المحكوم‭ ‬لصالحه‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬تخلت‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬وتسندها‭ ‬للمنفذ‭ ‬الخاص‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مسألة‭ ‬المنفذ‭ ‬الخاص‭ ‬اختيارية،‭ ‬وكان‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تعطى‭ ‬لوزير‭ ‬العدل‭ ‬سلطة‭ ‬تأجيل‭ ‬الرسوم‭ ‬أو‭ ‬الاعفاء‭ ‬منها،‭ ‬وكذلك‭ ‬دفع‭ ‬تكاليف‭ ‬التنفيذ‭ ‬مسبقا‭ ‬يعد‭ ‬أمرا‭ ‬باهظا‭ ‬على‭ ‬المنفذ‭ ‬له‭.‬

واستعرض‭ ‬الشملاوي‭ ‬الغرامة‭ ‬التهديدية‭ ‬التي‭ ‬استحدثها‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬التنفيذ‭ ‬بتسليم‭ ‬عين،‭ ‬حيث‭ ‬إذا‭ ‬امتنع‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭ ‬بتسليم‭ ‬شيء‭ ‬أو‭ ‬عين‭ ‬يجوز‭ ‬لطالب‭ ‬التنفيذ‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬قاضي‭ ‬التنفيذ‭ ‬فرض‭ ‬غرامة‭ ‬تهديدية‭ ‬متصاعدة‭ ‬طالما‭ ‬تعنت‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭ ‬في‭ ‬التنفيذ،‭ ‬متسائلا‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ ‬الغرامة‭ ‬التهديدية‭ ‬هل‭ ‬تصير‭ ‬الغرامة‭ ‬إلى‭ ‬الخزانة‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تصير‭ ‬إلى‭ ‬المنفذ‭ ‬له‭ ‬نظير‭ ‬تعنت‭ ‬المدين،‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬التنفيذ؟،‭ ‬واصفا‭ ‬الغرامة‭ ‬التهديدية‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬أب‭.‬

وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬استحدث‭ ‬التأشير‭ ‬على‭ ‬السجلات‭ ‬الائتمانية‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬المحاصرة‭ ‬للمدين‭.‬

وأشار‭ ‬الشملاوي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جمعية‭ ‬المحامين‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬مساعيها‭ ‬لتوضيح‭ ‬الغامض‭ ‬من‭ ‬نصوص‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ،‭ ‬وعدم‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬اصدار‭ ‬القرارات‭ ‬التنفيذية‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬أعطى‭ ‬القانون‭ ‬للجهة‭ ‬الإدارية‭ ‬التفويض‭ ‬التشريعي‭ ‬اللازم‭ ‬لذلك،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قرارات‭ ‬خالفت‭ ‬هذا‭ ‬التفويض‭.‬

وحول‭ ‬المنفذ‭ ‬الخاص،‭ ‬أوضح‭ ‬المحامي‭ ‬عبدالله‭ ‬الشملاوي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬توجها‭ ‬عالميا‭ ‬للخصخصة،‭ ‬ولكننا‭ ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المسألة‭ ‬اختيارية،‭ ‬وأن‭ ‬يعطى‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬حق‭ ‬ارجاء‭ ‬سداد‭ ‬رسوم‭ ‬التنفيذ‭ ‬لحين‭ ‬تحصيل‭ ‬المبالغ‭ ‬المنفذة،‭ ‬لأن‭ ‬الدفع‭ ‬المقدم‭ ‬سوف‭ ‬يدفع‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭.‬

المنفذ‭ ‬الخاص‭ ‬وسلطان‭ ‬الدولة‭ ‬القضائي

من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬سعيد‭ ‬الرحو‭ ‬أستاذ‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬السابق‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬إن‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجديد‭ ‬جاء‭ ‬بنصوص‭ ‬وقواعد‭ ‬غريبة‭ ‬بعضها‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتطبيق،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنفذين‭ ‬الخاصين‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬أن‭ ‬يمثلوا‭ ‬سلطان‭ ‬الدولة‭ ‬القضائي‭ ‬لإلزام‭ ‬المدين‭ ‬بأداء‭ ‬الدين،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬قاضي‭ ‬التنفيذ‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬محل‭ ‬الدائن‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬الحجز‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طلب‭ ‬الدائن‭.‬

بدورها‭ ‬تحدثت‭ ‬المحامية‭ ‬زهراء‭ ‬الوطني‭ ‬قائلة‭ ‬إن‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجديد‭ ‬به‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العيوب‭ ‬وبات‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تنفيذ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحكام،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬إلغاء‭ ‬مسألة‭ ‬القبض‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬الوسيلة‭ ‬الضاغطة‭ ‬الوحيدة‭ ‬لتحصيل‭ ‬أموال‭ ‬المنفذ‭ ‬له‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬المنع‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬أصبح‭ ‬مجزءا‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬كحد‭ ‬أقصى،‭ ‬والذي‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬المدين‭ ‬الأجنبي‭ ‬للفرار‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬متسائلة‭ ‬عن‭ ‬تحديد‭ ‬مبلغ‭ ‬400‭ ‬دينار‭ ‬كحد‭ ‬أدنى‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬الحجز‭ ‬عليها،‭ ‬معتبرة‭ ‬أنها‭ ‬معضلة‭ ‬كبيرة‭.‬

رفع‭ ‬الوعي‭ ‬القانوني

وأكد‭ ‬المحامي‭ ‬علي‭ ‬البحار‭ ‬أهمية‭ ‬رفع‭ ‬الوعي‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬تكاسل‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬حق‭ ‬التقاضي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مكفولا‭ ‬للجميع،‭ ‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬الرسوم‭ ‬مرهقة‭ ‬بما‭ ‬يمنع‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭.‬

التنافسية

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬رسوم‭ ‬المنفذ‭ ‬الخاص‭ ‬مرهقة‭ ‬يصبح‭ ‬هناك‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬التقاضي،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬اتعاب‭ ‬المنفذ‭ ‬الخاص‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬جشع‭ ‬الزملاء‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬هذه‭ ‬المهنة،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تنظيم‭ ‬قانوني‭ ‬لتحديد‭ ‬مقدار‭ ‬اتعاب‭ ‬المنفذ‭ ‬الخاص،‭ ‬أو‭ ‬افساح‭ ‬مجال‭ ‬أوسع‭ ‬لممارسة‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬تنافسية‭ ‬عادلة‭.‬

وأضاف‭ ‬البحار‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬خصخصة‭ ‬خدمة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬تنافسية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يصير‭ ‬هناك‭ ‬احتكار‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التنفيذ‭ ‬موضوع‭ ‬شائك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬النظر‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الدائن‭ ‬فقط،‭ ‬لأن‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬مدين‭ ‬مجرم،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬بين‭ ‬الدائن‭ ‬والمدين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القانون‭ ‬الحالي،‭ ‬لأن‭ ‬أغلب‭ ‬الدائنين‭ ‬يتعسفون‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬حقوقهم،‭ ‬وهناك‭ ‬مدين‭ ‬متعثر‭ ‬وآخر‭ ‬مماطل،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬دور‭ ‬مجتمعي‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬والثقافة‭ ‬بالحلول‭ ‬والتسويات‭ ‬والوساطات‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬طرف‭ ‬متعسف‭ ‬وآخر‭ ‬متعنت،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المتعثرين‭ ‬والمفلسين،‭ ‬ويجب‭ ‬إعادة‭ ‬دور‭ ‬القاضي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنفيذ‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا