العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الفلسطينيون في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة

بقلم: رمزي بارود

الثلاثاء ١٦ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

‭ ‬أحيا‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬ذكرى‭ ‬المناسبة‭ ‬المأساوية،‭ ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الكارثة‮»‬،‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬تحويل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬800000‭ ‬فلسطيني‭ ‬إلى‭ ‬لاجئين‭ ‬وتم‭ ‬تطهير‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬بلدة‭ ‬وقرية‭ ‬عرقيا‭ ‬من‭ ‬سكانها‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬بين‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬1947‭ ‬ومنتصف‭ ‬عام‭ ‬1948‭.‬

استمر‭ ‬تهجير‭ ‬فلسطين‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬أخرى‭ ‬لعدة‭ ‬سنوات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬النكبة‭ ‬قد‭ ‬انتهت،‭ ‬لكن‭ ‬النكبة‭ ‬لم‭ ‬تنتهِ‭ ‬قط‭. ‬فحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬المجتمعات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬في‭ ‬تلال‭ ‬الخليل‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وفي‭ ‬صحراء‭ ‬النقب‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى،‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬سعي‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬تكريس‭ ‬التفوق‭ ‬الديموغرافي‭ ‬والتصدي‭ ‬للنمو‭ ‬الديمغرافي‭ ‬السريع‭.‬

وبالطبع،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ملايين‭ ‬اللاجئين‭ ‬عديمي‭ ‬الجنسية‭ ‬محرومين‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬السياسية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الأساسية‭. ‬

في‭ ‬خطاب‭ ‬ألقته‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬العالمي‭ ‬لمناهضة‭ ‬العنصرية‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬وصفت‭ ‬المفكرة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬الدكتورة‭ ‬حنان‭ ‬عشراوي،‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ملائم،‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أمة‭ ‬أسيرة‭ ‬رهينة‭ ‬النكبة‭ ‬المستمرة‮»‬‭.‬

وصفت‭ ‬الدكتورة‭ ‬حنان‭ ‬عشراوي‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬النكبة‭ ‬المستمرة‮»‬‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬أشكال‭ ‬التعبير‭ ‬تعقيدًا‭ ‬وانتشارًا‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬الاستعمار‭ ‬والفصل‭ ‬العنصري‭ ‬والعنصرية‭ ‬والإيذاء‮»‬‭. ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬النكبة‭ ‬كحدث‭ ‬في‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬فقط‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التدفق‭ ‬الهائل‭ ‬للاجئين‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬1947‭ ‬و1948‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬مباشرة‭ ‬لحملة‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬الصهيونية‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬دالت‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬كان‭ ‬إيذانًا‭ ‬رسميًا‭ ‬بحدوث‭ ‬نكبة‭ ‬أكبر،‭ ‬والتي‭ ‬استمرت‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬‮«‬خطة‭ ‬دالت‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬الخطة‭ ‬‮«‬د‮»‬،‭ ‬بدأتها‭ ‬القيادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬ونفذتها‭ ‬المليشيات‭ ‬الصهيونية‭ ‬بهدف‭ ‬إفراغ‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬معظم‭ ‬سكانها‭ ‬الأصليين‭.‬

لقد‭ ‬نفذ‭ ‬الصهاينة‭ ‬تلك‭ ‬الخطة‭ ‬بنجاح،‭ ‬بينما‭ ‬مهدوا‭ ‬الطريق‭ ‬لعقود‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬والمعاناة‭ ‬التي‭ ‬تحمَّل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬العبء‭ ‬الأكبر‭ ‬منها‭.‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬فإن‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الحالي‭ ‬ونظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬الراسخ‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬ليسا‭ ‬مجرد‭ ‬النتائج‭ ‬المقصودة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المقصودة‭ ‬للنكبة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مظاهر‭ ‬مباشرة‭ ‬لنكبة‭ ‬لم‭ ‬تنتهِ‭ ‬أبدًا‭.‬

من‭ ‬المعترف‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬للأسف،‭ ‬أن‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الأحداث‭ ‬المحددة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تهجيرهم‭ ‬القسري،‭ ‬يتمتعون‭ ‬بحقوق‭ ‬‮«‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتصرف‮»‬‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭. ‬فقرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رقم‭ ‬194‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬قانونا‭ ‬أن‭ ‬تنتهك‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭.‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬ينص‭ ‬قرار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رقم‭ ‬194‭ (‬III‭) ‬لعام‭ ‬1948‭ ‬على‭ ‬الآتي‭: ‬‮«‬وجوب‭ ‬السماح‭ ‬بالعودة‭- ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭- ‬للاجئين‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭ ‬والعيش‭ ‬بسلام‭ ‬مع‭ ‬جيرانهم،‭ ‬ووجوب‭ ‬دفع‭ ‬تعويضات‭ ‬عن‭ ‬ممتلكات‭ ‬الذين‭ ‬يقررون‭ ‬عدم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭ ‬وعن‭ ‬كل‭ ‬مفقود‭ ‬أو‭ ‬مصاب‭ ‬بضرر،‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬وفقاً‭ ‬لمبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والإنصاف‭ ‬أن‭ ‬يعوض‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الفقدان‭ ‬أو‭ ‬الضرر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومات‭ ‬والسلطات‭ ‬المسؤولة‮»‬‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬هي‭ ‬الحكومة‭ ‬المسؤولة،‭ ‬فقد‭ ‬تحركت‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬بسرعة‭ ‬للنأي‭ ‬بنفسها‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬لوم‭ ‬أو‭ ‬مسؤولية‭. ‬فالملفات‭ ‬‮«‬السرية‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬استعادها‭ ‬باحثون‭ ‬إسرائيليون‭ ‬ونشرتها‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬هآرتس‮»‬‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬تتضمن‭ ‬ملفًا‭ ‬باسم‭ ‬GL-18/17028‭.‬

توضح‭ ‬الوثيقة‭ ‬كيف‭ ‬حاول‭ ‬ديفيد‭ ‬بن‭ ‬جوريون،‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬كتابة‭ ‬التاريخ‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬اكتمال‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬والرئيسية‭ ‬من‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬لفلسطين‭. ‬ولتحقيق‭ ‬هدفه،‭ ‬اختار‭ ‬بن‭ ‬جوريون‭ ‬أكثر‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬فاضحة‭: ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬هروب‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المزعوم‭ ‬على‭ ‬الضحايا‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أنفسهم‭.‬

لكن‭ ‬لماذا‭ ‬يهتم‭ ‬الصهاينة‭ ‬المنتصرون‭ ‬بالقضايا‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬تافهة‭ ‬كروايات؟

كتبت‭ ‬صحيفة‭ ‬ها‭ ‬آرتس‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬مثلما‭ ‬صاغت‭ ‬الصهيونية‭ ‬رواية‭ ‬جديدة‭ ‬للشعب‭ ‬اليهودي‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عقود‭ ‬قليلة،‭ ‬فقد‭ ‬أدرك‭ (‬بن‭ ‬جوريون‭) ‬أن‭ ‬الأمة‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬أقامت‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬قبل‭ ‬ظهور‭ ‬الصهيونية‭ ‬ستسعى‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬صياغة‭ ‬رواية‭ ‬تاريخية‭ ‬خاصة‭ ‬بها‮»‬‭. ‬هذه‭ ‬‮«‬الأمة‭ ‬الأخرى‮»‬‭ ‬هي‭ ‬بالطبع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

وهكذا،‭ ‬فإن‭ ‬جوهر‭ ‬الرواية‭ ‬الصهيونية‭ ‬حول‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬لفلسطين،‭ ‬كان‭ ‬مبنيًا‭ ‬على‭ ‬الادعاء‭ ‬المدمر‭ ‬بأن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬قد‭ ‬غادروا‭ ‬‮«‬باختيارهم‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬واضحًا‭ ‬للصهاينة‭ ‬أنفسهم‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬فقط‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬غادر‭ ‬سكان‭ ‬القرى‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬تعليمات‭ ‬قادتها‭ (‬المحليين‭) ‬أو‭ ‬المخاتير‮»‬‭.  ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬القليلة‭ ‬المنعزلة،‭ ‬فإن‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الأمان‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬خلال‭ ‬أوقات‭ ‬الحرب‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعد‭ ‬جريمة،‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكلف‭ ‬اللاجئ‭ ‬حقه‭ ‬غير‭ ‬القابل‭ ‬للتصرف‭.‬

إذا‭ ‬أصبح‭ ‬المنطق‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغريب‭ ‬هو‭ ‬المعيار‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬فإن‭ ‬اللاجئين‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬وليبيا‭ ‬والسودان‭ ‬وجميع‭ ‬مناطق‭ ‬الحرب‭ ‬الأخرى‭ ‬سيفقدون‭ ‬حقوقهم‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬والمواطنة‭ ‬في‭ ‬أوطانهم‭.‬

لكن‭ ‬المنطق‭ ‬الصهيوني‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يهدف‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬تحدي‭ ‬الحقوق‭ ‬القانونية‭ ‬أو‭ ‬السياسية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬أكبر‭ ‬عرفها‭ ‬المثقفون‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬بالمحو‭: ‬التدمير‭ ‬المنهجي‭ ‬لفلسطين‭ ‬وتاريخها‭ ‬وثقافتها‭ ‬ولغتها‭ ‬وذاكرتها،‭ ‬وبالطبع‭ ‬شعبها‭.‬

انعكست‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬الخطابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬المبكرة،‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬إفراغ‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬سكانها،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬وطن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بشكل‭ ‬خبيث‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬أرض‭ ‬بلا‭ ‬شعب‮»‬‭.‬

إن‭ ‬إنكار‭ ‬وجود‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬تم‭ ‬التعبير‭ ‬عنه‭ ‬مرات‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الصهيوني‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬يستخدم‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬75‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬النكبة‭ ‬المستمرة‭ ‬وإنكار‭ ‬وجود‭ ‬الجريمة‭ ‬الشنيعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إسرائيل‭ ‬وداعميها‭ ‬يتطلب‭ ‬فهمًا‭ ‬أعمق‭ ‬بكثير‭ ‬لما‭ ‬سقط‭ ‬ومازال‭ ‬يصيب‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

يجب‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬النكبة‭ ‬ليست‭ ‬نقطة‭ ‬سياسية‭ ‬واحدة‭ ‬يجب‭ ‬مناقشتها‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬المساومة‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يزعمون‭ ‬أنهم‭ ‬يمثلون‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

كتب‭ ‬المؤرخ‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشهير‭ ‬سلمان‭ ‬أبو‭ ‬ستة‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬النكبة‭ ‬وحق‭ ‬العودة‭ ‬للاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭: ‬‮«‬الفلسطينيون‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬أي‭ ‬التزام‭ ‬أخلاقي‭ ‬أو‭ ‬قانوني‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬على‭ ‬نفقتهم‭ ‬الخاصة‭. ‬إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ملزمة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬بتصحيح‭ ‬الظلم‭ ‬الشنيع‭ ‬الذي‭ ‬ارتكبته‮»‬‭.‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬فإن‭ ‬النكبة‭ ‬هي‭ ‬قصة‭ ‬فلسطينية‭ ‬شاملة‭ ‬عن‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬أيضًا‭. ‬إنها‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬قصة‭ ‬ضحية،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬قصة‭ ‬صمود‭ ‬فلسطيني‭ - ‬صمود‭ - ‬ومقاومة‭. ‬إن‭ ‬النكبة‭ ‬هي‭ ‬القضية‭ ‬الأكثر‭ ‬توحيدًا‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬جميع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬معًا،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬قيود‭ ‬الفصائل‭ ‬أو‭ ‬السياسة‭ ‬أو‭ ‬الجغرافيا‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإن‭ ‬النكبة‭ ‬ليست‭ ‬تاريخًا‭ ‬واحدًا‭. ‬إنها‭ ‬القصة‭ ‬كلها‭ ‬التي‭ ‬ستكتب‭ ‬خاتمتها‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أنفسهم‭.‬

 

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬وصحفي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا