«أملا في الحفاظ على أحدهما بعد مقتل الآخر» تنازلت سيدة عن حقها الخاص في جريمة قتل ابنها، وأنقذت ابنها الآخر من حكم الإعدام، بعدما قتل شقيقه طعنا بسبب خلافات أسرية، حيث باشرت المحكمة الجنائية الأولى نظر القضية على مدار ثلاثة أشهر استمعت فيها لشهادة الأم وشقيقة المتهم والمجني عليه والجيران والمقربين من المتهم والمجني عليه حتى أصدرت أمس حكمها بمعاقبة المتهم بالسجن المؤبد وذلك بعد أن أخذته بالرأفة عملا بما لديها من صلاحيات بنص المادة 72 من قانون العقوبات.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إنه نظرا إلى ظروف الدعوى وتنازل عائلة المجني عليه (الأم والشقيقة) عن حقهم الخاص، وأخذا بأقوال والدة المتهم وشقيقته من أن المتهم هو العائل الوحيد لهما ويقوم برعاية والدته وبارا بها وأنه حسن السير والسلوك بشهادة كافة الشهود أمام المحكمة حكمت بمعاقبته بالسجن المؤبد، حيث إنه من الجدير ذكره أن المادة 72 من قانون العقوبات تنص على أنه إذا توافر في الجناية ظرف رأى القاضي أنه يدعو إلى الرأفة بالمتهم وجب تخفيض العقوبة فإذا كانت العقوبة المقررة للجناية هي الإعدام جاز إنزالها إلى السجن المؤبد أو المؤقت وإن كانت عقوبتها السجن المؤبد جاز إنزالها إلى السجن المؤقت أو الحبس الذي لا يقل عن ستة أشهر، وإن كانت عقوبتها السجن المؤقت لا يحكم القاضي بالحد الأقصى للعقوبة ويجوز له إنزالها إلى الحبس الذي لا يقل عن ثلاثة أشهر.
تفاصيل الواقعة
وكانت بداية الواقعة ببلاغ لمركز الشرطة من المتهم يقر بوقوع خلاف مع شقيقه وضربه بواسطة سيف، حيث توجهت قوة أمنية لمكان الواقعة وشوهد المجني عليه متوفيا فقام أحد أفراد الشرطة بسؤال المتهم عن الواقعة وقرر له أنه هناك خلاف مالي بينهما وحصلت بينهما مشادة بداخل المنزل وعندما خرجوا من المنزل قام المجني عليه بمحاولة الاعتداء عليه بسكين وقام هو بدوره بإخراج سيف من سيارته وضربه به عدة ضربات وبإجراء التحريات تبين له أن هناك خلافات مالية بين المجني عليه والمتهم.
حيث استمعت المحكمة في جلسات سابقة لشهادة والدة المجني عليه والمتهم، وأقرت بوجود خلافات بينهما وصلت لتهديد المجني عليه للمتهم بضربه، وقالت إن يوم الواقعة أثناء أدائها صلاة الفجر سمعت صوت صراخ يصدر من فناء المنزل على أثر المشادة بين أبنائها وطلبت منهما الدخول للمنزل وكان حينها المجني عليه يريد الاستحمام ومن ثم قامت بالدخول لإكمال الصلاة وأثناء ذلك سمعت صوت ضرب مجددا وكان المتهم خارج المنزل ولم تشاهده وأخبرها أنه لا يوجد شيء وطلب منها الدخول للمنزل فسألته عن المجني عليه فأخبرها أنه سقط على الأرض فطلبت منه أخذه إلى المستشفى فقرر لها أنه يحتاج إلى سيارة الإسعاف وهي حاضرة في الطريق.
وأضافت الأم أن المتهم (المهندس) هو من يعيلها وبار بها وبشقيقته وأنه لم يكن يوما من أصحاب المشاكل بل أنه متعاون مع جميع أفراد الأسرة حتى بوالده قبل وفاته في الوقت الذي كان فيه الضحية دائما ما يسبب لهم المشاكل نظرا إلى تعاطيه المواد المخدرة ودائما التعدي على أفراد الأسرة بسبب طلبه المستمر للأموال، كاشفة أن يوم الواقعة هو يوم خروج المجني عليه من السجن بعد قضاء عقوبة في قضية مخدرات حيث ما لبث وخرج، افتعل المشكلة مع شقيقه المتهم التي انتهت به إلى القتل وقادت ابنها الآخر للمحاكمة، فيما شهدت شقيقة المجني عليه والمتهم أيضا بنفس الأقوال، كما استمعت المحكمة إلى جيران منزل الحادث الذين أكدوا حسن علاقة المتهم بالجميع وأنه لم يكن يوما مصدرا للمشاكل على عكس المجني عليه الذى كان معروفا عنه تعاطيه للمواد المخدرة وافتعاله للمشاكل داخل البيت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك