العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

الـنـقـوش الـدلـمــونــيـة تـرتـبـــط بمؤســســة الــــمـــعـــبـــد وخــاصـــة بــأهـــل دلــمـــــون

كتبت - زينب إسماعيل

الجمعة ١٩ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمتاحف‭ ‬نظمت‭ ‬جمعية‭ ‬تاريخ‭ ‬وآثار‭ ‬البحرين‭ ‬الأربعاء‭ (‬18‭ ‬مايو‭ ‬2023‭) ‬معرضا‭ ‬فنيا‭ ‬وورشة‭ ‬ومحاضرة‭ ‬النقوش‭ ‬الدلمونية‭ ‬للفنان‭ ‬والباحث‭ ‬البحريني‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأختام‭ ‬الدلمونية،‭ ‬محمود‭ ‬عبدالصاحب‭.‬

حضر‭ ‬الفعالية‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬ليوم‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬والأدب‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬والكويت‭. ‬وكانت‭ ‬الورشة‭ ‬تخصصية‭ ‬ناقشت‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬صاحبت‭ ‬الخط‭ ‬المسماري‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬النقوش‭ ‬والرموز‭ ‬البدائية‭ ‬والصورية‭ ‬والرمزية‭ ‬حتى‭ ‬انتظمت‭ ‬في‭ ‬الخط‭ ‬المسماري‭ ‬بلغاته‭ ‬السومرية‭ ‬والآكدية‭ ‬وتواصلت‭ ‬المسيرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬حتى‭ ‬كان‭ ‬خط‭ ‬المسند‭ ‬والنبطي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حطّ‭ ‬رحال‭ ‬الخط‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬العربية‭.‬

ومارس‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الورشة‭ ‬التخصصية‭ ‬عملية‭ ‬الكتابة‭ ‬على‭ ‬الطين‭ ‬الطري‭ ‬في‭ ‬تسطير‭ ‬النقوش‭ ‬الدلمونية‭ ‬بواسطة‭ ‬القلم‭ ‬الخشبي‭ ‬الخاص‭ ‬لهذه‭ ‬النقوش‭ ‬البدائية‭ .‬

وخلال‭ ‬محاضرة‭ ‬‮«‬فلسفة‭ ‬الوعي‭ ‬في‭ ‬رَمّزِيّةَ‭ ‬النقوشِ‭ ‬الدلمونية‮»‬‭ ‬تحدث‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬النقوش‭ ‬الدلمونية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬ترتقي‭ ‬إلى‭ ‬كتابة‭ ‬منتظمة‭ ‬وإنما‭ ‬كانت‭ ‬رموزا‭ ‬عملية‭ ‬اتصالية‭ ‬محلية‭ ‬خاصة‭ ‬بثقافة‭ ‬دلمون‭ ‬وكانت‭ ‬بمثابة‭ ‬نقوش‭ ‬صورية‭ ‬ورمزية‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الأسس‭ ‬العامة‭ ‬للخط‭ ‬المساري‭ ‬الذي‭ ‬مرّ‭ ‬بأدوار‭ ‬من‭ ‬الصورية‭ ‬والرمزية‭.‬

وقال‭ ‬عبدالصاحب‭ ‬إن‭ ‬النقوش‭ ‬الدلمونية‭ ‬كانت‭ ‬خاصة‭ ‬بمؤسسة‭ ‬المعبد‭ ‬ولبعض‭ ‬الشخوص‭ ‬المهمة‭. ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الختم‭ ‬الدلموني‭ ‬بمثابة‭ ‬التعريف‭ ‬لشخصية‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬يعلقه‭ ‬على‭ ‬صدره‭ ‬ويضعه‭ ‬في‭ ‬قبره‭ ‬عند‭ ‬مماته‭ ‬كرمز‭ ‬له‭ ‬وتحقيق‭ ‬لذاته‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المظاهر‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬زخرت‭ ‬بها‭ ‬الأختام‭ ‬الدلمونية‭ ‬من‭ ‬تجريد‭ ‬وترميز‭ ‬ونقوشات‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬الذوق‭ ‬الفني‭ ‬الرفيع‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأشكال‭ ‬على‭ ‬سطوح‭ ‬الأختام‭ ‬الصغيرة‭ ‬الحجم،‭ ‬فصانع‭ ‬الختم‭ ‬لم‭ ‬يعتمد‭ ‬كلياً‭ ‬على‭ ‬المدلولات‭ ‬الطبيعية‭ ‬بل‭ ‬جسّم‭ ‬ما‭ ‬رآه‭ ‬في‭ ‬الطبيعة‮»‬‭.‬

‭ ‬وذكر‭ ‬الباحث‭ ‬أن‭ ‬النقوش‭ ‬الدلمونية‭ ‬رموز‭ ‬دلالية‭ ‬لنظام‭ ‬اتصال‭ ‬بدائي‭ ‬ترك‭ ‬مؤشرات‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬من‭ ‬العلامات‭ ‬الرمزية‭ ‬التي‭ ‬تطورت‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬دلمون‭ ‬في‭ ‬الألفية‭ ‬الثانية‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭. ‬حيث‭ ‬تظهر‭ ‬هذه‭ ‬النقوش‭ ‬كرموز‭ ‬اتصالية‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬على‭ ‬الفخار‭ ‬والأختام‭ ‬وبعض‭ ‬القطع‭ ‬البرونزية‭. ‬وتطورت‭ ‬من‭ ‬الرموز‭ ‬الفردية‭ ‬على‭ ‬الفخار‭ ‬إلى‭ ‬تسلسلات‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيداً‭ ‬على‭ ‬الأختام‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬كوسيلة‭ ‬نظام‭ ‬اتصال‭ ‬محلي‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬دلمون‭.‬

وأضاف‭ ‬عبدالصاحب‭ ‬‮«‬كان‭ ‬لها‭ - ‬أيضا‭ - ‬دور‭ ‬طقسي‭ ‬تروي‭ ‬تاريخ‭ ‬ذاك‭ ‬الزمان‭ ‬الذي‭ ‬مضى‭ ‬بجانب‭ ‬التأثير‭ ‬الديني‭ ‬والإيعاز‭ ‬من‭ ‬مسئولية‭ ‬المعبد‭ ‬في‭ ‬أهمية‭ ‬إنتاج‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأختام‭ ‬الهوية‭ ‬والتي‭ ‬بها‭ ‬مسوح‭ ‬دينية‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأختام‭ ‬دلت‭ ‬على‭ ‬ترابط‭ ‬عقائدي‭ ‬داخلي‭ ‬في‭ ‬دلمون‭ ‬ورسمي‭ ‬للاستخدام‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬والدولة‭ ‬والمعبد‭ ‬والمعتقد،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬مرتبة‭ ‬الألوهية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬ملوك‭ ‬دلمون،‭ ‬مستدلا‭ ‬بالنص‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬حجر‭ ‬ديوراند‭ ‬المكتشف‭ ‬في‭ ‬المدافن‭ ‬الملكية‭ ‬بعالي‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬الملك‭ ‬ريموم‭ ‬خادما‭ ‬للإله‭ ‬إنزاك‭ ‬ويحل‭ ‬محله‭ ‬ابنه‭ ‬إيغلي‭ ‬إيل‭.‬

وتابع‭ ‬الباحث‭ ‬‮«‬استوحت‭ ‬الأختام‭ ‬الدلمونية‭ ‬فكرتها‭ ‬من‭ ‬فلسفة‭ ‬الكون‭ ‬وبدء‭ ‬الخليقة‭ ‬لدى‭ ‬السومريين‭ ‬بحكم‭ ‬العلاقات‭ ‬القائمة‭ ‬المباشرة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬المدونات‭ ‬والنصوص‭ ‬الأدبية‭ ‬المسمارية‭ ‬السومرية‭ ‬والآكدية‭ ‬والشواهد‭ ‬الأثرية‭ ‬التاريخية‭ ‬للمدافن‭ ‬والتلال‭ ‬الدلمونية‭ ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬إلى‭ ‬حضارة‭ ‬دلمون‭ ‬بجانب‭ ‬المعابد‭ ‬الفريدة‭ ‬الخاصة‭ ‬بهوية‭ ‬دلمون‭. ‬وتتجلى‭ ‬بوضوح‭ ‬الركائز‭ ‬العقائدية‭ ‬لدى‭ ‬الدلمونيين‭ ‬في‭ ‬تقصى‭ ‬ومعرفة‭ ‬سر‭ ‬الوجود‭ ‬ككل‭ ‬وإبراز‭ ‬الحياة‭ ‬الكونية‭ ‬والإنسانية‭ ‬وهي‭ ‬بذاتها‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬عظمى‭ ‬وجدت‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬الهائل‭ ‬واستخلفت‭ ‬الإنسان‭ (‬إنكي‭) ‬لإدارة‭ ‬وتعمير‭ ‬وحرث‭ ‬الأرض‭ ‬واستمرار‭ ‬الحياة‭ ‬والتواصل‭ ‬التاريخي‭ ‬وتهيئة‭ ‬الأرض‭ ‬وبخاصة‭ ‬أرض‭ ‬دلمون‭ (‬الأقليم‭ ‬الخصب‭)‬‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا