الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الكلمة السامية في القمة العربية
جاءت الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، أمام القمة العربية 32 في جدة بالمملكة العربية السعودية، لترسخ مبادئ الدبلوماسية البحرينية الحكيمة بشأن التعاون العربي، والقضايا والمستجدات، وتحمل معها رؤية مستقبلية للمنطقة.
فقدت تضمنت الكلمة السامية النهج البحريني لمواصلة مسيرة العمل العربي المشترك، بإرادة حرة، وتصميم ذاتي، وبروح التضامن الجماعي المخلص، ما يؤكد أن التكامل والإرادة العربية هي السياج والحصن المنيع لمواجهة كافة التحديات والصعوبات، وصولا الى التطور المنشود، والحفاظ على الأمن القومي العربي.
كما أن الإشارة الملكية السامية إلى أن نهج السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي الذي لا بديل عنه، لتأسيس للاستقرار والرخاء والوئام للشعوب، مهما تشابكت الأمور وتعقدت، أو حاولت جهات تعطيله أو عرقلته.
وبرؤية ملكية ثاقبة، تدرك الحاضر وتستشرف المستقبل، جاءت الكلمة السامية لتشير إلى بوادر نظام إقليمي متجدد ومتوازن، تم التمهيد له والتأسيس عليه، عبر تحركات دبلوماسية سعودية ناجحة، من خلال استئناف العلاقات مع إيران، واستمرار الهدنة في اليمن، وعودة سوريا إلى البيت العربي الكبير، فضلا عن تأكيد الموقف البحريني على ضرورة وقف الاشتباكات المسلحة في السودان، ودعم حقوق مصر في مياه النيل، ودعم الحل العادل للقضية الفلسطينية، والسلام بين روسيا وأوكرانيا.
وحيث إن تاريخ وثوابت وقيم الأمة العربية هي الرصيد الأكبر لحاضر مستدام ومستقبل زاهر، فقد جاءت الكلمة السامية لتؤكد على التاريخ العربي العريق والقيم الدينية والإنسانية والحضارية، وما تتمتع به من ثروات بشرية وكفاءات مبدعة، وموقع استراتيجي مميز، وموارد طبيعية متنوعة، وهي تشكل الثروة والقوة العربية التي تتسابق لها الأمم والدول.
كما أن الكلمة السامية أشارت إلى نقطة بالغة الأهمية، وتتوافق مع النظام الإقليمي الجديد والتحولات المقبلة، من خلال تجديد الشراكة الاستراتيجية مع الدول الحليفة والصديقة، القائمة على حفظ المصالح المشتركة، وبرؤية توافقية وسياسات أكثر فاعلية، للتصدي للإرهاب، ووقف الحروب، وتهديدات أسلحة الدمار الشامل، ما يعني أن المصالح الثنائية، واحترام الدولة الوطنية، والرؤية التوافقية هي المرتكز الرئيسي الجديد لمستقبل العلاقات العربية مع دول العالم.
وقد شعر الشعب البحريني بالفخر والاعتزاز بترحيب جلالة الملك المعظم أيده الله، لاستضافة مملكة البحرين اجتماعات القمة العربية المقبلة في 2024، ليستكمل نجاح قمة جدة، ونهجها الرائد في ضمان تفعيل قرارات القمم العربية من خلال منهجية المتابعة، والخطوة بخطوة، وصولا إلى الأهداف المنشودة، وعبر الضمانات التي تعزز من أهمية وحيوية القمم لدى الشعوب العربية.
وكما أن قمة جدة تعد فرصة عربية جديدة ليس للتطلع إلى الماضي وإنما إلى المستقبل.. فإن قمة البحرين القادمة ستكون نقطة تحول لمستقبل زاهر بإذن الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك