الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
العالم يحبس أنفاسه.. يونيو القادم
ينشغل أهل الاقتصاد والمال في الفترة الحالية بمخاطر مرحلة انهيار الدولار الأمريكي، وتأثيراته في الدول المرتبطة بالعملة الأمريكية، خاصة الخليجية والعربية منها، في ظل ارتفاع سقف الدين الحكومي الأمريكي، وقيام وزارة الخزانة الأمريكية بتطبيق الإجراءات الاستثنائية، نتيجة لصعود مبلغ الدين وبلوغه السقف المحدد، مع تحذيرات من نفاد أموال الوزارة الأمريكية في يونيو 2023.. كما نشر ذلك في التقارير المختصة.
«العالم يحبس أنفاسه».. مع ترنح الدولار الأمريكي، هو عنوان بارز لعديد من التقارير والمقالات والتحليلات الاقتصادية المالية.. فهل آن الأوان لإصدار عملة خليجية موحدة غير مرتبطة بالدولار الأمريكي، تدل على التزام دول مجلس التعاون الخليجي بالاستقلال الاقتصادي والاعتماد على الذات، وتبعث برسالة قوية إلى المجتمع الدولي، مفادها أن دول مجلس التعاون الخليجي قادرة على رسم مسارها الاقتصادي، وتقليل اعتمادها على العوامل الخارجية.. كما كتب ذلك رجل الأعمال المعروف «خلف الحبتور».
ويجب أن نسعى إلى أن نتحرر من الدولار وتقلباته، وأن نملك وحدنا القرار في مصيرنا ومصير اقتصاداتنا، فالسياسة تخط الاقتصاد.. تؤثر فيه وتتأثر به، وفي ظل كل ما يشهده العالم اليوم، يلزم المشهد الاقتصادي العالمي الحالي إعادة تقييم، وتحديداً للسياسات النقدية والاستقلالية الاقتصادية للدول.. كما يقول الحبتور.
الآثار المتوقعة -كما هو منشور مؤخرا- أن انهيار الدولار الأمريكي المحتمل على العالم العربي يتعلق بتأثُّر العملات العربية المرتبطة بالدولار من ناحية، ومن ناحية أخرى تأثر احتياطيات البنوك المركزية العربية.
لذلك إن انهيار الدولار سيؤدي أولًا إلى انهيار أو انخفاض قيمة السندات المملوكة للدول، وحتى قيمة الودائع بالدولار الأمريكي ستنخفض بطبيعة الحال إذا انهار الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية.. لذلك أي انتكاسة للدولار ستؤثّر بالضرورة في عملات هذه الدول، فهي -أي العملات- ترتفع مع ارتفاع الدولار، وتنخفض مع انخفاضه، مقابل العملات الرئيسية والذهب طبعًا.
ما العمل؟ وما الحل؟ سؤال يجيب عنه الباحث الاقتصادي خالد أبو هلال حيث يقول: «لمواجهة احتمالية تزعزع مكانة الدولار، سواء على المدى القريب أو حتى المتوسط، لا بدَّ للدول العربية وتحديدا الخليجية من اتخاذ بعض الخطوات المهمة، منها: البدء ولو بشكل تدريجي بتخفيض قيمة الاستثمارات في السندات الأمريكية، ولنا في التجربة الصينية خير مثال، مع زيادة نسبة الذهب كمكوّن في الاحتياطيات النقدية لديها، بجانب العمل على تنويع احتياطيات البنوك المركزية العربية، بحيث تحتوي على سلة من العملات الرئيسية.
بالإضافة إلى تدشين مبادرة الانضمام إلى التكتلات الاقتصادية الكبيرة في العالم، وعلى رأسها تكتل بريكس، وقد تنبّه كل من السعودية والجزائر ومصر والإمارات لأهمية هذا التكتل، لذلك اتخذت خطوات باتجاه الانضمام إلى تكتل بريكس، ونتمنى من باقي دولنا العربية اتخاذ التوجه نفسه.
شهر يونيو القادم.. مع ما سيشهده من ارتفاع في حرارة الطقس خلال موسم الصيف، فإنه سيشهد كذلك مرحلة اقتصادية ومالية ساخنة.. نسأل الله النجاة وتجاوز آثارها.. وهذه مسألة في غاية الأهمية يجب الانشغال بها والعمل على معالجتها، من أجل مستقبل اقتصادي خليجي أكثر استقرارا ونماء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك