شهدت السنوات الأخيرة قفزة نوعية ومهمة في علم الطب الجزيئي وعلوم الجينات الوراثية، وباتت تطبيقاته في أقسام الطب المختلفة تتشعب بشكل كبير مما ينعكس ايجابا على تطور آليات التشخيص والعلاج للعديد من الحالات المرضية.
ولم يعد التقدم في علوم الجينات مقتصرا على تشخيص الأمراض وعلاجها، بل امتد ليشمل طرق الوقاية من الأمراض وتحسين جودة الحياة، وله أبعاده الاستراتيجية في مجال الصحة العامة والرياضة.
في المقال التالي توضح الدكتورة هدى عمران اختصاصية الوراثة الطبية والطب الجزيئي بالتفصيل أهمية الفحص الجيني بالنسبة إلى الإنجاز الرياضي إذ أصبح الفحص الجيني مهما في عالم الرياضة، وضرورة إذا ما أراد الرياضيون التفوق على منافسيهم وحصد الجوائز والتفوق في المسابقات والمنافسات الرياضية.
قالت: يوفر الطب الجزيئي والوراثة الرياضية معلومات مهمة عن أبرز العوامل الوراثية والجينية المؤثرة في الأداء الرياضي، مثل قدرة الجسم على استخدام الأوكسجين ومعدل النمو العضلي وكفاءة الأداء.
تتنوع الفحوصات الجينية التي يمكن إجراؤها للرياضيين بحسب الأشخاص، فمنها اختبارات التسلسل الجيني للجينات المرتبطة بقدرة الطاقة مثل ACT 3 وACE ومنها اختبارات الجينات المرتبطة بالتحمل مثل BDKRB2 وGABPB1 وكذلك اختبارات النوتر جينوم مثل MTHFR وFTO وSH2B1. ولهذا يتم اختيار الفحص بعد الاستشارة الوراثية للفرد وبما يناسب حالته. فبعض الاختبارات تتركز حول بعض الصفات الجسدية، والأمراض الوراثية والمزمنة، وبعضها قد يعكس احتمالية التعرض للإصابة، واستجابة الفرد لبعض أنواع التدريب.
كما يمكن للفحص الجيني أن يساعد في معرفة كيفية استجابة الفرد للغذاء والمكملات الغذائية، وبالتالي مساعدتهم على تحديد النظام الغذائي الأفضل بالنسبة لهم، كالحساسية الغذائية واستجابة الجسم للنظام الغذائي. مع ذلك، يجب ملاحظة أن الفحص الجيني ليس الطريقة الوحيدة لتحديد النظام الغذائي المناسب للرياضيين، ويجب دائمًا استشارة الخبراء في التغذية الرياضية.
وكذلك قد يلعب الفحص الجيني دورًا في اختيار الرياضة المناسبة للفرد. فعلى سبيل المثال، قد يكون الرياضي الذي لديه ميول جينية للتحمل والقوة مناسبا أكثر لرياضات الجري للمسافات الطويلة أو ركوب الدراجات، في حين أن الرياضي الذي يميل جينيًا إلى الجهد قد يكون مناسبا أفضل لرفع الأثقال أو الركض السريع. بالإضافة إلى ذلك، قد يختار الرياضي الذي يحمل صفات جينية (تغيرا مثلا في COL1A1 وCOL12A1 ) تجعله أكثر عرضة من غيره للإصابة بتمزق الاربطة كالرباط الصليبي تجنب الرياضات التي تنطوي على القفز والتغيير السريع في الاتجاه، مثل كرة القدم وكرة السلة.
ولأن مملكة البحرين سباقة في تطوير القطاع الرياضي نجد التوجيهات العليا من قائد الحركة الشبابية في مملكة البحرين سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وكذلك من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، للنهوض بالقطاع الرياضي وتطويره ورفده بالعلوم الحديثة والابتكارات المتميزة لمواكبة تطورات العصر بما يحقق الإنجاز والتفوق في مختلف المجالات، حيث أكد سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية أهمية تطوير القطاع الصحي بإطلاق البرامج النوعية الرائدة كمشروع مركز الجينوم الوطني لما يمثله من مشروع مهم واستراتيجي سيكون له دور وأثر إيجابي في مستقبل الأجيال القادمة وتأكيده شراكة القطاع الرياضي في البحرين مع مشروع مركز الجينوم الوطني.
في الختام، يبقى الفحص الجيني والوراثي وسيلة تضاف الى الوسائل العديدة للمحافظة على الصحة، وبالإمكان تطويره بما يساعد على معرفة التركيب الجيني للفرد، والذي يمكن استخدامه لمساعدة الرياضيين على تحسين الأداء الرياضي والوصول إلى أهدافهم الرياضية بشكل أكثر فعالية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك