أجرت الحوار: فاطمة اليوسف
استضافت مدينة كان الفرنسية، في الفترة من 16 حتى 27 مايو، مهرجان كان السينمائي الدولي في نسخته الـ76، وأُقيم مساء السبت الحفل الختامي للمهرجان، الذي يعد أحد المهرجانات السينمائية الأوروبية الثلاثة الكبرى، إلى جانب مهرجان فينيسيا السينمائي في إيطاليا، ومهرجان برلين السينمائي الدولي في ألمانيا.
حفل الختام الذي تم فيه توزيع جوائز للأفلام الفائزة، وكل ما يتعلق بصناعتها، بث مباشر على الهواء على قنوات فرنسية، ومنصات إلكترونية حول العالم، وتناقلت صوره وتفاصيله وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الفرنسية والعالمية، وحضر فيه النجوم والنجمات بأبهى حللهم مختتمين بذلك سلسلة من الإطلالات الناجحة لهم طوال فترة المهرجان.
وحظيت الدورة السادسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي بحضور عربي قوي. حيث يتضمن البرنامج عرض لأفلام مميزة تم اختيارها بعناية، وفقًا لما أعلنه تيري فيرمو مدير المهرجان.
كان من بين الوجوه العربية التي حضرت مهرجان كان في دورته الـ76, فتاة بحرينية مثقفة وجميلة عرفت بخبرتها في البرمجة المبتكرة ، وقدرتها المُثبتة على تحديد الأولويات ، والإدارة ، والتأثير ، وخلق أفكار جديدة في بيئة سريعة التغير ، و تمكنت من بناء البرامج التي تؤسس بثقةونجاح.
كما اشتهرت بعملها في منظمات بارزة ومعترف بها عالميًا في مدينة نيويورك في مجال السلع الفاخرة والضيافة والجمال والسلع الاستهلاكية. أما في الوقت الراهن فهي تشغل منصب المدير الأول للاتصالاتوالعلاقات العامة، كما اشتهرت بعملها في مجال الموسيقى / الترفيه والضيافة.
أخبار الخليج وفي حوار حصري وخاص لـ"عالم الشهرة" حاورت ليلى جهرمي, أول فتاة بحرينية تمشي على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينما فكان لنا معها هذا الحوار الشيّق والممتع.
ليلى جهرمي بداية نحن فخورون بكِ ونفخر بوجودك بيننا على صفحة "عالم الشهرة" في أخبار الخليج.
هل لكِ أن تحدثينا عن شعورك الآن وبعد أن أصبحتِ أول بحرينية تمشي على السجادة الحمراء في مهرجان كان؟
ـــ بداية أشكركم على هذا التقدير وجهدكم وتعاونكم معي, و أشعر بأنني محظوظة للغاية لإتاحة الفرصة لي لحضور مهرجان كان السينمائي السادس والسبعين لهذا العام ، فهذا المهرجان عبارة عن حدث عالمي يحتفل بالتميز في السينما والفن والإبداع ويسلط الضوء على المبدعين كما أنه يحرص على استقطاب المواهب والمهنيين من جميع أنحاء العالم.
أما بالنسبة لي، فقد كان من المميّز أن أكون هناك كأول امرأة بحرينية, فلطالما كان تمثيلي لمملكة البحرين عاملاً مهمًا خلال مسيرتي المهنية، وأن أكون قادرة على تمثيل البحرين على المسرح العالمي هو مجرد بداية لرؤية المزيد من المواهب البحرينية مستقبلا من خلال هذا المهرجان المرموق.
هل تعتقدين أنه بمجرد الوصول للسجادة الحمراء، قد أُضيفت مهام جديدة على عاتقك؟
أو بمعنى آخر هل ترين أن الوصول إليها أضاف إليكِ مسؤولية جديدة؟
ــ نعم ، فالوصول للسجادة الحمراء يضيف الكثير من المهام التي تتمثل المحافظة على الاستمرار في وضع معايير التميز وتعزيز العلاقات التي يتم إجراؤها مع الأفراد البارزين في هذا الحدث. كما أن المسؤولية تأتي كوني أول من يصل لهذا المكان المرموق وهنا تتمثل مسؤوليتي في كيفية مشاركة هذه المعرفة وخبراتي مع مجتمعي لإلهامهم كونها إحدى الخبرات العظيمة وكونها أيضا مسؤولية مجتمعية لتشجيعهم على مواصلة سيرهم لتحقيق النجاح والابتكار ليتمكنوا من رؤية أنفسهم على المسرح العالمي مثلي تماما.
حدثينا عن طفولتك وهل توقعتِ يومًا تحقيق هذا الإنجاز العظيم؟
ــ كانت طفولتي مثيرة للغاية, فقد كان والداي وعائلتي مميزين للغاية و عندما يتعلق الأمر بالعمل الجاد فهم يتّسمون بالنشاط والحماس الشديدين . وقد نشأت على الاستيقاظ مبكرًا وهذا شيء ما زلت أطبقه في حياتي حتى الآن ، فالاستيقاظ مبكرا يعني الكثير بالنسبة لي فهو بداية النشاط وإشراقة الأمل المتجدد.
كانت والدتي سيدة أعمال في البحرين منذ السبعينيات،وكانت صاحبة متجر أزياء ومتجر لبيع الزهور والعديد من الشركات الأخرى. وقد قضيت الكثير من وقت فراغي في هذه الأعمال ، بدءًا من سن مبكرة بمهام بسيطة ، وسافرت معها في العديد من رحلات العمل إلى آسيا وأوروبا والولايات المتحدة حين كنت فيه في الثانية عشرة من عمري ،ومن هنا تعرفت على العديد من الثقافات ، وهو أمر مثير للغايةبالنسبة لطفلة في مثل عمري. ورغم أنني كنت أعرف أن السفر والتعرف على الناس وتعلم العديد من الثقافات له آثار إيجابية إلا أنني لم يسبق لي أن أتخيل نفسي على السجادة الحمراء في مهرجان مثل كان.
كيف رأيتِ تنظيم المهرجان؟ وماهي أبرز المشاكل التي واجهتك خلال المهرجان؟
ـــ كان تنظيم المهرجان هذا العام رائعا للغاية، ولم يقتصر على السينما فقط بل شمل احتفالات وجوائز وتكريمات في شتى المجالات كالسينما والموضة وفنون الحياة أنا أقدر حقًا أنه يجذب جمهورًا عالميًا ويعترف بالمواهب من خلفيات مختلفة. وبصفتي مسؤول تنفيذي يعمل مع مواهب رفيعة المستوى ويشرف على العلاقات العامة ، يجب أن أكون دائمًا على أهبة الاستعداد وأولي الاهتمام بأدق التفاصيل.
ماذا عن دور الأهل والأصدقاء في حياتك المهنية وهل هناك تشجيع مستمر؟
ـــ نعم، فقد كانت عائلتي وأصدقائي يمثلون نظام دعم دائم ومستمر لي ، وقد آمنوا بي وبإمكانياتي منذ البداية، ومن المهم جدًا أن يكون لدينا الأشخاص المناسبون من حولنا لتقديم الدعم والإيجابية ، حتى لو كانت مجموعة صغيرة - فهذا الدعم يحدث فرقًا كبيرًا.
أما فيما يتعلق بزوجي فقد عمل أيضًا في مجال الترفيه مع بعض أكثر الفنانين نجاحًا وابتكارًا في العالم ، وكان مصدر إلهام كبير لي ويمكّنني دائمًا من الوصول إلى أعلى إمكاناتي ولا أنكر أنه قال لي يوما: إن أفضل شخص للمنافسة هو نفسك، أما أي شي آخر فهو مجرد لهو عن إكتشاف الذات.
من خلال سيرتك الذاتية علمنا انك قد عملتِ مع سيرينا ويليامز فهل لك وصف تلك التجربة؟
ـــ تعرفت على سيرينا ويليامز لأول مرة خلال بطولة الولايات المتحدة المفتوحة عام 2012 ، وعملت معها مرة أخرى في يناير 2023 بعد تقاعدها من التنس. من خلال تفاعلي معها ، علمت أنها كانت لطيفة جدا وداعمة حقيقية للمرأة. ومن خلال عملي معها تعلمت أنه لا يزال بإمكاننا تحقيق التميز ووضع الحدود للحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة.
وأذكر أيضا أنه خلال جلسة التصوير الخاصة بمشروعنا ، أوضحت لي أن يوم عملها هو 8 ساعات عادية ، لذلك كان علينا أن نبرم الحملة خلال ذلك الوقت. خلال تلك الثمان ساعات ، كانت لديها عقلية البطولة التي شجعتها للعمل وحفزت الفريق على العمل بكفاءة شديدة، خلاصة القول ، لقد تعلمت أنه لتقديم أفضل نسخة من نفسك ، لا يمكنك التنازل عن حدودك. كما أن العمل بذكاء لا يقل قيمة عن العمل الجاد.
بصفتك حفيدة أحد أوائل رجال الأعمال وأصحاب الفنادق في مملكة البحرين فهل اكتسبتي الطموح والإرادة منه؟
ـــ إنه بالتأكيد أحد أكبر مصادر إلهامي، فقد كان جدي رجل بدأ حياته المتواضعة بحلم أراد تحقيقه رغم كثرة الصعوبات التي واجهته ورغم كثرة العقبات التي واجهته في بداية مشواره فهو رجل عصامي. عمل بجهد وكان له دورا بارزا ومؤثرا في العديد من النواحي الاقتصادية والتجارية بشكل كبير باعتباره أحد الموزعين الأوائل للعلامات التجارية العالمية مثل مياه إيفيان وشوكولاتة كادبوري وكان من أصحاب الفنادق . لم أواجه عقبات كتلك التي واجهها جدي فهو ورغم كثرة الصعاب التي واجهها إلا أنه كان قادرًا على تحقيق الكثير وفتح مؤسسته لمساعدة الآخرين خلال أوقاتهم الصعبة.
وكيف لي أن لا أتأثر بذلك؟ إنه قوتي الدافعة وأنا أستمد عزيمتي وإصراري على النجاح منه لتعزيز إرثه.
من هو الداعم والمشجع الأول لليلى جهرمي من بين أفراد الأسرة؟
ـــ والداي يدعمان رحلتي بشكل لا يصدق ، ودائما ما يدفعانني لأخذ خطوة إلى الأمام. في عام 2008 ، بعد ما يقرب من عامين من تولي وظيفتي الأولى في البحرين ، فكرت في الحصول على درجة الماجستير في الاتصالات والعلاقات العامة، في ذلك الوقت وكنت ناجحة جدا في عملي ولم أتصور أنني يجب أن أغادر البحرين وأتابع دراستي العليا في الولايات المتحدة ، لكن والدي دفعاني للقيام بذلك والعثور على شغفي الحقيقي وقد ساهم ذلك في فتح الباب أمام مسار وظيفي جديد تمامًا وحصلت في النهاية على دور بارز في LVMH ، حيث كنت لمدة 10 سنوات تقريبًا ، أتعلم استراتيجيات التسويق من الشركة الرائدة في العالم في مجال الرفاهية ، وأعمل مباشرة مع الرئيس التنفيذي في الاتصالات المؤسسية والعلاقات العامة.
ليلى جهرمي أول فتاة بحرينية تصل للسجادة الحمراء فماهي الرسالة التي توجيهينها لبلدك الأم "مملكة البحرين" وماهي رسالتك للشباب؟
ـــ بصفتنا بحرينيين، لدينا إمكانية الوصول إلى أفضل تعليم ونحن محظوظون بوجود مثل هذه البنية التحتية الداعمة القوية ، والتي تسمح لنا بالظهور في المراحل العالمية، لقد تخرجت من مدرسة بيان البحرين ، حيث حصلت على تعليمي الثانوي ، وكانت "المدرسة" أول من أدرك مواهبي في مجال الاتصالات ، قبل أن أفهم تمامًا ما تعنيه كلمة اتصالات . كان لديّ نماذج رائعة ومعلمين في بيان البحرين ساعدوني في تشكيل وتأسيس ما أنا عليه اليوم.
"رسالتي إلى الأجيال القادمة هي ببساطة الإيمان بأنفسهم" فلا توجد هناك أي حدود لما يمكنهم تحقيقه ، فاستمر في ذلك وابق متواضعًا وممتنًا خلال كل ذلك. لتكون ناجحًا عليك أن تتحمل التحديات ، فالتحديات تجمّل الصبر دوما.
ماذا بعد السجادة الحمراء؟ وماهو سقف طموحاتك الآن؟
ـــ هدفي على المدى الطويل هو جلب المعرفة واكتساب العديد من المهارات والثقافات من خلال العمل مع بعض القادة الأكثر موهبة ونجاحًا في العالم إلى البحرين والشرق الأوسط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك