أكد عدد من الفعاليات ضرورة احترام المنبر الديني والحفاظ على رسالته النبيلة بإعلاء سماحة الدين الحنيف وتوحيد صفوف المسلمين وذلك بعدم تسيس وتحويل الخطب الدينية الواعظة إلى نهج تأزيمي يحيد عن الدعوة ويستغل مشاعر الناس في خطابات الكراهية، حيث أشاروا إلى أن هذا السلوك الذي يحاول البعض إحياءه من جديد مستنكر ويتعارض مع الدين الإسلامي الحنيف، ويمثل ابتداعا لدور منبر المسجد، وأشاروا الى أن تحويل منبر المسجد الذي يدعو إلى الإيمان وينشر وسطية الدين الإسلامي الحنيف إلى ساحة للهتافات والشعارات السياسية يعرضه لانتهاك حرمته ودوره الأساسي في نشر العلم والفضيلة.
وأشاروا إلى أن النظام الدستوري والقانوني السائد لدى مملكة البحرين حرص على ضمان حقوق الجميع، وراعى في ذات الوقت مبدأ الحفاظ على عدم التداخل والتضارب في إطار من التنظيم الحضاري المتقدم، وخاصة أن تسخير المنابر الدينية في غير مواضعها وأهدافها واستغلالها لتحقيق أهداف ومآرب أخرى يخل من مكانتها التي أوجدت من أجله والمتعارف عليها، ولا يجب أن تكون في يوم من الأيام سببًا في تفكيك المجتمع والإخلال بتماسكه واللحمة الوطنية، حيث إن تسيس المنبر يأتي في غير اختصاصه ومسؤولياته، وبالتالي فأن النتائج تصبح غير موضوعية ومقبولة.
مكانة المنبر الديني
أكد السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب أن المنبر الديني في كل المجتمعات وعلى مر العصور له مكانة رفيعة ودور حيوي، فاعل ومؤثر، في تعزيز وحدة المجتمع والصف والكلمة، وتوعية الناس حول الفضائل والأخلاقيات والعبادات، وترسيخ قيم ومبادئ التسامح والتعايش واحترام القانون، ونبذ الفرقة والعنف والتحريض.
مشيدا بما تحظى به دور العبادة في مملكة البحرين من رعاية واهتمام من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وجهود ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وأشار إلى أهمية التزام المنابر الدينية باحترام القانون والثوابت الوطنية باعتبارها واجبا ومسؤولية، وضرورة عدم تجاوز القانون، أو ممارسة أي أمر من شأنه تهديد النسيج الاجتماعي، وأهمية تمكين الخطاب الوطني الديني المسؤول، الرامي إلى تحقيق الخير والصلاح للوطن والمواطنين في ظل المسيرة التنموية الشاملة، وما تنعم به البلاد من أمن واستقرار وازدهار.
فيما أكد علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى أهمية تسخير واستثمار دور العبادة والمنابر الدينية، من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والمجتمعية، وأداء مسؤوليتها في نشر المبادئ والأسس الإسلامية النبيلة، والحث على التواد والألفة والمحبة بين مختلف شرائح وفئات المجتمع، مشددًا على ضرورة إبعاد المنابر الدينية عن خطابات التسييس والكراهية.
وأشار رئيس مجلس الشورى إلى أن رجال الدين وخطباء الجوامع والمساجد ودور العبادة يجب عليهم أداء دورهم الديني والوعظي والإرشادي وفق ما يحث عليه الدين الإسلامي الحنيف، مبينًا أنَّ دور العبادة يجب أن تبقى بعيدة عما يمس بقدسيتها ومكانتها ورمزيتها المؤثرة في المجتمع، باعتبار أنها مراكز إشعاع وهداية ورشاد للجميع.
ودعا رئيس مجلس الشورى إلى عدم استغلال الخطاب الديني في بث الرسائل السياسية، أو تحقيق مصالح أو منافع فئوية لا تخدم مصلحة الوطن، فضلًا عن كونها تضر بوحدة المجتمع وتماسكه، مؤكدًا أن المنابر الدينية تُتخذ لهداية الناس، وتعرفهم بالتعاليم الإسلامية السمحة، وذكر رئيس مجلس الشورى أنّ المجتمع البحريني جُبل على التسامح والتعايش واحترام الآخرين، ويعتبر نموذجًا راقيًا في التآلف والمحبة، كما إنه يرفض كل محاولات شق الصف وإحداث الفرقة والفتنة في المجتمع، خصوصًا عبر استغلال الخطابات الدينية البعيدة عن تحقيق الأهداف السامية للمنابر ودور العبادة.
مجتمع التسامح
وقال السفير خليل ابراهيم الذوادي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي بجامعة الدول العربية «لقد اعتاد مجتمعنا المتحاب على التسامح والتعاون لما فيه خير الوطن والمواطنين، وقد علّمنا الاجداد والآباء من خلال مجالسهم اليومية أو الأسبوعية على الصراحة ومعالجة قضاياهم وتعاونهم، واختطوا لأنفسهم طرقا للتعبير بما لا يخل بأمنهم واستقراراهم واعتبروا دور العبادة على تنوعها مكانا للذكر الحكيم وأداء الفروض الواجبة بما يقوي من عقيدتهم ويدعم جهودهم للخير والفلاح، وأدركوا بفطرتهم أن لكل مكان مقامه وهيبته».
وأضاف خليل الذوادي «إننا مع المشروع الوطني الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، قطعنا أشواطا طويلة من أجل خير الوطن والمواطنين ووجدت من التشريعات التي تحمي المجتمع وتأسس النهضة وتقدمه من خلال مجلسي النواب والشورى، ومن خلال تقدير الجهود الطيبة التي تحمي الوطن من التدخلات الاجنبية التي لا تريد إلا الشر للوطن والمواطنين، فنحن ولله الحمد مجتمع متكاتف ويجب ألا نترك لأي كان العبث بأمننا واستقرارنا، ومجتمعنا بتكاتفه الديني بعيد كل البعد عن الكراهية والتطرف والغلو، فالتسامح من شيم مجتمعنا البحريني .
كما أكد فؤاد أحمد الحاجي، عضو مجلس الشورى، أن دستور وقانون مملكة البحرين نظّم الممارسات الديمقراطية وحرية التعبير، وضمن القنوات المخصصة لإبراز تطلعات وطموحات المواطنين، تحت رعاية واهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، الداعم الأول لحرية الرأي والتعبير ضمن مشروع جلالته الاصلاحي الكبير.
وأوضح الحاجي أن النظام الدستوري والقانوني السائد لدى مملكة البحرين حرص على ضمان حقوق الجميع، وراعى في ذات الوقت مبدأ الحفاظ على عدم التداخل والتضارب في إطار من التنظيم الحضاري المتقدم، موضحًا أن تسخير المنابر الدينية في غير مواضعها وأهدافها واستغلالها لتحقيق أهداف ومآرب أخرى يخل من مكانتها التي أوجدت من أجله والمتعارف عليها، ولا يجب أن تكون في يوم من الأيام سببًا في تفكيك المجتمع والإخلال بتماسكه واللحمة الوطنية، حيث أن تسيس المنبر يأتي في غير اختصاصه ومسؤولياته، وبالتالي فأن النتائج تصبح غير موضوعية ومقبولة.
حرمة دور العبادة
من جانبها قالت المحامية دلال جاسم الزايد عضو مجلس الشورى إن الدولة تكفل بموجب دستور مملكة البحرين والتشريعات ذات الصلة حماية الدين والحريات الدينية وحرمة دور العبادة بجعلها مصانة لا تمس والتي تمارس في ظل المشروعية والقانون، مضيفة إنه ينبغي فصل الدين عن السياسة فكل منهما له مجاله وحدود مباشرته لمقاصدها واختصاصها بأداء دورها الديني ومنع استغلالها والنأي بها عن استغلال المنبر لتحقيق غايات وأهداف وأفكار سياسية أو إثارة أي فرقة بأي شكل من الأشكال، لذلك كفلت التشريعات سيادة القانون والتصدي لأي تجاوزات أو مخالفات ورتبت جزاءات على من يخالف ذلك حماية للمجتمع والأمن والسلم.
وأكدت عضو مجلس الشورى أنه من الضروري أن يكرس رجال الدين والخطباء المنبر الديني وخطابهم بشأن نشر والتوعية بأحكام شريعتنا الإسلامية بما يسند ويدعم الوحدة والتسامح والألفة فيما بين فئات المجتمع وتقوية الروابط الاجتماعية ووحدة الانتماء وهذا دورهم واختصاصهم مع الإشارة إلى إن كل هذه القيم متجذرة ومترسخة من الآباء والأجداد نشأ عليها الأجيال قوامها حب القيادة والوطن والمسئولية الوطنية وأن المواطنين دوما سدًا في مواجهة أي ممارسات تخالف ذلك وتجاه من يحاول النيل من تلك المبادئ المتجذرة.
فيما أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمني الوطني د. حسن بوخماس أن المحافظة على دور المنابر الدينية وعدم إخراجها عن إطارها الديني هي مسؤولية مشتركة للجهات المعنية، ورجال الدين، والمصلين، والحفاظ على قدسيتها وحرمتها، وتكون المنابر الدينية لنشر العلم والفضيلة والدعوة للخير والبر والتعاون، والتعايش السلمي، وإعلاء كلمة الحق، ونبذ الكراهية والعنصرية والطائفية، والدعوة إلى الوحدة الوطنية والتأكيد المستمر على أهميتها للحفاظ على المجتمع وتماسكه أمام جميع التحديات، وأشار بوخماس إلى أهمية البيان الذي أصدره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالحفاظ على المنابر الدينية وعدم تحويلها إلى مسارات أخرى بعيدة عن مقاصدها الشرعية الثابتة أو انتهاك حرمتها ودورها المناط بها وفقاً للدين الإسلامي.
كما أكد عضو مجلس النواب محمد موسى البلوشي أنّ المنبر الديني يلعب دورًا حيويًا في حياة المسلمين، فهو المكان الذي يتوافد إليه المؤمنون للتعلم والاستماع إلى الخطب والدروس الدينية التي تساعدهم على تطوير تفكيرهم وسلوكهم في الحياة. ومن أهم مبادئ هذا المنبر، هو عدم تسييسه والحفاظ على رسالته النبيلة بإعلاء السماحة والتزام تعاليم الدين الحنيف، لذلك يوجه نداء للمسؤولين والقائمين على هذا المنبر، بضرورة الحفاظ على هذه المكانة العظيمة، والعمل على نشر روح التسامح والتعايش بين الطوائف الدينية المختلفة، وتوحيد صف المسلمين، وتجنب الإسفاف في الخطاب والتحريض على الفرقة والتجزئة.
سماحة الدين الإسلامي
فيما أشار المستشار القانوني محمد الذوادي المدير التنفيذي لمجموعة المركز الدولي الخليجي إلى أن دور منبر المسجد الدعوة إلى العبادة والإيمان، والخطبة لها ضوابطها وشروطها التي لا يجوز الخروج بها عنها واستغلالها لأغراض نفعية سواء كانت سياسية أو حزبية أو لتصفية الحسابات أمر مرفوض، مؤكدا ضرورة الحفاظ على مكانة المنبر الديني انطلاقًا من الواجب الوطني والالتزام الدستوري الواقع على عاتق الكافة.
وأشار إلى أنه يجب الالتزام كذلك بعدم تسييس الخطاب الديني والحفاظ على رسالته النبيلة بإعلاء سماحة الدين الاسلامي الحنيف والعمل على توحيد صفوف المسلمين، والبعد عن كل ما يثير النعرات الطائفية او يؤجج الوحدة الوطنية، قائلا «نصت المادة (22) من دستور مملكة البحرين على (حرية الضمير مطلقة، وتكفل الدولة حرمة دُور العبادة، وحرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقا للعادات المرعية في البلد)».
ولذا يجب العمل على صون قدسية دور العبادة، والحرص على أن يكون الخطاب الديني بعيداً عن بث الكراهية ونشر التأزيم، وخصوصاً أن المجتمع البحريني مجتمع متماسك وواعي ويتمتع باللحمة الوطنية، ويجب على اجهزة الدولة المختصة ألا تسمح بتمكين صوت ونهج من يريد أن يشق الصف سواء من داخل او خارج مملكة البحرين، بما يتوافق مع نص المادة (23) من الدستور (حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما، وذلك وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون، مع عدم المساس بأسس العقيدة الإسلامية ووحدة الشعب، وبما لا يثير الفرقة أو الطائفية.
كما أكد عضو مجلس الشورى علي عبدالله العرادي دور ومكانة المنبر الديني باعتباره من يعبر عن رسالة ديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء، لا سيما عبر اضطلاعه بدوره الإيجابي المعهود في دعوة عموم المسلمين الى الهدى والرشاد وإعلاء القيم الأخلاقية، والدعوة إلى تهذيب النفس وتنقيتها، وعبر ترجمته لأحكام ومبادئ الدين إلى واقع معاش، فهو المدرسة الروحية والأخلاقية التي توحد صفوف المسلمين وتعلي شأنهم.
وأضاف العرادي أن الحفاظ على مكانة المنبر الديني ورسالته بشكل خاص، وقدسية دور العبادة بشكل عام تكون بعدم تسيسيه وتنزيهه عن التعاطي أو العمل السياسي، وأن يكون بعيدا عن خطابات الكراهية والتأزيم وألا يتحول إلى منصة لزرع الفتن والسموم، أو مكاناً لبث روح الكراهية والتنافر والاختلاف، أو تبني أفكار ومبادرات خارجية تسعى لشق الصف وتمزيق المجتمع، حيث إن ذلك النهج مرفوض، وأن الدول التي انتهج المنبر الديني فيها خطاب الكراهية باتت كما هو معروف بؤرة للإرهاب وغيره من ضروب الجرائم الخطيرة على الأمن والسلم.
واختتم العرادي تصريحه بأن التعويل على تماسك ووعي المجتمع البحريني هو نقطة الارتكاز الاساسية والسد المنيع، لأن ذلك الوعي وببساطة شديدة يدرك ما هي الأهداف الأصيلة التي يقوم عليها المنبر الديني، وما هو الدخيل عليه من ممارسات مرفوضة، سيما وانه مجتمع قائم على المحبة والتسامح وحب الخير، وملتزم بالقيم والمعايير الدينية والأخلاقية.
من جهته أكد الدكتور وسام السبع رئيس قسم البحوث وشئون المساجد بإدارة الأوقاف الجعفرية أهمية المحافظة على قدسية شعيرة صلاة الجمعة والجماعة، والنأي بالمساجد وبالشعائر العبادية عن أي استقطابات سياسية منشأها خارجي، وأكد أن هناك حرصا بالغا من قبل علماء الدين والمشايخ الأجلاء في البلاد لمسناه منهم - حفظهم الله - من خلال التواصل المباشر معهم، أكدوا من خلاله بأكثر من وسيلة أهمية التقيد بحالة الانضباط في ممارساتنا العبادية ذات الطابع الجماعي، وتغليب المصلحة العامة والحفاظ على الأمن والتحذير من مغبة الانفلات، والحرص على عدم السماح للمندسين بتعكير صفاء الشعائر الدينية المقدسة.
وأردف السبع: إن هذه المرحلة التي نمر بها في مملكتنا الغالية تتطلب وعيا كبيرا ويقظة تامة، ويتعين على الجميع استشعار المسئولية الوطنية والدينية في التصدّي لبعض الظواهر الدخيلة، والمحافظة على دور العبادة كمنابر للهداية والإرشاد والتوجيه، وترسيخ قيم الاستقامة التي حثّ عليها ديننا الإسلامي الحنيف.
من جانبه أشار فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف محمود آل محمود عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى أن الله تعالى جعل بيوته محلا لعبادته حيث إن المساجد هي مكان السكينة والطمأنينة في القلوب، وقد حثت الشريعة الاسلامية السمحة على عدم إشغال الراكعين والساجدين بما يشغلهم عن عبادة الله تعالى حتى لو كان ذلك بقراءة القرآن الكريم بصوت مرتفع، فضلا عن الأحاديث التي تكون بين الحاضرين والتي تكون بأصوات مرتفعة مما يشاغب المصلين، فما بالك عندما تستخدم بيوت الله في أمور تعكر صفو الأمن والاستقرار بين أبناء المجتمع الواحد.
أمانة المنبر
وأشارت رئيس مركز المنامة لحقوق الإنسان المحامية دينا عبدالرحمن اللظي إلى أن المنابر الدينية أمانة كبيرة يتولاها الخطباء وتراقبها أجهزة الدولة بحيث لا تنحرف عن مسارها، ولا تخرج عن الكلمة الجامعة وكلمة الحق والخير، وتعزيز الاستقرار والثبات الاجتماعي، والمبادئ السامية الثابتة، والبعد عن الخطابات والشعارات السياسية التي لا تتناسب مع قدسية الجوامع، ولا توفر أجواء السكينة والطمأنينة التي يحتاجها المصلون لأداء صلواتهم.
وقالت إن السياسة لها مجالاتها وقنواتها المعروفة، ولا يمكن أن يتم تسييس العبادات واستغلال صلاة الجمعة أو الصلوات الخمس في نشر رسائل سياسية أو ما يعكر صفو الوحدة الوطنية وتماسك المجتمع، ومحاولات تسييس العبادات من قنوات إعلامية موجهة ضد البحرين وتشجع على كل ما يثير الطائفية والعنصرية والتحريض على الدين والتعايش السلمي الذي يمتاز به المجتمع البحريني.
كما أكد الشيخ صلاح الجودر عضو مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وخطيب جامع الخير بالمحرق أن خطورة تسيس المنابر الدينية تكمن في توظيف المنابر في غير الغاية التي أنشئت من أجلها، وقد دفعت الكثير من المجتمعات ثمن ذلك حتى شاع العنف والخراب، وتمكنت الطائفية والحزبية، وأصبح كل ينادي على ليلاه.
وأضاف أن دور المنابر والمحاريب هو تعزيز الأمن المجتمعي، أمن الفرد، وأمن الأسرة، وأمن الجماعة، وذلك ينسجم مع الغايات الكبرى للإسلام، ولا يمكن أن يخرج المنبر عن النظام العام، لذا فإن أمن المنبر من الأولويات المجتمعية، وذلك لمكانة المنبر في نفوس الناس، فلا يخرج المنبر عن إشاعة الهدوء والسكينة، وقد حذر رسول الله من رفع الصوت أثناء خطبة الجمعة، وحذر من مس الحصى والخطيب يخطب، وحذر من البحث عن الضالة بالمسجد، وغيرها من التحذيرات التي تعزز أمن المنبر والمسجد والجامع.
فيما يقول النائب محمد الحسيني إن المساجد لها مكانة عالية وعظيمة في الإسلام وفي حياتنا، فيجب أن تصان عن أي استغلال سياسي، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إنَّ هذِه المَساجِدَ لا تَصْلُحُ لِشيءٍ مِن هذا، إنَّما هي لِذِكْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والصَّلاةِ وقِراءَةِ القُرْآنِ) رواه مسلم، فالمساجد هي أماكن للعبادة والصلاة والذكر والطمأنينة، فيجب أن تظل كذلك، ولا يجوز أن يتم تحويلها إلى منصات سياسية لبث الكراهية أو التحريض على العنف والطائفية، الواقف على المنبر النبوي يجب أن يكون في طليعة المدافعين عن الأحكام الشرعية والقيم الإنسانية وسيادة القانون، وليس أداة للتأزيم أو الكراهية أو تقسيم المجتمع، يقول الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً).
والواجب على أئمة المساجد وخطبائها والقائمين عليها أن يحافظوا على طهارة المسجد ونقاوته ومكانة المنبر، بما يليق بمكانته، وأدعو إلى عدم التهاون تجاه أي محاولة لاستغلال المنبر الديني للأغراض السياسية أو الخاصة أو بث الفرقة ونشر الطائفية، ويجب علينا أن نعمل جميعاً من أجل مجتمع بحريني واعي وأكثر تماسكًا ووحدةً ومحبة وتسامحًا، حيث يتم احترام أماكن العبادة واحترام القانون وأن يسود خطاب الإسلام والسلام.
من جانبه استنكر رئيس مأتم العجم الكبير رجل الأعمال محمد عباس بلجيك إقحام المنابر الدينية في شؤون سياسية لا دخل لها في الدور الديني لدور العبادة. منوها أنه في الآونة الاخيرة قام البعض بتحويل الصلوات في بعض الجوامع إلى ساحات سياسية وعنصرية يهتفون من خلالها بشعارات غريبة على المجتمع البحريني المسالم.
ودعا محمد عباس بلجيك خطباء المنابر الى القيام بدورهم المنشود في حفظ الدين والعبادات من الاستغلال وتطبيق الاجندات الخفية التي تشوه صورة دور العبادة، وتحريفها عن دورها الأصيل. مشددا على ضرورة حفاظ الجهات المعنية على نقاوة المنبر الاسلامي واحترام قدسيته وحرمته من الشعارات التي تؤدي إلى التعصب الديني والإرهاب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك