العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

بشرى الهندي متخصصة في رفاهية المؤسسات: البيئة العملية السامة منبع للاحتراق الوظيفي

كتبت: دلال العلوي

الخميس ٢٢ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

تقول‭ ‬الأستاذة‭ ‬بشرى‭ ‬الهندي‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬رفاهية‭ ‬المؤسسات‭: ‬هناك‭ ‬فروقات‭ ‬واضحة‭ ‬بين‭ ‬الرفاهية‭ ‬الوظيفية‭ ‬والاحتراق‭ ‬الوظيفي،‭ ‬البعض‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬مفهوم‭ ‬الرفاهية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬برامج‭ ‬ترفيهية‭ ‬أو‭ ‬وجبات‭ ‬عمل‭ ‬جماعية‭ ‬أو‭ ‬زيادة‭ ‬مالية‭ ‬فقط،‭ ‬الا‭ ‬انه‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭ ‬تماماً‭ ‬ويتعلق‭ ‬بسلامة‭ ‬البيئة‭ ‬المادية‭ ‬وما‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬العمال‭ ‬حيال‭ ‬عملهم‭ ‬والمناخ‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وتنظيم‭ ‬العمل‭ ‬ويجب‭ ‬ان‭ ‬تبنى‭ ‬الرفاهية‭ ‬بحسب‭ ‬استراتيجيات‭ ‬واضحة‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬ومرتبطة‭ ‬باحتياجات‭ ‬المؤسسة‭ ‬والعاملين‭ ‬فيها،‭ ‬كما‭ ‬للرفاهية‭ ‬انعكاسات‭ ‬إيجابية‭ ‬كثيرة‭ ‬أولها‭ ‬ارتفاع‭ ‬هرمون‭ ‬السعادة‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬الموظف‭ ‬نحو‭ ‬الإنتاجية‭ ‬العالية‭ ‬والتميز‭ ‬والعطاء‭ ‬اللامحدود‭. ‬

كما‭ ‬تشير‭ ‬بشرى‭ ‬إلى‭ ‬المفهوم‭ ‬الدقيق‭ ‬للاحتراق‭ ‬الوظيفي‭ ‬ليس‭ ‬وليد‭ ‬العصر‭ ‬كما‭ ‬يدعي‭ ‬البعض،‭ ‬وإنما‭ ‬يعود‭ ‬تاريخه‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1970‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عالم‭ ‬النفس‭ ‬الأمريكي‭ ‬هربرت‭ ‬فرودنبرجر‭. ‬واستخدمها‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬لوصف‭ ‬عواقب‭ ‬الإجهاد‭ ‬الشديد‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬منتشرا‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬مثل‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضات،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬الذين‭ ‬يضحون‭ ‬بأنفسهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الآخرين‭. ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬تُعرف‭ ‬الاحتراق‭ ‬الوظيفي‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬إجهاد‭ ‬مزمن‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬بعض‭ ‬الأعراض‭ ‬المصاحبة‭ ‬له‭ ‬كاستنزاف‭ ‬الطاقة‭ ‬وتقليل‭ ‬الفاعلية‭ ‬المهنية،‭ ‬وزيادة‭ ‬المشاعر‭ ‬السلبية‭ ‬تجاه‭ ‬الوظيفة،‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬السمات‭ ‬الشخصية‭ ‬للموظف‭ ‬وسلوكه‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أنه‭ ‬سيصبح‭ ‬انعزاليا‭ ‬وفاقدا‭ ‬للرغبة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الحياة‮»‬‭. ‬لذلك‭ ‬تؤكد‭ ‬بشرى‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬العدالة‭ ‬وبيئة‭ ‬العمل‭ ‬السامة‭ ‬وغياب‭ ‬الرضى‭ ‬الوظيفي‭ ‬والمكافآت‭ ‬غير‭ ‬المتكافئة‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسة‭ ‬المسببة‭ ‬للاحتراق‭ ‬الوظيفي‭.‬

وحتى‭ ‬تتحقق‭ ‬النتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬للرفاهية‭ ‬تشير‭ ‬بشرى‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬رصد‭ ‬الأعراض‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬الموظف‭ ‬عند‭ ‬تعرضه‭ ‬للاحتراق‭ ‬الوظيفي‭ ‬كالإرهاق‭ ‬والتعب‭ ‬والصداع‭ ‬وآلام‭ ‬في‭ ‬المعدة‭ ‬والظهر‭ ‬وارتفاع‭ ‬ضغط‭ ‬الدم،‭ ‬وهنالك‭ ‬أعراض‭ ‬نفسية‭ ‬مثل‭ ‬الشعور‭ ‬بالقلق‭ ‬والاكتئاب‭ ‬والشعور‭ ‬بنوبات‭ ‬الغضب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الملل‭ ‬وتراجع‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس،‭ ‬وفقدان‭ ‬التركيز،‭ ‬وتراجع‭ ‬الشغف‭ ‬والابداعية‭ ‬والإنتاجية‭. ‬وتقول‭ ‬بشرى‭ ‬إنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الاحتراق‭ ‬الوظيفي‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الصعب،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬بالسهل‭ ‬ايضاً‭ ‬حيث‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمسؤولين‭ ‬والموظفين‭ ‬الوقاية‭ ‬الضرورية‭ ‬والتوعية‭ ‬حيث‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬عمل‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬الضغوطات‭ ‬ولكن‭ ‬بالقدر‭ ‬المعقول،‭ ‬تشير‭ ‬احدى‭ ‬الدراسات‭ ‬الحديثة‭ ‬لكلية‭ ‬إدارة‭ ‬الاعمال‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬هارفارد‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬مؤخراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬322‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬حجم‭ ‬الأعمال‭ ‬والخسائر‭ ‬في‭ ‬الانتاجية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬الاحتراق‭ ‬الوظيفي‭. ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬بشرى‭ ‬ان‭ ‬أسرارا‭ ‬كثيرة‭ ‬حول‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الاحتراق‭ ‬الوظيفي‭ ‬ورفاهية‭ ‬الموظفين‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬‮«‬دورة‭ ‬مُسيطر‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬الاحتراق‭ ‬الوظيفي‭ ‬مركزة‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الصحيحة‭ ‬للرفاهية‭ ‬الوظيفية‭. ‬اما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الوظائف‭ ‬الأكثر‭ ‬عرضه‭ ‬للاحتراق‭ ‬الوظيفي‭ ‬فتقول‭ ‬بشرى‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬الوظائف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تُعرض‭ ‬موظفيها‭ ‬لذلك،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬كشفته‭ ‬الدراسات‭ ‬ان‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬إنسانية‭ ‬مباشرة‭ ‬الى‭ ‬الناس‭ ‬هي‭ ‬الاكثر‭ ‬عرضة‭ ‬مثل‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬والتعليمية‭ ‬وحتى‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭.‬

من‭ ‬أهم‭ ‬النصائح‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬بشرى‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬خبرتها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬رفاهية‭ ‬المؤسسات‭ ‬والاحتراق‭ ‬الوظيفي‭ ‬لأصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬بعمل‭ ‬تقييم‭ ‬داخلي‭ ‬الى‭ ‬نسبة‭ ‬الاحتراق‭ ‬الوظيفي‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وأخذ‭ ‬الأسباب‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬بناء‭ ‬استراتيجية‭ ‬الرفاهية‭ ‬الوظيفية‭ ‬التي‭ ‬ستسهم‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الموظفين‭ ‬والمسؤولين‭ ‬والمؤسسات‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وكذلك‭ ‬ستحافظ‭ ‬على‭ ‬ميزتها‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭. ‬كما‭ ‬توجه‭ ‬كلمتها‭ ‬الأخيرة‭ ‬والمهمة‭ ‬لجميع‭ ‬العاملين‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬هرم‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭. ‬ان‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬أعراض‭ ‬الاحتراق‭ ‬الوظيفي‭ ‬وعدم‭ ‬التهاون‭ ‬فيها‭ ‬والوعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الرفاهية‭ ‬الوظيفية‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬وتطور‭ ‬المهارات‭ ‬التي‭ ‬ستحافظ‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬المهنية‭ ‬العالية‭ ‬والإنتاجية‭ ‬وإنتاجيتك‭ ‬والتوزان‭ ‬المهني‭ ‬والنفسي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا