نظم مركز عبد الرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي ندوة بعنوان: «عبدالله المحرقي والغوص في الذاكرة» تحدث فيها كل من الفنان خالد المحرقي، الفنان عباس الموسوي، الفنان عمر الراشد وأدار الحوار الفنان خليل المدهون. واستهل المدهون الأمسية بالحديث عن سيرة الفنان عبدالله المحرقي بكونه أحد أعمدة الفن البحريني العالمي، حيث ولد في عام 1939 ميلادي في فريج الفاضل بمدينة المنامة، ونسب إلى عائلته التي كانت تسكن مدينة المحرق قبل استقرارها في المنامة لذا فقد حمل الفنان لقب المحرقي. كما أضاف المدهون أن المحرقي كان يتابع والدته الفنانة منذ طفولته باهتمام بالغ قبيل دخوله الكتاتيب، حيث كانت والدته ترسم على أقمشة المفروشات زخارف ورسومات للزهور والطيور وغيرها لتطرزها بخيوط البريسم بدقة متناهية، فكان لها تأثير إيجابي غير مباشر على مسيرته الفنية. وأشار المدهون للتأثير المهم للأخ الأكبر للفنان المحرقي الذي كان لفنه الأثر الكبير في قلب الفنان المحرقي وحبه للرسم. وفيما يخص المسيرة التعليمية للفنان المحرقي فقد وضح المدهون في خضم حديثه رغبة الفنان المحرقي للحصول على ابتعاث خارجي لدراسة الفن حيث قوبل برفض طلبه ليلتحق بعد ذلك عن طريق الابتعاث من هيئة الاتحاد الوطني بالدراسة في مصر وتتوقف دراسته بسبب اندلاع الحرب في نفس عام 1956 الميلادي، ليستغل المحرقي وقته في مصر بالتقدم لامتحانات الثانوية العامة ليتقدم بعدها في العام التالي لكلية الفنون الجميلة بالقاهرة ويبدأ الدراسة. وقد ذكر المدهون رحلة الكفاح التي خاضها المحرقي بالعودة في أيام العطل الصيفية إلى البحرين للعمل في بابكو حيث رسم خلال عمله العديد من الرسوم الكاريكاتيرية لحفر آبار النفط وبوسترات إيضاح لإجراءات السلامة العامة بالشركة. لينتقل الحديث بعد ذلك إلى رئيس مجلس إدارة مركز كانو الثقافي الشاعر علي عبدالله خليفة الذي أشار في كلمته إلى دور مركز كانو الثقافي في استذكار سير الرواد الذين أسهموا في خلق مناخ ثقافي أساسي مؤسسي ليستطيع الجيل الجديد السير على نهجه، لتأتي هذه الندوة استذكارا وتحية لمسيرة الفنان عبدالله المحرقي الذي رافق الحركة الأدبية في البحرين منذ نشأتها في الستينيات.
ثم أشار الفنان عباس الموسوي في حديثه فيما يخص دور الفنان عبدالله المحرقي في الحركة الفنية والأدبية بالبحرين، حيث كان المحرقي على حد قوله مشحونا بروح الدعابة في عرض الأفكار وقوة التعبير الصريح الذي تعكسه رسوماته المغنية عن كثير من القصص الأخرى فكانت لوحاته مزيجا من الشعر والألحان فهي كالمسرحيات المعروضة في الفضاء المفتوح بمختلف المواضيع التي بدا وكأنه يداعب مخيلة المتلقي بمزيج يغني المشاهد عن روح الأدب والشعر. كما أضاف الموسوي أن المحرقي يمثل شعلة من الحب والمحبة والسلام من خلال المشاكل الموجودة على الساحة الداخلية فصور النخلة بمصدر الغذاء فحبها من حب الأرض، وقد ذكر الموسوي أن الكثير من الفنانين البحرينيين من الجيل الأول قد تأثروا بالفنان المحرقي الذي كان فنه غنيا باللون والحركة والتعابير.
وبعد ذلك تحدث الأستاذ عمر الراشد عن دور الفنان المحرقي في تطوير الحركة التشكيلية في البحرين من خلال متابعة الأعمال والمعارض المقامة من قبل وزارة الإعلام آنذاك. وأشار الراشد إلى أن المحرقي قد جسد في أعماله العديد من الرمزيات المهمة للهوية البحرينية فقد جسدت أعمال المحرقي في عديد من صورها رحلة الغواص وما واجهه من أخطار، وتميزت أعماله ببصمة مميزة في البورتريه بطريقته الخاصة. وقد أضاف الراشد أن المحرقي قد جسد رمزية خاصة به تناول بها العادات والتقاليد والمهن بطريقة مختلفة جدا لا مثيل لها وقد قدم المحرقي العديد من أعمال الخط العربي ما أعطى العمل التشكيلي شكلا جديدا وحديثا مما جعله من أهم الفنانين التشكيليين في المنطقة وذلك لإضافاته المهمة والتطويرية للحركة التشكيلية العالمية. وفي ختام الندوة وصف الفنان خالد المحرقي شخصية الفنان المحرقي الأب من داخل الأسرة، حيث أشار إلى وجوده الدائم في الأسرة وانهماكه في المشاريع الفنية الجديدة بشكل دائم، فوجود الفنان في منزله لابد أن يكون بشكل مريح يدفعه إلى مزاولة فنه من داخل منزله. وقد تم فتح المجال لمداخلات الجمهور في نهاية الأمسية وتم تكريم الفنانين المشاركين من قبل رئيس مجلس إدارة المركز.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك