وجدوا في بعض الحالات التي تعالج على دواء تنظيم الكوليسترول أنهم قد يصيبهم آلام في العضلات فهل هناك أي علاقة بين الدواء وألم العضلات؟ يجيب عن هذا السؤال الدكتور أحمد سلام أخصائي أمراض القلب بمستشفى نور التخصصي.
تعد أمراض القلب والأوعية الدموية وبصفة خاصة أمراض الشرايين التاجية المغذية للقلب من أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم.
ويعد ارتفاع الكوليسترول خاصة الكوليسترول منخفض الكثافة أو المعروف بالكوليسترول الضار هو أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بهذه الأمراض.
لقد أدى التقدم الطبي خلال العقود الماضية إلى إدخال الأدوية المخفضة للكوليسترول والذي ساعد بشكل ملحوظ على الوصول إلى مستويات معتدلة للكوليسترول الضار بالدم لدى المرضى المصابين بارتفاع الكوليسترول، الأمر الذي أدي بدوره إلى تقليل معدلات الإصابة بالأمراض الناتجة.
وتعد آلام العضلات هي إحدى الأعراض الجانبية التي قد تحدث بتناول بعضا من هذه الأدوية المخفضة للكوليسترول، الأمر الذي يؤثر سلبيا في التزام كثير من المرضى ممن يتناولون هذه الأدوية.
في بعض الأحيان، قد يكون تناول هذا الدواء هو المسبب الفعلي لهذه الأعراض لدى مريض معين يتناول هذا الدواء، وهنا يأتي دور الطبيب للتحقق بعدة طرق من معرفة إذا كانت هذه الأعراض ناتجة بالفعل عن تناول هذا الدواء المخفض للكوليسترول أم أنها ناتجة عن أسباب أخرى ليست لها علاقة مباشرة بالدواء، وإذا تبين للطبيب أن هذه الأعراض ناتجة بالفعل عن هذا الدواء فعندئذ يقوم الطبيب بتعديل الجرعة أو تغيير الدواء بالشكل المناسب الذي يساعد على زوال هذه الأعراض مع الحفاظ على مستوى جيد للكوليسترول بالدم.
وفي بعض الأحيان وهي أحيان كثيرة قد يكون الشعور بمثل هذه الأعراض لدى بعض المرضى ممن يتناولون هذه الأدوية ليس ناتجا عن الدواء ذاته، ولكن ناتجا عن بعض المعتقدات السلبية المسبقة لديهم بشأن هذه الأدوية والتي قد يستمدها من المحيطين بهم أو من خلال تصفح صفحات الإنترنت والتي قد تذكر الأعراض الجانبية لهذه الأدوية دون ذكر الأهمية القصوى لها، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى انعكاسات نفسية وشعور وهمي غير حقيقي بوجود هذه الأعراض لدى المرضى المنتظمين عليها، ما قد يؤدي إلى وقف الدواء بواسطة المريض دون الرجوع إلى الطبيب.
وفي إطار هذا الشأن، أجريت إحدى الدراسات الحديثة لإثبات أو نفي السؤال المتردد المتعلق باحتمالية وجود علاقة مباشرة بين الأدوية المخفضة للكوليسترول وآلام العضلات في المرضى المنتظمين على هذه الأدوية. وقد تناولت هذه الدراسة عددا من المرضى ممن يتناولون أحد الأدوية المخفضة للكوليسترول وقد تم تقسيم هؤلاء المرضى إلى مجموعتين، أحدهم علي علم تام بنوع وتفاصيل الدواء والمجموعة الأخرى ليست على علم بنوع وتفاصيل الدواء، وقد وجدت هذه الدراسة تزايد أعداد الشكاوى المتعلقة بآلام العضلات في مجموعة المرضى التي على علم بالدواء مقارنة بالمجموعة الأخرى التي ليست على علم، وقد تعطي هذه الملاحظات الناتجة عن هذه الدراسة اطمئنانا وضمانا للمرضى أن ليست كل آلام العضلات أثناء تناول الأدوية المخفضة للكوليسترول هي ناتجة بشكل مباشر عنها.
قد تؤدي أيضا المعتقدات المسبقة السابق ذكرها إلى سوء فهم بعض المرضى ممن يعانون من ارتفاع الكوليسترول بالدم، الأمر الذي قد يجعل البعض من هؤلاء المرضى يمتنعون للأسف عن بدء هذه الأدوية مع عدم العلم بالآثار السلبية التي قد تنتج عن ترك ارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم دون دواء. وهنا يأتي دور الطبيب في تصحيح مثل هذه المفاهيم الخاطئة لدى المريض.
يعد الوصول إلى مستويات معتدلة لمستوى الكوليسترول الضار بالدم لدى المرضى المصابين بارتفاعها، بواسطة الأدوية المخفضة للكوليسترول، هو من أحد الطرق الوقائية لأمراض تصلب الشرايين وأمراض قصور الشرايين التاجية المغذية للقلب.
ويعد عدم تناول هذه الأدوية المخفضة للكوليسترول لدى الأشخاص المصابين بارتفاعها هو مرتبط ارتباطا وثيقا بحدوث مثل هذه الأمراض.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك