قد يحدث أن نخلع سنا أو ضرسا أو أن نفقد عدداً منها لأي سبب كان، ومن ثم يكون لسان حالنا: «حسنا وما المشكلة ألم وانتهينا منه، وليبارك الله لنا بما تبقى من أسنان وأضراس».
الحل الجذري لما سيأتي من كارثة في فمك جراء الخبر السيء الذي يقوم على دراسات علمية مرموقة وتجارب طبية كثيرة وجمّة أكدت أن فقدان السن يعرض عظم الفكين للضمور بشكل مستمر ومتزايد وبلا عودة.
هكذا بدأ الدكتور أديب قرموط حديثه واستكمل قائلا:
بالتأكيد نحن أطباء الأسنان لا تريد أن تسمح لعظام الفكين لديك بالتآكل والضمور حال فقدان السن، هنا أزف لك الخبر الجيد أنه لتجنب هذه المحنة في عظام فكك المهمة جداً لثبات الأسنان، وللحيلولة دون ضمور العظم، الإجراء المناسب والسريع هو زراعة الأسنان.
وقبل الحديث عن أهمية الفك الذي قد لا تكون بحاجة إلى إسهاب وتحليل لمعرفة كل أبناء الجنس البشري بأهمية الفك ليس فقط من ناحية جمالية وإنما أهميته لاستمرار الحياة أيضا، لابد قبل كل هذا من إيراد بعض الحقائق الطبية التي تؤكد أن ضمور عظام الفك وتآكلها يبدأ بعد ثلاثة أشهر فقط من فقدان السن ويستمر هذا الضمور حتى تآكل العظم كاملاً في مكان فقد السن.
حتى إن دراسات عملية أثبتت مؤخراً أن 44% من حجم العظم في منطقة السن المفقود تضمر خلال فترة ما بين 3 أشهر إلى 12 شهراً، وبعدها يبدأ الانهيار المتسارع لعظام الفك.
وقد يصل فاقد السن إلى مرحلة فقدان عظام الفك كاملاً بسرعة غير متوقعة بعض الأحيان اعتماداً على عوامل عدة تلعب دورا سلبياً لتسريع ضمور العظام بينها العوامل الجينية والأمراض المزمنة والتدخين وغيرها الكثير.
وقد يعتقد البعض أننا نمعن في تصوير الجانب السلبي لفقدان السن وما يتأتى عنه من كارثة فقدان عظم الفك، إلا أن هذا الإمعان في شرح وإيضاح التراتب الزمني ما بين فقدان السن وصولاً إلى ضمور عظام الفك كلياً، هو ليس أكثر من مقدمة لازمة وغير كافية للدخول إلى عوالم الحل الطبي المتمثل بزراعة الأسنان.
إذ إن ثبات الأسنان في الفكين يرتبط بشكل وثيق بوجود الكمية الكافية من العظام في الفك، وهو ما يُمَكِّن الطبيب من تعويض الأسنان والأضراس المفقودة عبر عملية ناجحة لزراعة الأسنان، وبالتالي فإن كمية العظم المتبقية ونوعيته تلعب دوراً اساسياً وناجزاً في نجاح عملية تعويض الأسنان المفقودة سواءً من الناحية الوظيفية أو الجمالية.
ولأن عظام فكك لن تنتظرك طويلاً قبل أن تبدأ بالضمور حال فقدان السن، لابد من أن تكون الخطوة الأولى المبادرة إلى زيارة أخصائي زراعة الأسنان، بحيث يمكنه تقييم الحالة وتقدير عملية زراعة الأسنان المناسبة كي تلبي الشروط الوظيفية والتجميلية للسن.
وعلى الرغم من حسن طالع أبناء جنسنا البشري اليوم بوجودهم في عصر باتت فيه التقنيات الطبية المتقدمة متوفرة لتعويض جزء من العظم المفقود في الفك بعد فقدان السن من خلال عمليات خاصة تسمى التطعيم العظمي وبناء الأنسجة، إلا أن الحقيقة تبقى أنه من الصعب تعويض العظام بشكل يحاكي الطبيعي 100%.
وبالتالي كلما أسرع المريض بزيارة أخصائي زراعة الأسنان حال فقده السن، كلما ازدادت فرصته في الحصول على أسنان مزروعة في فك ذي عظام سليمة وقوية.
ولنتذكر أخيراً أن زراعة الأسنان علم لا سلعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك