العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

حقوق وواجبات

 

}‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬الاحتراف‭ ‬الحقيقي‭ ‬له‭ ‬شروط؛‭ ‬منها‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬على‭ ‬الإداري‭ ‬والفني‭ ‬واللاعب،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تطبيقه‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة؛‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المنتخبات‭ ‬أو‭ ‬الأندية،‭ ‬ولا‭ ‬يحقُّ‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬أن‭ ‬يخل‭ ‬بها‭.‬

}‭ ‬طبعاً؛‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬مقابل‭ ‬متفق‭ ‬عليه‭ ‬عبر‭ ‬عقدٍ‭ ‬ملزم‭ ‬هو‭ ‬‮«‬محترف‮»‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬عقد‭ ‬عمل،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬نُمارس‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الأمر؛‭ ‬طبعًا‭ ‬باختلاف‭ ‬بين‭ ‬بلد‭ ‬وآخر،‭ ‬والدقة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تطبيقه‭ ‬بها‭.‬

}‭ ‬ما‭ ‬يُمارس‭ ‬لدينا‭ ‬نوعٌ‭ ‬من‭ ‬‮«‬الاحتراف‮»‬‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬مستترا،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬أموالًا‭ ‬تُدفع‭ ‬عبر‭ ‬عقود،‭ ‬ولكن‭ ‬ممارسة‭ ‬‮«‬الاحتراف‮»‬‭ ‬الحقيقية‭ ‬محل‭ ‬شك،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬التدريبات‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬تُقام‭ ‬إلّا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬واحدة،‭ ‬وهي‭ ‬المسائية‭ ‬ولا‭ ‬تتعدّى‭ ‬الساعتين‭!‬

}‭ ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يتم‭ ‬الدفع‭ ‬لهم‭ ‬عبر‭ ‬العقود‭ ‬لا‭ ‬التزام‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الساعتين‭ ‬أو‭ ‬الثلاث،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يقضي‭ ‬الليل‭ ‬ساهرا‭ ‬حتى‭ ‬ساعات‭ ‬الصباح‭ ‬الأولى‭ ‬والنوم‭ ‬نهارًا‭ ‬حتى‭ ‬ساعة‭ ‬الظهيرة،‭ ‬وليس‭ ‬هُناك‭ ‬من‭ ‬التزام‭ ‬حتّى‭ ‬بالتغذية‭ ‬اليومية‭.‬

}‭ ‬وهُنا‭ ‬المردود‭ ‬يكون‭ ‬سلبيًّا‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬على‭ ‬لياقة‭ ‬اللاعبين‭ ‬وعطائهم‭ ‬الفني‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفني‭ ‬الجماعي‭ ‬للفريق،‭ ‬وقد‭ ‬أضعها‭ ‬هُنا‭ ‬بين‭ ‬قوسين‭: ‬يكون‭ ‬الالتزام‭ ‬خلال‭ ‬المعسكرات‭ ‬الخارجية‭ ‬متى‭ ‬كانت‭ ‬مُبرمجة‭ ‬بدقة‭!‬

}‭ ‬ولذا‭ ‬تعذُر‭ ‬الفرق‭ ‬حين‭ ‬التبكير‭ ‬بمبارياتها‭ ‬الرسمية‭ ‬عصرًا؛‭ ‬لعودة‭ ‬لاعبيها‭ ‬الموظفين‭ ‬من‭ ‬أعمالهم‭ ‬متأخرين،‭ ‬لا‭ ‬مبرر‭ ‬له،‭ ‬باعتبار‭ ‬العقود‭ ‬المرتبطين‭ ‬بها‭ ‬معهم‭ ‬أيضًا‭ ‬وفق‭ ‬رواتب‭ ‬تفوق‭ ‬ما‭ ‬يتقاضونه‭ ‬في‭ ‬أعمالهم‭ ‬الخاصة‭.‬

}‭ ‬المُشكلة‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬المحاسبة‭ ‬للأطراف‭ ‬المتعاقد‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬المنتخبات‭ ‬والأندية‭ ‬معدومة؛‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬فاقد‭ ‬الشيء‭ ‬لا‭ ‬يعطيه‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬الأغرب‭ ‬انعدام‭ ‬وجود‭ ‬السجلّات‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬الالتزام‭ ‬ليُبنى‭ ‬على‭ ‬ضوئها‭ ‬المُتعاقد‭ ‬معهم‭!‬

}‭ ‬ولعل‭ ‬المشكل‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الاحتراف‭ ‬‮«‬الحقيقي‮»‬‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬المستتِر‮»‬‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬الأندية‭ ‬بدفع‭ ‬المرتبات‭ ‬للمتعاقد‭ ‬معهم‭ ‬أولا‭ ‬بأول‭ ‬لتأخر‭ ‬الدفوعات‭ ‬المقدّمة‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬وأيضًا‭ ‬لعدم‭ ‬أو‭ ‬لندرة‭ ‬وجود‭ ‬الاستثمارات‭ ‬التي‭ ‬تُغطِّي‭ ‬الالتزامات‭.‬

}‭ ‬إن‭ ‬ممارسة‭ ‬الاحتراف‭ ‬حتّى‭ ‬‮«‬المستتر‮»‬‭ ‬منه‭ ‬تتم‭ ‬وفق‭ ‬‮«‬الهرم‭ ‬المقلوب‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفسره‭ ‬عودة‭ ‬الديون‭ ‬‮«‬المتراكمة‮»‬‭ ‬على‭ ‬الأندية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تمت‭ ‬تسويتها،‭ ‬وهذا‭ ‬لأننا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬خطوة‭ ‬تشابه‭ ‬خطوة‭ ‬السعودية‭ ‬بضمّ‭ ‬الأندية‭ ‬بعد‭ ‬التخصيص‭ ‬إلى‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا