طوال أيام عيد الأضحى طاردت كاميرات الصحافة والتليفزيون في مصر إسلام حسن، الفتاة العشرينية ابنة مدينة الإسماعيلية، وهي تذبح أضاحي العيد وتوزع اللحوم على الزبائن دون أن تفقد ابتسامتها المميزة، فالكل يقصد المحل الذي تعمل به ويتمنى أن تبيعه اللحم بنفسها، فقد أصبحت إسلام أو «لومة» كما يناديها الزبائن محل ثقة الجميع.
الجزارة الشابة دخلت إلى هذا العالم الذي يحتكره الرجال بالصدفة، فقد كانت طالبة بكلية السياحة والفنادق، وكان حلمها أن تصبح مضيفة طيران.
تقول «لومة»: البداية كانت صدفة غير متوقعة، فقد اضطررت للبحث عن وظيفة خلال مرحلة الدراسة الجامعية، ووجدت إعلانا لمحل جزارة كبير يطلب عمالا، فتوجهت لنيل الوظيفة وفوجئت بأنهم يقبلونني.
وتسرح ببصرها وهي تتذكر أيامها الأولى في هذه المهنة، وتقول: أعترف أنني لم أكن سعيدة، فقد كانت رائحة اللحم والدماء تضايقني، لكنني كنت مضطرة للاستمرار حتى أكمل دراستي وأحقق حلمي بأن أكون مضيفة طيران.
وتضيف: مع الأيام بدأت أحب المهنة مع تشجيع الزبائن خاصة السيدات، كما أن العائد المادي المرتفع كان حافزا للاستمرار.
تعترف «لومي» بأنها لا تنظر لحديث الناس بشأن أنها فتاة ولا يصح أن تمتهن هذه المهنة، قائلة: كنت بسمع كلام كتير، إنتي قلبك جامد، بالعكس أنا ممكن أكون بذبح العجول، وأخرج ألاقي قطة تبحث عن الأكل، ممكن أقعد جنبها وأطعمها.
وتستطرد قائلة: لا أخجل من عملي في المهنة، بل تعلمت كل شيء عنها، قائلة: أصبحت أعرف عن الجزارة كل شيء من الإبرة للصاروخ.
وتبتسم قائلة: هناك من الأصدقاء والجيران من كان يخشى التعامل معي في البداية، لكن الوضع تغير بعد عدة أشهر، وأصبح الجميع يقدم الدعم لي واستوعبوا فكرة عملي بالجزارة، وهناك الكثير من الزبائن يشجعونني على الاستمرار في هذه المهنة.
وتقول: هذا العام ذبحت الأضاحي بنفسي، وعملت ساعات طويلة أول يوم العيد دون كلل أو ملل.
وعن حياتها الشخصية تقول لومة: أنا غير مرتبطة وأتمنى أن أرتبط بشخص ورجل شهم وجدع.. يكون راجل بمعنى الكلمة، مؤكدة أن عملها بالجزارة لم يكن السبب في عدم ارتباطها وزواجها إلى الآن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك